بدأ الشيخ جابر المبارك مشاوراته لتشكيل الحكومة ، والتي يعلق عليها الكويتيون آمالاً كبيرة لنقل الكويت إلى المستوى اللائق بها وتسريع عجلة التنمية الاقتصادية التي تعطلت زمناً طويلاً نتيجة للأزمات المتتالية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية . وكان أمر أميري صدر أمس بتكليف الشيخ جابر المبارك رئاسة مجلس الوزراء وترشيح أعضاء الوزارة الجديدة وعرض أسمائهم على الأمير لإصدار مرسوم بتعيينهم - وهى الحكومة الرابعة للمبارك بعد أن عين للمرة الأولى في نوفمبر 2011 بعد استقالة سلفه الشيخ ناصر المحمد بينما كلف بالثانية في فبراير 2012 أما الثالثة فكانت في يوليو الماضي .
وقد تعددت ردود الفعل النيابية بعد التكليف ما بين داع إلى "حكومة قوية بعيدا عن المحاصنة " ، وآخر يرفض مشاركة المقاطعين ترشيحا وانتخابا في التشكيلة الجديدة وأكدت مصادر نيابية أن مهمة الشيخ جابر المبارك خلال الفترة المقبلة صعبة وثقيلة داعية إلى ضرورة تعاون كل القوى السياسية مع الرئيس المكلف من أجل إنجاح جهوده في تشكيل حكومة قوية وقادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه وطنها وشعبها موضحة أن المرحلة المقبلة تستوجب تضافر كل الجهود بهدف تصفية الأجواء الحالية وتهيئة البيئة المناسبة لكي تتولى السلطتان التشريعية والتنفيذية مسؤولياتهما التي ستكون بالتأكيد مضاعفة أكثر من أي وقت مضى.
وأكد مصدر حكومي مطلع أن غالبية الأعضاء في الحكومة المستقيلة سيتم التجديد لهم لأنهم لم يحصلوا على فرصتهم الكافية لإثبات واستكمال إعمالهم إضافة إلى حسن أداء بعضهم غير أن المصدر أشار إلى أن رئيس الوزراء لديه رغبة في توزيرأكثر من وزير من النواب في الحكومة وربما اثنين أو أكثر لزيادة التعاون بين السلطتين مشيرا إلى أن الحكومة وفور تشكيلها ستعتمد خطة محكمة وبرنامجا متقدما لعملها يأخذ في الاعتبار الملفات والقضايا والقوانين العالقة والعمل على إنجازها بالتعاون مع مجلس الأمة.
وذكرت صحيفة " القبس " أن مجاميع نيابية أوصلت رسالة إلى رئيس الوزراء تؤكد الرغبة في تعيين وزراء لم يسبق لهم أن رفضوا " الصوت الواحد " وأحداث تغيير كبير في الحكومة لأن غالبية أعضاء الحكومة المستقيلة جاءوا نتيجة توازنات سياسية معينة مع أغلبية في مجلس مبطل ، أما الآن - كما تقول مصادر مطلعة – فإن الأمر تغيّر مشيرة إلى أن المجاميع النيابية تعتبر أن العودة بالتشكيلة الحكومية نفسها تعني مشروع أزمة لكن مصادر أخرى أكدت أن الحكومة مدركة أن المجلس الجديد لن يبحث عن أي تصعيد تكون عواقبه الحل وان غالبية النواب يعرفون قبل غيرهم أن وصولهم إلى قاعة عبد الله السالم أمر قد لا يتكرر مستقبلاً وبالتالي هم الأحرص على عدم التأزيم مع الحكومة.
وفي هذا الصدد اتفق النواب الشيعة على دعم توزير عدد من أعضائها على أن يختار الرئيس المكلف من بين هؤلاء وتوقّعت مصادر أن يكون المحلل ضمن النائبات معصومة المبارك ، ذكرى الرشيدي صفاء الهاشم وأن التغيير في الحكومة الجديدة سيكون في غالبه من الوزراء من غير الشيوخ.
وتوقّعت مصادر أن تترك الحكومة لوزرائها حرية التصويت في انتخابات رئاسة مجلس الأمة خاصة أن المصادر تتحدث عن تقارب شديد في أرقام المتنافسين على منصب الرئاسة لاسيما في الجولة الثانية من الانتخابات.
ومن ناحية أخرى وبينما تداعت جموع شبابية لمواصلة موجة الاحتجاجات في الشارع شهدت عدة مناطق تجمعات شعبية ومسيرات لوحظ أنها اتسعت من حيث العدد وأخذت بُعدا آخر من العنف وشهدت المناطق عمليات كر وفر بين المتجمهرين والقوات الخاصة التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وتم اعتقال 14 شخصاً كما كانت هناك إصابات طفيفة لحقت بصفوف الأمن وكذلك المتجمهرين كما تعرَّضت القوات الخاصة مجددا لمحاولات دهس بالسيارة من قبل أحد المتجمهرين والذي تم اعتقاله لاحقا.
وأكد مصدر امني لصحيفة " الوطن " صدور أوامر إدارية بعدم الدخول إلى المناطق السكنية والاستجابة إلى المواجهات حرصا على سلامة المنازل والأهالي وقال إنه وفقا للأمر الإداري سيتم الاكتفاء بتطويق مداخل ومخارج أي منطقة تشهد حالات فوضى أو مسيرات مخالفة فيما سيتم رصد المخالفين واستدعاؤهم لاحقا مشددا على أن هذا القرار يأتي حرصا على الأهالي ورفضا للاستدراج إلى الاحتكاك بحيث تكون القوات الخاصة ورجال النجدة والمرور حول المناطق وعند مداخلها.
مواد متعلقة: 1. أمير الكويت يبدأ مشاورات تكليف رئيس الوزراء الجديد 2. أمير الكويت يكلف جابر المبارك بتشكيل حكومة جديدة 3. أمير الكويت يعيد تكليف جابر مبارك بتشكيل الحكومة