رأت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد أن إسرائيل إنما تشعر بارتياح عميق بالنظر للمواقف الدولية الموالية والمدافعة وللصمت العربي المطبق المكتفي بالتفرج على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق الأشقاء الفلسطينيين لأن هذا يخدم مخططها المعلن لالتهام الأرض الفلسطينية وبسط نفوذ منفرد على كامل الشرق الأوسط باعتبار أنها الوحيدة في المنطقة التي تملك السلاح النووي. ففي سلطنة عمان ، تحدثت صحيفة (الوطن) عن القضية الفلسطينية التي لا تزال تقدم في كل يوم دليلا دامغا على ازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الكبرى الحليفة لإسرائيل فيما يتعلق بالقضايا التي يزعمون أنهم يتبنونها مثل حقوق الإنسان وحق المقاومة ضد الاحتلال والتفريق بينه وبين الإرهاب بمفهوم الاحتلال في مواجهة مفهوم تكامل المصالح بين الدول ذات السيادة.
وقالت الصحيفة "إن الحصار الظالم على قطاع غزة من قبل قوة احتلال غاشمة يفرز المزيد من المواقف الدولية ويعريها من أية مصداقية تحاول أن تستر بها عورة مواقفها".
وأشارت إلى قيام الاحتلال الصهيوني أمس بالقرصنة والعربدة على سفينة (إيستيل) التي ترفع العلم الفنلندي والتي تحمل مواد غذائية وأدوية لسكان غزة واختطاف المتضامنين الأوروبيين من على متنها حيث لم نسمع من ما تسمى بقوى المجتمع الدولي ذلك الصريخ والنعيق الذي تطلقه في القضايا التي لا تكون إسرائيل طرفا فيها "كما لم نر ولن نرى إجراءات عقابية ضد القرصنة والجريمة الإسرائيلية بحق الإنسانية" ما يكشف ازدواجية المعايير في سياسة هذه الدول من ناحية ومن ناحية أخرى يفضح مصداقيتها تجاه ما ترفعه من شعارات مزعومة تحمل اسم مبادىء إنسانية قيمة وهى حقوق الإنسان والحرية وحماية المدنيين.
ومن جانبها ، وصفت صحيفة (الرؤية) العمانية الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة بأنه "عقاب جماعي وحرب معلنة" هدفها تحطيم الإرادة الفلسطينية والنيل من عزيمة المقاومة "ولكن هيهات أن تفلح في مرادها الهدام".
وأكدت (الرؤية) أن تكرار الاعتداءات على السفن التضامنية أمر لا ينبغي السكوت عنه ويستوجب تحركا دوليا فاعلا لوضع حد لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل لإسكات ذوي الضمائر الحية ممن يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية ويتضامنون مع شعبها الصامد.
وفي الإمارات، قالت صحيفة (الخليج) "إنه عندما أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس قبل أيام أمام مجلس الأمن .إن الإجراءات المنفردة ومنها المبادرات الرامية إلى منح الفلسطينيين وضع المراقب كدولة غير عضو في الأممالمتحدة ليس من شأنها سوى تعريض عملية السلام للخطر لم توضح كيف ومن أين يأتي الخطر وهل مثل هذه العضوية تهدد السلام العالمي".
وقالت الصحيفة "إن عضوية غير كاملة لدولة فلسطين تهدد السلام العالمي لكن الاستيطان اليهودي وزرع عشرات المستوطنات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة واستيراد آلاف اليهود إليها وتمسك إسرائيل باحتلالها ورفضها لكل مبادرات التسوية هذا أمر طبيعي ومنطقي بالنسبة لرايس ..كذلك فإن المسئولة الأمريكية لم تر أن تهويد مدينة القدس وانتهاك مقدساتها الإسلامية والمسيحية ومصادرة أملاك المقدسيين وطردهم من المدينة تشكل تهديدا أو خطرا".
وأشارت صحيفة (الخليج) الإماراتية إلى أنه ربما نسيت رايس أن رئيسها باراك أوباما كان أعلن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال افتتاح دورتها العام الماضي أن الفلسطينيين يستحقون دولة كما أن أوباما كان تحدث خلال شهر مايو عام 2011عن دولة فلسطينية على حدود 1967..فلماذا أصبحت هذه الدولة الآن تشكل خطرا وعلى من ..إذا كان أوباما عاد ولحس تعهداته بشأن الدولة الفلسطينية كما فعل غيره من الرؤساء الأمريكيين الذين وعدوا بدولة فلسطينية قابلة للحياة تحت ضغوط إسرائيل واللوبي الصهيوني فهذا لا يلغي حق الشعب الفلسطيني بدولة ولا يلغي حقهم بالمطالبة بها ليس من خلال مقعد في الأممالمتحدة فحسب بل من خلال تجسيدها على الأرض كأمر واقع وهذا حق طبيعي تكفله الشرعية الدولية وكل الشرائع والقوانين إذ لا يعقل أن يبقى هذا الشعب من دون وطن حر وسيد ومستقل يتمتع بكل مقومات وأركان الدولة.
وأكدت أن ما تقوله رايس يجافي المنطق ويثير الاستهجان لأنه يمثل انتهاكا لأبسط حقوق الإنسان الفلسطيني ..إذ لا يعقل أن دولة عظمى تقدم الدروس والمواعظ يوميا حول حقوق الإنسان بل وتشن الحروب بزعم حماية حقوق الإنسان وفي الوقت نفسه تتنكر لحق الشعب الفلسطيني في دولة وتعتبرها خطرا يهدد عملية السلام غير الموجودة أصلا وتستخدم كمصطلح سياسي من دون معنى.
وقالت (الخليج) "يتضح من كلام رايس أن كل كلام أمريكي عن الدولة الفلسطينية هو نفاق لأن الأصل هو إسرائيل السائبة الخارجة على كل القوانين والقوية المتفوقة التي تعتبر جزءا من الأمن القومي الأمريكي كما تؤكد دائما الإدارات الأمريكية وما عدا ذلك هراء".