تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين ، ففي الوقت الذي تواصل فيه الصحف السورية هجومها على الجامعة العربية ، تشيد الصحف اللبنانية بالسير في إجراءات الانتخابات البرلمانية في مصر. وواصلت صحيفة "الوطن" السورية هجومها على جامعة الدول العربية ووزير الخارجية القطرى قطر حمد بن جاسم..وقالت "إن معظم وزراء الخارجية العرب مجرد حاشية تؤيد وزير خارجية قطر".
وأضافت:أن وزير خارجية قطر قال فى اجابته عن سؤال صحفي، ومن دون أن يرف له جفن، بما معناه، أن الجامعة عاجزة عن مواجهة قوة العدو الصهيوني، لكنها تستطيع أن تواجه سوريا. وتساءلت صحيفة "الوطن"- فى تعليق لها اليوم - من أين يستمد حمد وأقرانه، كل هذه القوة ضد سوريا؟ ..وقالت هنا تتأكد حقيقة أن قرار وقف التبادلات التجارية والمالية وعدم إقامة المشروعات في سوريا، وقبل ذلك قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة، هي قرارات ملحقة بجدول عقوبات كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول غربية قد أصدرتها خلال السنوات الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا ما يؤكد أن الدول العربية التي تدور في فلك أمريكا والغرب، تحولت إلى منظمات إقليمية تروج للسياسات والمصالح الغربية على حساب الشخصية العربية، وهذا هو سر الهجوم على سوريا وأبعاده،فقط لأنها لا تزال تشكل صمام أمان العروبة الحقيقية،وتضع فلسطين في رأس أولوياتها القومية وتدعم خيار المقاومة والتحرير.
ولفتت الصحيفة إلي أنه ليست مصادفة، أن تتزامن العقوبات بالتوازي مع حملة شعواء، تطلق بشكل غير مسبوق من مدينة طرابلس اللبنانية ضد سورية، في وقت رفض لبنان الرسمي قرار العقوبات ..متسائلة،أليس هذا التزامن مؤشرا إلى أن عرب أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في لبنان قد قرروا فتح كل الجبهات؟.
واختتمت "الوطن" تعليقها مؤكدة أن مرحلة مابعد القرارات العربية ليست كما قبلها، فالقرارات التي صدرت ضد سوريا، استهدفت شعب سوريا الذي ملأ الساحات والشوارع ضد كل أشكال التدخل الخارجي في شئون بلده،وبمعزل عن قوة تأثير هذه القرارات أو عدمه، لكنها تعد إعلان حرب مكشوفة، ليس على سوريا ، بل ضد كل محور المقاومة والصمود والممانعة.. ولذلك فإن سوريا هي التي تقبض على اللحظة، وبيدها القرار وهي من يحدد آليات المواجهة.
بدورها ، أشادت الصحف اللبنانية بالسير في إجراءات الانتخابات البرلمانية في مصر رغم التحديات التي تواجه المسيرة الديمقراطية ، ونوهت بإصرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتصميمه على إجراء الانتخابات لكونها الخطوة الأولى تجاه بناء المؤسسات الشرعية.
فمن جانبها ، أكدت صحيفة "السفير" أن مصر ستنتخب اليوم ، برغم أن المشهد السياسي متفجر وغامض وبالغ التعقيد، ويخيم هذا المشهد على أكثر من 17 مليون ناخب مطلوب منهم أن يدشنوا أولى مراحل الانتخابات التشريعية التي تنتهي في العاشر من يناير المقبل . وأنه يسود هدوء حذر ، ولم يحدث أي تطور من شأنه يغير من الوضع الخطير وغير المستقر، حتى أن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي اضطر لأن يوجه خطابه الثاني للمصريين في أقل من أسبوع، ليؤكد بشكل رئيسي على أن الانتخابات ستجرى، وأن لا تأجيل ولا إلغاء ولا تراجع. وأشارت إلى أن الانتخابات التي بدت شبه مستحيلة منذ أيام قليلة جرت اليوم .
وبدأت قوات الجيش والأمن المكلفة بتأمين عملية التصويت انتشارها في المحافظات التسع التي ستجرى فيها الانتخابات في المرحلة الأولى، والتي ستتم على مدار يومين، قبل جولة الإعادة ، ولتتوالى بعد ذلك المرحلة الثانية ثم الثالثة.
وبدورها ، ذكرت صحيفة "اللواء" أن ثورة 25 يناير تنتخب أول برلمان وسط الأزمة ومصر تخوض اليوم أول استحقاق نيابي بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك ، في ظل أزمة سياسية حادة واستمرار اعتصام الآلاف في ميدان التحرير وميادين عدة في محافظات مختلفة لمطالبة المجلس العسكري بتسليم الحكم لسلطة مدنية.وتقام الانتخابات وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة بتنسيق مشترك بين رجال القوات المسلحة وأجهزة الشرطة في ظل اهتمام عربي ودولي واسع لما يمثله البرلمان الجديد من أهمية بالغة باعتباره أول برلمان ينتخب في أعقاب "ثورة 25 يناير".
