أكدت وزارة الداخلية أن الأجهزة تواجه خلال المرحلة الحالية العديد من التحديات، وتعمل في ظل ظروف صعبة ودقيقة لم تشهدها البلاد من قبل، نظرا لتفاعلات الساحة السياسية وتأثيراتها على الحالة الأمنية. وأوضحت وزارة الداخلية؛ في بيان لها اليوم الاثنين، أن الشرطة تمكنت خلال الفترة اللاحقة للثورة من جمع شتاتها وتنظيم صفوفها ومعالجة ما آلم بها، وبدأت في تحديث أدواتها وبذل رجالها أقصى طاقاتهم، فحققت نتائج إيجابية غير مسبوقة شهد بها الجميع في مجال استهداف البؤر والظواهر الإجرامية الخطيرة وقطع الطرق، ونجحت إلى حد كبير في السيطرة على الجريمة والتعامل مع الوقفات الاحتجاجية التي هددت سير المرافق والخدمات.
وأضافت أن الشرطة اكتسبت خلال تلك الفترة خبرات عديدة للتعامل مع المستجدات؛ حيث تغيرت عقيدتها ووضعت الخطط الأمنية التي تهدف إلى أمن المواطنين جميعا وحماية ممتلكاتهم ومنشآت الدولة، وتمكنت من التفرقة بين المظاهرات السلمية ومثيري الشغب وتعاملت معهم وفقا للقانون، وتمكنت عقب ثورة يناير تحقيقا لأمن البلاد واستقرارها 152 شهيدا من خيرة رجالها، و5486 مصابا قدموا دمائهم الذكية فداء لأمن بلدهم.
وأكدت وزارة الداخلية أن المشهد السياسي الأخير ألقى بظلاله على الحالة الأمنية بالبلاد، ولكن الشرطة استنهضت كل إمكانياتها للتعامل مع المواقف التي نتجت عن ذلك من تظاهرات وإعتصامات واعتداءات روعت المواطنين، وتعاملت معها قوات الشرطة بكل الجهد لتحقيق الأمن.
وأكدت وزارة الداخلية في البيان الذي أصدرته اليوم أن رجال الشرطة واصلوا عملهم ليلا ونهارا وقدموا مثالا للتفاني والإقدام في أداء الواجب خلال أحداث الأربعاء الماضي بمحيط قصر الاتحادية للفصل بين جموع غفيرة من أبناء الوطن مؤيدين ومعارضين حال إطلاق أعيرة نارية، وأصيب خلال ذلك 69 من رجالها وأتلفت 15 من مركباتها، وهو ما يعد دليلا دامغا يؤكد ما بذله رجال الشرطة حدا من تداعيات تلك الأحداث وإلا كانت العواقب وخيمة.
وأضافت أنه نتيجة لتلك التداعيات السياسية تعرض عدد من المنشآت لبعض الاعتداءات، إلا أن هناك آلاف المنشآت الأخرى العامة والخاصة تم تأمينها وحمايتها في كافة المحافظات، مشيرة إلى أنه تم خلال تلك الأحداث ضبط 1150 من مثيري الشغب حال ارتكابهم لتلك الاعتداءات التي أصيب خلالها 508 من رجال الشرطة من بينهم 47 مصابا برش خرطوش؛ وأكدت أن أجهزة البحث والمعلومات تواصل تنفيذ خطة على مستوى عالي لتحليل وكشف أبعاد الأحداث ومرتكبيها والمحرضين عليها.
وأعربت وزارة الداخلية عن اندهاشها من أنه على الرغم كافة تلك الجهود والتضحيات في تلك الظروف الدقيقة المعقدة التي يدركها الشعب المصري بحسه ووعيه الوطني، إلا أن رجال الشرطة تعرضوا لانتقادات، تارة من جانب المعارضين، وأخرى من جانب المؤيدين، بنيت على حسابات غير دقيقة بعيدة عن الواقع الذي يتعامل معه رجال الشرطة، وهو الأمر الذي يؤكد أن رجال الشرطة يسيرون في الاتجاه الصحيح، وأنهم ملتزمون بتطبيق القوانين العادية في ظل مستجدات الظروف الاستثنائية، مما يلقى عليهم أعباء ضخمة يدركها جيدا رجال الأمن والقانون.
وشددت وزارة الداخلية على أن الشرطة المصرية هي شرطة وطنية تعمل في إطار من الشرعية والقانون لخدمة الشعب المصري بجميع طوائفه، لصالح أمنه وأمانه دون تفرقة أو تمييز، وأن رجال الشرطة يدركون أن الشعب المصري بوعيه يقدر جهودهم وتضحياتهم وينتظر منهم المزيد من الجهد في سبيل أمن البلاد واستقرارها، مؤكدة أن تلك الأمور لن تنال من عزيمتهم واستمرارهم في أداء رسالتهم.
وأكدت وزارة الداخلية أن تحقيق الأمن والآمان والاستقرار للبلاد مسئولية الجميع، وإنها سبق وأن دعت كافة الأطياف السياسية إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد، وإعمال صوت العقل والحوار، تجنبا لأية تداعيات تهدد أمن الوطن وسلامة المواطنين. مواد متعلقة: 1. مجدي سليم: مصر تعول على السياحة الداخلية في ظل الأزمات 2. «وزير الداخلية»: لن ننحاز لطرف عن آخر