اهتمت عناوين الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء بالتطورات التى تشهدها المنطقة العربية حاليا، حيث المطالبة بتفعيل المبادرة العربية للسلام كذلك الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الانسان في ظل الانتهاكات التى تشهدها سوريا. تغييرات جذرية
فمن جانبها، أعربت صحيفة "البيان" الاماراتية تحت عنوان "مشهدان في المنطقة" عن أملها أن يعم الاستقرار عموم الوطن العربي ، مؤكدة أنه لتحقيق هذه الغاية نرى أن لقاء القادة العرب بات أمرا ملحا لتقييم الوضع ووضع التصورات لمستقبل آمن عماده التنمية.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن الصحيفة قولها لا يختلف إثنان على أن المنطقة تشهد تغييرات جذرية ولكن ما لا يتفق عليه إثنان هو أن ما يجري على مستوى المنطقة يتجاوز كونه ربيعا أطاح بأربعة رؤساء .
وأشارت الصحيفة إلى أنه من مصر التي ثارت فيها ثورة وتونس التي ترتسم فيها حقبة مواجهة بين من يريد تكريس الدولة الدينية ومن يريد احترام الدولة المدنية وليبيا التي تصارع لرسم ملامح الديمقراطية وسط أجواء من فوضى السلاح إلى اليمن الذي يمشي على حد السيف في سبيل توفير الاستقرار وسوريا التي تدور منذ شهور في أتون حمام دم، لا يبدو له نهاية في المستقبل القريب.
ورأت أنه رغم كل هذه النماذج التي تدق جرس إنذار بأن المنطقة تقف على مفترق طرق فإن هناك بعض الأمثلة تقول إن ليس كل ما يجري مخيفا فما يجري في فلسطين من تراشق كلامي إيجابي بين فتح وحماس والدعوة التي أطلقها ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى الحوار في المملكة يؤكد أن فى الأفق مستقبلا إيجابيا وواعدا .
وفى ذات السياق ، ذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن الحديث عن المبادرة العربية للسلام قد برز مؤخرا بين من يرى أنها تحتاج إلى إعادة نظر أو حتى سحب من التداول نظرا لان إسرائيل تكرر رفضها لها فعلا وقولا منذ أن صدرت وبين من يرى أن سحبها ليس فيه مصلحة للعرب بل ذهبت القيادة الفلسطينية إلى اعتبار ذلك بمنزلة "كارثة" .
وأضافت الصحيفة تحت عنوان "المبادرة العربية"، أنه مهما كان الرأي سحبها من التداول أو الإبقاء عليها فهي ميتة لأن الطرف الإسرائيلي يريدها أن تكون كذلك.
وأوضحت أن إسرائيل وحلفاءها الغربيين لا تقلقهم المبادرات الساعية نحو التسوية بل يعملون على تشجيعها ما يقلقهم في هذا الشأن أمران ،الأول أن المبادرات تصدر في إطار توقيت تترتب عليه إجراءات..اما الثاني هو أن الذي يصدر المبادرة لديه الاستعداد لأن يطبق الإجراءات وهذا ما يجعل للمبادرة في العادة معنى وما يجبر الآخرين على الإصغاء إليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة العربية كانت في وقتها تعبيرا عن النية العربية للوصول إلى تسوية سلمية..لكنها لم تفد الجانب العربي إلا لوقت قصير إعلاميا للتأكيد أن العرب يمدون غصن السلام إلى عدوهم .
ورأت "الخليج" أن السحب بحد ذاته خطوة سلبية يمكن أن تتحول إلى إيجابية لو ارتبطت بتوقيت وإجراءات وهذا الحديث يعنى أن العرب وصلوا إلى قناعة بعقم المبادرة بالشكل الذي صدرت به ، وإذا كان الأمر كذلك فهم مدعوون إلى اجتماع يتدارسون فيه كيفية تفعيلها من خلال نظرة استراتيجية لا تأخذ في الحسبان تحديد المهلة الزمنية وإنما أيضا التدابير المتدرجة التي سيتخذونها بحق إسرائيل إذا استمرت في تعنتهاوكذلك أيضا وضع البدائل الاستراتيجية في حال إخفاق كل الإجراءات.
ولفتت الصحيفة الاماراتية إلى أن الاتفاق على كل ذلك حتى في حدوده الدنيا سيحرك المياه الراكدة ويطلق الإشارات المحذرة على الأقل إلى الدول الداعمة لإسرائيل بل أن الكيل قد طفح لدى العرب وأنهم أصبحوا أكثر جدية في مقاربة الصراع مع إسرائيل.
سياسة القتل
وعلى جانب اخر ، رأت صحيفة "الراية" القطرية إنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان ، يمارس النظام في سوريا يمارس سياسة القتل بالجملة ردا على مطالبات الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والتغيير.
واعتبرت أن الفشل والعجز الدوليين اللذين ظهرا واضحين وصراع المصالح الذي يحول دون نجدة الشعب السوري وإنقاذه ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية ووصمة عار للضمير العالمي الذي يسكت على استمرار القتل والعنف.
وأشارت إلى أنه في وقت اختير فيه هذا اليوم من أجل تكريم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم 10 ديسمبر 1948 حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كان أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان مازال الاحتلال الإسرائيلي جاثما على صدور أهل فلسطين يقتلهم بطائراته وصواريخه كما حدث في غزة قبل أسابيع قليلة.
وأعربت عن أسفها أن تمر الذكرى ال(64) لليوم العالمي لحقوق الإنسان والاحتلال الإسرائيلي مستمر في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وارتكاب الجرائم بحق المدنيين مطالبة المجتمع الدولي بأن يقرن الأقوال بالأفعال وأن يطبق المواثيق والقوانين الدولية التي تحمي حياة الناس وحقوقهم.
وأكدت صحيفة "الوطن" حرص دولة قطر على إثمار الموقف السياسي الفلسطيني وتعظيمه للانتقال به من انتصار إلى آخر على الساحة الدولية.
وأشارت إلى أن هذا الحرص ظهر جليا في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بالدوحة أمس الأول برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وهو الاجتماع الذي انتهى إلى بيان ختامي يتضمن 15 بندا كل منها ينطوي على إشهار التحدي في وجه السياسات الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الجهد السياسي الذي تقوده قطر من أجل قضية الشعب الفلسطيني قد سبق أن استفز مسئولين إسرائيليين إلى حد وصفهم دولة قطر بأنها عدو لدود لإسرائيل بل وهو أيضا الذي يفقد إسرائيل رشدها إلى حد الحنث بوعودها وتعهداتها وهو ما حدث صباح أمس من توغل ألياتها في جنوبي قطاع غزة لتقوم بعمليات تمشيط في المكان في استفزاز واضح وفي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي أبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية.
وقالت إن إسرائيل التي تفقد رشدها لا يجب أن يتوقع أحد منها الالتزام باتفاق بل الحنث بكل التفاهمات والتعهدات لذا لم تكن خروقات الأمس هى الوحيدة.