وألمحت الصحيفة إلى قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية تشكيل "مجلس رئاسي استشاري" يضم ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية وشباب الثورة والشخصيات العامة والسياسية وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتقديم المشورة إلى الحكومة.
ونقلت صحيفة "الأنوار" تحذير رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي أمس من أن الجيش لن يسمح لأي فرد أو جهة بالضغط عليه .. وأكد تمسكه بالجنزوري رئيسا للوزراء ، موضحا أنه طلب من المرشحين المحتملين للرئاسة محمد البرادعي وعمرو موسى دعم الجنزوري.
وفي الرياض ، تناولت صحيفتا "الوطن" و"الجزيرة" في افتتاحيتهما اليوم العقوبات الاقتصادية العربية على النظام السورى باعتبارها اضافة جديدة وفعالة للعمل العربى المشترك واستجابة لتطلعات الشارع العربى كما رحبت بالمشاركة التركية بوصفها اضافة ايجابية ذات تاثير اقليمى وفعال للعقوبات.
وقالت "الوطن" ان صدور قرار مجلس جامعة الدول العربية أمس بفرض عقوبات ضد النظام السوري هو سابقة جديدة في تاريخ الجامعة، تضاف حقا لمسألة العمل العربي المشترك، وتعيد التأكيد على الدور الحقيقي والبناء للجامعة ومسؤولياتها تجاه الدول العربية.
ونوهت الصحيفة بموقف الجامعة باعتباره استجابة لما كانت الشعوب العربية تتطلع إليه من دور لهذه الجامعة على صعيد معالجة الأزمات العربية على وجه العموم، وفيما يخص الملف السوري على وجه الخصوص.
وتابعت الصحيفة: أن قرار الجامعة بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا جاء واضحا وقويا، والأهم أنه التزم بمجموعة مبادئ أساسية، منها عدم مساس هذه العقوبات بالمواطن السوري، حيث لن تشمل العقوبات السلع الأساسية والاستراتيجية التي تمس المواطن السوري ومعيشته، فالعقوبات تستهدف النظام وشخصياته بشكل أساسي، وهو ما اتضح من بنود القرار المتعددة التي تضمنت مجال العقوبات، مثل منع سفر كبار الشخصيات السورية إلى الدول العربية وتجميد أرصدتهم فيها، وكذلك منع الطيران من وإلى سورية، إضافة إلى عدد من العقوبات المالية التي تتعلق بالتعاملات التجارية والمالية مع البنك المركزي السوري.. مشيرة الى ان هذه الحزمة من القرارات القوية لا بد أن تشكل صدمة للنظام السوري ليعي فداحة الجرائم التي ارتكبها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى التسويف والتلاعب الذي قام به خلال المفاوضات مع الدول العربية قرار العقوبات التاريخي هذا انطلق من مبدأ واحد وهو الوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي يواجه إلى اللحظة آلة القتل القمعية، وهو قرار لا يستهدف سوريا كدولة وإنما كنظام يأبى أن يستمع لصوت الضمير والعقل.
من جانبها، لفت صحيفة "الجزيرة" الانتباه الى مشاركة وزير الاقتصاد التركي في اجتماعات المجلس الاقتصادي الاجتماعي العربي، التي عُقدت أمس الأول، ومشاركة وزير الخارجية التركي في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية أمس، وقالت الصحيفة إن المشاركة الفاعلة والمتزايدة لتركيا في الاجتماعات العربية لإقناع النظام السوري بوقف العنف في هذا القطر العربي، يعبر عن تنامٍ لتطور علاقات تركيا مع جيرانها، وبخاصة العرب، بعد أن سعت أنقرة إلى بناء تكامل سياسي مدعوم بتقوية الروابط التجارية عبر تدفق السلع والخدمات في المناطق العربية المجاورة، وقد حققت هذه السياسة نتائج جيدة، ظهرت بشكل علاقات اقتصادية متزايدة متنوعة ونفوذ سياسي متصاعد.
وأضافت الصحيفة أن المشاركة التركية في الأحداث العربية لم تظهر بعد تفجر الأوضاع في سوريا فحسب؛ فقد كان لتركيا حضور قوي وإسهامات سياسية وإنسانية في ليبيا؛ حيث كانت لتركيا مبادرات سياسية وحلول عديدة لحاكم ليبيا السابق، إلا أن تعنت معمر القذافي ضيَّع الفرصة.
