تناولت صحيفتا "الوطن" و"الجزيرة" في افتتاحيتهما اليوم الاثنين العقوبات الاقتصادية العربية على النظام السورى باعتبارها اضافة جديدة وفعالة للعمل العربى المشترك واستجابة لتطلعات الشارع العربى كما رحبت بالمشاركة التركية بوصفها إضافة ايجابية ذات تأثير إقليمي وفعال للعقوبات. وقالت "الوطن" إن صدور قرار مجلس جامعة الدول العربية أمس بفرض عقوبات ضد النظام السوري هو سابقة جديدة في تاريخ الجامعة، تضاف حقا لمسألة العمل العربي المشترك، وتعيد التأكيد على الدور الحقيقي والبناء للجامعة ومسؤولياتها تجاه الدول العربية. ونوهت الصحيفة بموقف الجامعة باعتباره استجابة لما كانت الشعوب العربية تتطلع إليه من دور لهذه الجامعة على صعيد معالجة الأزمات العربية على وجه العموم، وفيما يخص الملف السوري على وجه الخصوص.
وتابعت الصحيفة: أن قرار الجامعة بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا جاء واضحا وقويا، والأهم أنه التزم بمجموعة مبادئ أساسية، منها عدم مساس هذه العقوبات بالمواطن السوري، حيث لن تشمل العقوبات السلع الأساسية والاستراتيجية التي تمس المواطن السوري ومعيشته، فالعقوبات تستهدف النظام وشخصياته بشكل أساسي، وهو ما اتضح من بنود القرار المتعددة التي تضمنت مجال العقوبات، مثل منع سفر كبار الشخصيات السورية إلى الدول العربية وتجميد أرصدتهم فيها، وكذلك منع الطيران من وإلى سورية، إضافة إلى عدد من العقوبات المالية التي تتعلق بالتعاملات التجارية والمالية مع البنك المركزي السوري.
مشيرة الى ان هذه الحزمة من القرارات القوية لا بد أن تشكل صدمة للنظام السوري ليعي فداحة الجرائم التي ارتكبها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى التسويف والتلاعب الذي قام به خلال المفاوضات مع الدول العربية قرار العقوبات التاريخي هذا انطلق من مبدأ واحد وهو الوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي يواجه إلى اللحظة آلة القتل القمعية، وهو قرار لا يستهدف سوريا كدولة وإنما كنظام يأبى أن يستمع لصوت الضمير والعقل.
من جانبها لفت صحيفة "الجزيرة" الانتباه الى مشاركة وزير الاقتصاد التركي في اجتماعات المجلس الاقتصادي الاجتماعي العربي، التي عُقدت أمس الأول، ومشاركة وزير الخارجية التركي في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية أمس.
وقالت الصحيفة إن المشاركة الفاعلة والمتزايدة لتركيا في الاجتماعات العربية لإقناع النظام السوري بوقف العنف في هذا القطر العربي، يعبر عن تنامٍ لتطور علاقات تركيا مع جيرانها، وبخاصة العرب، بعد أن سعت أنقرة إلى بناء تكامل سياسي مدعوم بتقوية الروابط التجارية عبر تدفق السلع والخدمات في المناطق العربية المجاورة، وقد حققت هذه السياسة نتائج جيدة، ظهرت بشكل علاقات اقتصادية متزايدة متنوعة ونفوذ سياسي متصاعد.
وأضافت الصحيفة أن المشاركة التركية في الأحداث العربية لم تظهر بعد تفجر الأوضاع في سوريا فحسب؛ فقد كان لتركيا حضور قوي وإسهامات سياسية وإنسانية في ليبيا؛ حيث كانت لتركيا مبادرات سياسية وحلول عديدة لحاكم ليبيا السابق، إلا أن تعنت معمر القذافي ضيَّع الفرصة.
واليوم تسهم تركيا وبصورة أكثر فعالية - كما تقول الصحيفة - في البحث عن حلول تعالج الوضع الحرج الذي تغرق فيه سوريا بعد تعنت النظام الحاكم هناك ورفضه الاستجابة لجميع المبادرات، ومنها مبادرات تركيا والدول العربية الثنائية والجماعية، الممثلة بجامعة الدول العربية.
ورحبت "الجزيرة" بالحضور التركي القوي والمشاركة الفعالة في الجهود العربية لوضع حد لنزيف الدماء وانتهاك حقوق الإنسان وتعزيز مطالبة الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، واصفة هذا الحضور بانه نتيجة طبيعية لتطوُّر الدور التركي وموقع تركيا الجغرافي؛ كونها تمتلك أطول حدود مع سوريا، ولها مصالح استراتيجية واقتصادية، كما أن أفعالها ونواياها تتوافق مع النوايا العربية.
وذهبت الصحيفة الى القول انه كان من الضروري مشاركة الأتراك مع العرب في هذا الجهد؛ حتى تكون الإجراءات والمبادرات الهادفة لإنهاء الوضع الشاذ، الذي وضع النظام الحاكم بسوريا البلد فيه، متيسَّراً وقابلاً للتنفيذ.. مشيرة الى ان مشاركة وزيري الاقتصاد والخارجية في الاجتماعات الوزارية العربية نقطة دعم إيجابي مرحَّباً بها عربياً وإقليمياً.