في بدايات الثورة كتبت رسالة لاحد المؤيدين في احدى تنسيقيات الشبيحة في مدينة حمص، كان من ضمن الرسالة اننا امة المليار مسلم. فرد على بما مفاده "انت واحد اهبل، لا تعلم شيئا".
هو محق في جانب، ومخطئ في جانب آخر. كان يراهن على الجوانب المادية، وكنت اراهن على جوانب روحية. فهو محق لعلمه ان حكومات امة المليار مسلم، حكومات مخصية، لا تقدر على الاقتحام، وتنكسر عينها مع كل نظرة حزم. فهي لا البعير ولا بالنفير، بل قد تجدي احيانا بالنقيق وليس بالنقير لان فعل النقر قد يعني مرحلة تتجاوز الكلام، ولكن النقيق مضمون ان مداه الكلام، مع ديمومة انعدام الفعل.
هو محق لعلمه ان هناك دولة اسمها اسرائيل، بريطانيا اعطتها ارضا ليست لها، وفرنسا منحتها مفاعلها النووي الوحيد، وروسيا اول دولة اعترفت بها، وامريكا هي وكيلها ومحاميها.
هو يعلم ان سايكس بيكو قامت –بعد تقسيم ارض الشام- على ركيزتين هما سوريا بحكم اقلية نصيرية بمنحة فرنسية، وفلسطين بحكم استيطان يهودي، يحميه العالم.
وهو يعلم ان روسيا تخشى انبعاث روحا ثورية إثر نجاح ثورة الشام، وبوتين يصرح ان سوريا حدودها على اعتاب روسيا. بتفكيره، لا مفر، لان خلع النظام يعني اعادة رسم خطوط القوة في المنطقة، إن لم يكن الآن، والان قد تعني عقدا من الزمن، فقد يكون الرسم الجديد خلال مدة اقصاها عقدين من الزمن، وتبدأ مداولة جديدة.
لكنه هو اخطأ حيث اننا نحن حقا امة المليار، لذا فإن الصين، وروسيا، وامريكا، وكل العالم يخاف انتصار الثورة. لقد كان رهاني معتمد، ومبني على امور عدة منها: خلال تواصلي مع الناشطين عبر التنسيقية وفي بدايات الثورة، رأيت وعيا كبيرا، وارادة وتصميما على نيل الحرية والكرامة. خلال ذلك التواصل تعرفت الى شباب كل منهم امة، بحرصه على اهله، وبلده، والثورة. عقول، وافكار، ونفسيات ابية، تجعلك تفكر مرارا وتكرارا هل هؤلاء هم الابدال؟. بعد انحسار السلمية، وبداية العسكرة، واولى الخطوات على طريق الشهادة للشباب الناشط، كنت ترى كلمات العزة، والاصرار، والعناد، على طريق الحق، لكنهم وكما ذكرت ناشطة هم نادمون على شيء واحد فقط، وهو انهم تأخروا سنين قبل يبؤوا الثورة.
لذا فكان الرهان، بعد الله، على الثورة، ولذا ستنتصر الثورة بإذن الله، لان الكل بفكره، وعمله، واخلاقه، ووعيه ثورة. الحمد لك ربي الكريم، انك احييتني في زمن تكون ثورة، ثورة ستعيد الكرامة لامة الحق، كي يمتلك ناصية امرها رجالها الابطال الكرام البررة. ** كاتب سورى مستقل