أكرم الله المرأة في الحياة الدنيا وأكرمها الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم عندما لم يفرض عليها حلق الرأس مثل الرجل في الحج كمنسك من مناسكه ونهى الرسول عن ذلك للمرأة ، ولكن ان ترجع المرأة إلى سالف العصور والأزمان وتقلد غيرها من النساء لأسباب سياسية أو فنية أو للإحساس بالتغيير ومخالفة الناس أو للتعبير عن القهر فهذه مظاهر لا تتناسب مع من ينادون بحرية المرأة وكرامتها ويناهضون العنف ضدها حيث يصبحن في تناقض مع انفسهن ويزيدن من إساءة صورة المرأة كشريك اساسي في نهضة المجتمعات .
عندما نرى الفتاة التي منعوها من ارتداء الحجاب في مدارس فرنسا وخيروها إما ان تخلع الحجاب وإما فلا دخول المدرسة والحرمان من التعليم فقررت الفتاة أن تحلق شعر رأسها على الزيرو لتعبر عن رفضها لما تمارسه الدولة المدعية التمدن وتنادي بحرية المرأة ، فأحرجت الفتاة المسلمة التركية الأصل فرنسا التي تعتبرها من رفضن الدستورعندنا في مصر دولة متقدمة ، فكان موقفا ينم عن قهر الدولة للمواطن وتخطي حقوق الإنسان التي وقعت عليها فرنسا بلد الحرية .وأظهرت هذه الفتاة كيف تكيل هذه الدول بمعيارين ولا تحقق المساواة المزعومة ، فهذه الدول تطالب بحقوق الطفلة في التعليم وحقها في دخول المدارس وهي حامل من سفاح دون ان تضع تأثير ذلك على المجتمع وعلى التنشئة التربوية السليمة التي تحصن المجتمعات وفي ذات الوقت تمنع الأخرى من التعليم إذا ارتدت حجابا بحجة مخالفة ثقافة المجتمع الفرنسي ، ولكن أن تدعو من يدعين ضرورة العمل بحقوق الإنسان الدولية فيرفض الديموقراطية ويتهمن غيرهن ممن يلتزمن بالحشمة والحجاب بالرجعية فهذا ما يسيء للمواطنات المصريات خاصة بعد تحرر المصريين بثورتهم على الفساد والاستبداد .
وعندما فقدت المغنية الشهيرة أسرتها بعد الطلاق قررت ان تحلق شعر رأسها حزنا على فقدانها الحبيب ، ولكن أن تحلق المرأة المصرية شعر رأسها من أجل رفض تطبيق الشريعة واعتبارها بدعة لا يجب ذكرها في الدستور فهذا شيء عجيب ..
ولكننا نرى في مصر عجب العجاب فالداعيات لحقوق المرأة والعاقدات لمؤتمرات لمواجهة العنف ضد المرأة ، والمعاديات للرجل ولأنفسهن نرى هؤلاء النسوة يقررن حلق شعر رأسهن في ميدان التحرير للتعبير عن رفضهن لدستور وافق عليه ما يقرب من ثلاثة أرباع المصريين نصفهم تقريبا من النساء .
ربما كنا نسمع ونرى في أفلام الأبيض والأسود سلوكيات الصعايدة المصريين في حمل الكفن وفي حلق شعر الرأس للتعبير عن القسوة في قهر النفس وعنف الإنسان الذي يمارسه ضد نفسه ، ولكن أن نرى هذه الأفلام في برامج تليفزيونية بالألوان تنتشر عبر الفضائيات فهذا أمر أكبر بكثير من تخلف المرأة ورجعيتها التي يحاكونها في محافلهن الدولية ويبكون عليها في منتدياتهن الغربية والإقليمية ثم يتحدثن عن المحجبة باستهزاء وسخرية وتهجم ويصفونها بالرجعية والتخلف ويرفضون رسميا مشاركتها في وضع الدستور وفي المشاركة السياسية ، وتصفح سريع على شبكة الانترنت على صفحات هذه الجمعيات والمنظمات التي تنادي بحقوق المرأة المزعومة تشاهد عليها افلام رسوم متحركة تهين المرأة المحجبة وتظهرها تخرط الملوخية لتطبخ الدستور ، فهل من قررت حلق شعر رأسها تدخل في نطاق المرأة المتمدنة أم ماذا !!
وجدنا كيف مارست بعض الدول العنف ضد المرأة في أقسام الشرطة بحلق شعر رأس الصحفيات والسياسيات ، ولكن أن تمارس المرأة العنف ضد نفسها فهذه تقليعة مقيتة تهين المرأة فيها نفسها بالأساس ، وشاهدنا كذلك بعض النساء اللاتي يحلقن شعر رأسهن من أجل الروشنة في شوارع أوربا أو من أجل لعب أدوار سينمائية خاصة بحالات مرضية ، فأي هذه الأدوار تريد هذه النسوة أن تلعبها في ميدان شهد ابدع واجمل وانقى ثورة في التاريخ المصري.فإذا كانت هذه النسوة يعترضن على مواد دستورية لم يقرؤها أصلا فعليهن اللجوء للطرق المتطورة السلمية والديموقراطية والمدنية للتعبير عن رفضهن والعمل على تحقيق مطالبهن بالطرق الشرعية فالانتخابات على الأبواب وعليهن العمل من أجل حصد كراسي برلمانية تستطيع من خلالها رفع طلبات لتغيير ما يعترضن عليه من مواد دستورية أو تعديله وهذا هو الطريق الأقرب والأصوب للعمل .