واليوم تسهم تركيا وبصورة أكثر فعالية - كما تقول الصحيفة - في البحث عن حلول تعالج الوضع الحرج الذي تغرق فيه سوريا بعد تعنت النظام الحاكم هناك ورفضه الاستجابة لجميع المبادرات، ومنها مبادرات تركيا والدول العربية الثنائية والجماعية، الممثلة بجامعة الدول العربية.
ورحبت "الجزيرة" بالحضور التركي القوي والمشاركة الفعالة في الجهود العربية لوضع حد لنزيف الدماء وانتهاك حقوق الإنسان وتعزيز مطالبة الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، واصفة هذا الحضور بانه نتيجة طبيعية لتطوُّر الدور التركي وموقع تركيا الجغرافي؛ كونها تمتلك أطول حدود مع سوريا، ولها مصالح استراتيجية واقتصادية، كما أن أفعالها ونواياها تتوافق مع النوايا العربية.
وذهبت الصحيفة الى القول انه كان من الضروري مشاركة الأتراك مع العرب في هذا الجهد؛ حتى تكون الإجراءات والمبادرات الهادفة لإنهاء الوضع الشاذ، الذي وضع النظام الحاكم بسوريا البلد فيه، متيسَّراً وقابلاً للتنفيذ.. مشيرة الى ان مشاركة وزيري الاقتصاد والخارجية في الاجتماعات الوزارية العربية نقطة دعم إيجابي مرحَّباً بها عربياً وإقليمياً.
وبدورها ، علقت صحيفة "الدستور" الأردنية على الوضع في سوريا ، محذرة من أن تسارع الأحداث في سوريا ينذر بحرب أهلية تفتح الأبواب لتدخل خارجي يهدد وحدة القطر الشقيق.. وهو ما يؤكد فشل الحلول العسكرية والأمنية.
وقالت الصحيفة إنه لا سبيل أمام النظام السوري إلا العودة الى الحوار ونبذ العنف وتنفيذ المبادرة العربية للخروج من المأزق القاتل الذي وصل إليه.
وأضافت الصحيفة أن الأحداث المتلاحقة في عدد من الدول الشقيقة خاصة في ليبيا وسوريا واليمن أثبتت فشل الحلول العسكرية والأمنية وأنه لا بديل عن الحوار كسبيل وحيد لتحقيق الوفاق الوطني وصولاً الى الدولة المدنية الحديثة، القائمة على الديمقراطية والتعددية الحقيقية، وتداول السلطة والحكم الرشيد.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يحدث في سوريا الشقيقة مؤلم لكل عربي ومسلم، ويبعث على الأسى والحزن وهو يرى الدم العربي يراق في شوارع حمص وحماة وأدلب ودرعا ودير الزور وجسر الشغور وغيرها ويهدد بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر وتفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي مما يعني تمزيق القطر الشقيق وتهديد وحدته وتعريض الأمن والاستقرار في المنطقة كلها الى الخطر.
وأكدت الصحيفة على أهمية المبادرة العربية ..و اشارت الى انها جاءت لإنقاذ سوريا من خطر الحرب الأهلية وخطر التدويل الذي بات يرتسم في الآفاق وينتهز الفرصة للدخول من أوسع الأبواب تحت يافطة حماية المدنيين وإنقاذ الشعب السوري من عنف النظام. ووصفت الصحيفة تسارع الأحداث في سوريا وإصراره على المضي في الحل العسكري والأمني ورفضه المبادرة العربية - والتعاون مع الجامعة العربية بالأمر المؤسف والذي ينذر بعواقب خطيرة في ظل إدانة لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة للنظام واتهامه بانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم خطيرة تستدعي المساءلة والتدخل الفوري.
ورأت الصحيفة أن الحل لا يزال بيد النظام السوري وأنه هو وحده القادر على إنقاذ البلاد والعباد من مأساة محققة إذا ما أصر على الاستمرار في الاحتكام للحلول العسكرية وإطلاق يد الجيش والقوات الأمنية ضد المواطنين الأبرياء.. وهو ما يفرض على النظام وقفة مراجعة شجاعة تقود الى اتخاذ قرارات جريئة حاسمة تقوم على سحب الجيش من المدن السورية وإطلاق كافة المعتقلين على خلفية المظاهرات وتقديم المتهمين الى القضاء، والإعلان عن بدء حوار مع كافة أطياف المعارضة للخروج من المأزق الذي وصل إليه الطرفان، والانتقال من مرحلة الى مرحلة لبناء سوريا الحديثة وطي صفحة الماضي بكل ما فيها من مآس ومعاناة، وتشريع أبواب المستقبل بإقامة دولة مدنية حديثة تقوم على الديمقراطية وتداول السلطة وتحتكم الى صناديق الاقتراع .