الاستقرار كلمة جامعة مانعة شاملة . واذا كانت تعنى فى المقام الاول الاستقرارالسياسى. فهى كلمة السرومدخل النجاة للمجتمع لأنهاهى بداية الطريق لخلق أستقرار أقتصادى وأجتماعى وعلى كل المستويات مما يهئ المناخ ويمهد الطريق للوصول الى التقدم والتحضر والرقى وأستعادت مكانة مصرودورها التاريخى والأقليمى والعالمى .
ولأننا بعد سقوط مبارك ولغياب ذلك التنظيم الثورى الذى كان يمكن أن يوحد كل القوى السياسية حول أجندة ثورية متفق عليها وهذا لم يحدث . فما برحنا من الأستفتاء مارس 2011 الا وكان الأنقسام وساد التشرذم وتكرس التفتت بين من يدعو للدولة الدينية بصورة أو بأخرى ومن يطالب بدولة مدنية ديمقراطية حديثة .
فسكب هذا المشهد مزيداً من الزيت على نار الفوضى التى اجتاحت الوطن منذ جمعة 28 يناير 2011 وحتى الأن . فأنشغل الجميع بالحصاد لمصالحهم الذاتية والحزبية ولتأجيج الخلافات الأيدلوجية والدينية . تلك الخلافات التى توارت مؤقتاً منذ بداية الثورة وحتى سقوط مبارك .
فتكرست الفوضى وتجذر الأنقسام وأخذ اشكالاً خطيرة وجديدة على مصر مما يهدد تماسك الوطن ويعوق الحفاظ على وحدتة فلا يمكن ولا يجب أن نغفل أو نتهاون فى تلك الممارسات المفزعة التى تسيطر على المشهد السياسى مثل محاصرة الأتحادية وتهديد المحكمة الدستورية ومحاصرة مدينة الأنتاج الاعلامى.
ولا يجب أن نستسهل تلك المواجهات الدامية بين أبناء الوطن الواحد مهما كانت أنتماءاتهم الدينية أو السياسة وكأنها حروب بين اعدى الأعداء .
لا تستقيم الأمور على ضوء تلك التهديدات المتبادلة بين الجميع بالقتل والسحل والسحق ولا علاقة بأى استقرار بهذا الغرور وذاك الأستبداد الذى لا يرى من خلاله الأخر .
كيف يكون هناك أستقرار فى ظل تلك الضغوط الهائله على رئيس الجمهورية من قبل جماعتة التى يدين لها بلا شك بالولاء حتى أنه كان قد أصبح طرفاً فى الصراع السياسى الممقوت والمرفوض حتى أن كانت المعارضه توجه سهامها للرئيس فهذه هي طبيعة السياسة ؟.
كيف الأستقرار وهناك قوى تعد نفسها وتتأهل لكى تكون بديلاً لمؤسسات الدولة السياسة والامنية وحتى العسكرية ؟ كيف يكون الأستقرار عندما يتصور البعض أنه هو المسئول عن سلامة الرئيس وقصورة بل على النظام ذاته بديلاً عن الشرطة والقوات المسلحة والحرس الجمهورى وكل مؤسسات الدولة ؟ فالمؤامره التى تختلق المؤامرات لن تثمر أستقراراً بل تخلق حالات من التخوين والاقصاء والرفض فتكون الفوضى بديلاً عن الاستقرار . لن يكون هناك استقرار وكل طرف يتصور أنه يمتلك الحقيقة المطلقة والصواب الذى لا يرى الخطأ دون غيرة . ولا علاقة بين الأستقرار وبين من يتصور أنه هو الوصى على الدين وأنه مرسل العناية الاهيه للبشر . لا يكون هناك استقرار بدون تقبل للحوار والأقتناع به بأعتباره اهم الاليات للحلحت المواقف ولتفكيك الأزمات. لن يجدى تمترس كل طرف وراء موقفة بالمطلق بعيداً عن الطرف الأخر . فبوابة الأستقرار هى تلك الورقة التى نزدريها ونستهين بها وهى وحدتتنا الوطنية والعلاقة الاسلامية المسيحية . تلك الورقة التى كانت وما زالت وستظل للعب بها لتفكيك الوطن وضياع أستقرارة .
ولذا لا يستقيم الأمر فى هذه القضية مع تلك التصريحات لكبار كوادر وقيادات لأخوان المسلمين حول الترويح بوجود 80% من الموجودين أمام الأتحادية من الأقباط فيمكن أن تكون هذه رسالة لها اثار كارثية على الوطن بأكملة .
ولا نرى عقلاً ولا حصافةً فى من يهدد الأقباط لو قالوا لا للدستور وكأن الممارسة السياسية قد أصبحت بالأمر المباشر وكأن المواطن ليس من حقة أن يقول نعم أو لا . فهل نحلم بأستقرار عند أصدار قائمة أغتيالات لرموز الأقباط وعلى رأسهم البابا الجديد؟ أو عندما يتهم البعض البابا بأنه يعمل ضد النظام والأخوان لمجرد أن هناك متظاهرون أقباط ؟ كل هذه السلوكيات وتلك المواقف تفتت لا توحد تثير لا تهدئ تفرق لا تجمع .
فماذا نريد جميعاً بلا استثناء؟ هل نريد مصر المستقرة أم مصر الخاربة؟ وهذا سيكون فى صالح من ؟ لا أحد . فالنحافظ على مصر وتوحدها وسلامتها وأستقرارها وتقدمها فهى ملك لكل المصريين.