تصدر المشهد المصري وما يشوبه من أزمة مقالات كتاب الصحف المصرية اليوم الأحد . ففي مقاله بجريدة الشروق ، طالب فهمي هويدي بوقف ما وصفه "المزاد المنصوب فى الساحة السياسية" إذا أردنا أن نحل الأزمة لا أن نعمقها ، وأن نلملم الصف ولا نفرقه ، وأن نحقن الدماء لا أن نواصل نزفها .
الثورة الثالثة
وقال هويدي: أعنى المزاد ذلك الصخب الذي يقوده بعض المتحمسين الذين استثمروا هياج الغاضبين وساروا يهتفون داعين الرئيس إلى الرحيل ، ومعلنين أن الشعب يريد إسقاط النظام ومصرين على إطلاق الثورة الثالثة بعد إشهار ما أسموه البطاقة الحمراء في وجه الرئيس ، وهى التي تعنى في أعراف مباريات كرة القدم طرد اللاعب من الملعب .
وتابع: إذا كان ذلك شأن بعض المعارضين فإن آراء المؤيدين أو فريق الموالاة لم يخل بدوره من المزايدة فليس صحيحا أن الاعتراض على شرع الله هو المستهدف من المظاهرات التي خرجت ومن المعيب حقا أن يتحدث آخرون عن تطهير مصر من العلمانيين والملحدين ومن الخفة والكسل العقلي أن يردد نفر مؤامرة مدبرة من الخارج .
وأردف قائلا :"بين هؤلاء وهؤلاء لابد أن نصوب النظر نحو جموع الشباب الذين صنعوا الثورة واستحضروا الحلم على الأرض وهم الذين لم يتنازلوا عن حلمهم بعد وحين غضبوا وخرجوا إلى الميادين والشوارع فلم يكن يشغلهم هو كيف يمكن أن تستمر الثورة متخطية في ذلك العقبات التي تعترضها وقد رأوا في ممارسات الرئيس مرسى وفى أخطاء جماعة الإخوان بعضا من تلك العقبات التي يتعين إزالتها ..لا نستطيع أن نتجاهل أن الغلاة وراكبي كل موجة يحرصون على اختطاف هذه الكتلة من الثوار الغيورين على مستقبل البلاد وحلمه ، وهم لا يكفون عن توظيف غضبهم وحماسهم في التصعيد وتأجيج الحريق".
حوار ولكن
وفي عموده " خواطر" بجريدة "الاخبار" تطرق الكاتب جلال دويدار للحوار الذي بدأ أمس بين الرئيس محمد مرسي وبعض القوى السياسية حيث قال في مقاله تحت عنوان "نعم للحوار ولگن.. دون شروط أو أمر واقع" :" نعم للدعوة الي الحوار لانقاذ هذا الوطن الذي ننتمي اليه جميعا.. ولكن دون شروط أو امر واقع يفقده مضمونه وفلسفته حتي قبل ان يبدأ. هذا الهدف النبيل سعيا الي استقرار الوطن.. لابد ان تكون قاعدته ناصعة البياض منزهة من شروط الامر الواقع او اي علاقة بكل الاسباب التي اثارت الفتنة وأهاجت النفوس".
وأكد ان تبني هذا التوجه لا يعني تراجعا أو انتقاصا من قدر أحد ولكنه يستهدف نبذ العناد والتخلي عن نزعة التحدي السلبي الذي يقود الي تهلكة الوطن.
وأضاف :"علينا ان نقول لانفسنا.. كفي عبثا بالمقدرات وتعالوا الي كلمة سواء تحفظ للامة امنها واستقرارها وتضمن لها فرص تقدمها ونهضتها. ان ما نحتاج اليه في هذه الايام الفارقة هو الحكمة وتغليب الصالح الوطني الذي يجنبنا الوقوع تحت رحمة الايدلوجيات ونصائح السوء المدمرة".
الحاجة للمصحات
وفي عموده "هوامش" بجريدة "الأهرام" ، قال فاروق جويدة :"في حياة المصريين ظواهر كثيرة تحتاج إلي معالجات نفسية وعصبية بل أن البعض يحتاج إلي مصحات للعلاج النفسي ابتداء بالسيرك السياسي وانتهاء بما يحدث في حياة المواطنين العاديين". مشيرا في هذا الصدد إلى حكاية المدرس الذي رفض توسلات تلميذه الذي لم يتجاوز عمره العشر سنوات ليقضي حاجته في دورة المياه ومات التلميذ مصابا بحالة من التسمم الغذائي.
ونبه إلى انتشار ظواهر العنف التي بدأت بالأسرة وانتهت بالشارع ووسط هذا كله تظهر أحيانا جرائم تؤكد حالات من الأمراض النفسية . لافتا إلى أنه اختلطت الأشياء في حياتنا أمام منظومة للقيم لم يعد لها وجود.
وأردف : بعد ان كنا نقول كاد المعلم ان يكون رسولا وجدنا المعلم في صور كثيرة لا تليق بجلال التعليم وقدسيته.. ولم يكن المدرس هو الضحية الوحيدة ولكن من يشاهد بقية المهن والوظائف سوف يكتشف انه لم تعد هناك قدسية لشيء علي الإطلاق.
وتساءل:هل هي أمراض نفسية أم عقد أم خلل في أساليب التربية امام غياب الأسرة والمدرسة والمجتمع كله؟. واختتم قائلا: في مصر الآن ظواهر تتطلب دراسات اجتماعية ولدينا العشرات من مراكز البحوث الاجتماعية التي تقدم عشرات الأبحاث ولا يقرأها أحد.. إصلاح هذا الوطن لا بد وان يبدأ بإصلاح الإنسان فيه لأننا فعلا امام كارثة. مواد متعلقة: 1. كتاب مصريون: الفلسطينيون حققوا انجازاً ومصر تعيش حالة من الضبابية 2. كتاب عرب: الأسد مشروع انتحاري و"الماكينة الإخوانية" تسعى للاستئثار بالحكم 3. كتاب الصحف يتحدثون عن «الفوضى والفساد» التي تعيشها البلاد في مقالتهم