يستعد الفنان والناقد سيد هويدي لافتتاح مركز ثقافي جديد، يحتوي على قاعة عرض للفنون التشكيلية، في إحدى الشوارع الجانبية بالهرم، سينطلق تحت عنوان مركز "اللوتس" للفنون. اختار هويدي أن يكون المركز في منطقة تنتمي للطبقة المتوسطة التي تعرضت في الفترة الأخيرة لحالة من التهديد القوي في بنيتها؛ حيث كانت تحتضن الأفكار والتطلع الأكبر للتقدم وتفجير الطاقات؛ فهذه الطبقة كانت تهتم باقتناء الأعمال الفنية في بداية السبعينيات؛ ولذلك يعد هدف المركز الأساسي هو التواصل مع الطبقة المتوسطة بطرح الفنون كمكون أساسي للشخصية المصرية، وبالأخص الفن التشكيلي الذي يمثل جيناتنا الأساسية، سواء كنا ننتمي لمصر القديمة والإبداعات التي قدمتها الحضارة الفرعونية، أو القبطية أو الرومانية أو الإسلامية التي قدم لها الفنان المصري تراثا إنسانيا الكل يعتز به. أو ما قدمه الفنان المصري المعاصر من إنجازات أكبر دليل عليها مقتنيات متحف "الفن المصري الحديث". ويقول هويدي أنه بالرغم من ذلك خرج الفن من حياة المصريين في الأربعة عقود الأخيرة، واختفت الأعمال الفنية من بيوت المصريين؛ ولذلك سيهدف المركز إلى استعادة معايشة الفنون كمكون أساسي للشخصية المصرية؛ لأن المصريين عندما تخلوا عن هذه الأشياء تخلوا عن إحساسهم بالجمال والنظافة، واعتادوا القبح، واصبحت حياتهم عشوائية، كما فقدوا الإحساس بالفنون وتعاطيها؛ فالفنون لم تعد تمثال ولوحة فقط، بل مشروع حياة. وأكد هويدي أن أنشطة المركز ستتبع عدد من المحاور، المحور الأساسي هو التدريب على الأعمال الفنية في شكل ورش فنية ومساعدة الأطفال والكبار من خلال مناهج علمية، وكذلك إقامة ورش فنية للفنانين وتقديمهم في معارض أو مسابقات دولية. كما يضم المركز قاعة عرض مجهزة تتسع لحوالي 40 عملا فنيا. وسيحاول المركز تقديم الدعم المعنوي للفنانين، كعمل حملة إعلامية لمعرض فنان يحتاج لذلك، أو من يريد كتابة سيرته الذاتية بصياغة تقدمه بشكل جيد؛ حيث يضم المركز دولاب عمل محترف لديه خلفية كبيرة عن الفنون بحكم تراكم الخبرة، وهذا سيسهم في تسهيل وصول الفنانين إلى الناس. وتحدث هويدي عن شق آخر من الأنشطة سيعمل على عقد برنامج ثقافي سيقدم في شكل أمسيات موسيقية وندوات، وكذلك التركيز على اللغة البصرية لإثراء فكرة الصورة في حياتنا وإعادة قيم الجمال بالتأمل. كما أن هناك طرح آخر بإقامة "كوفي شوب" ثقافي في المركز الهدف منه جذب الناس. كما يضم المركز مكتبة للإطلاع. وسوف يقدم خدمات للرواد بالبحث عن الكتب المتعسر إيجادها، أو تقديم الفنانين للإعلام، أو تحليل لمسيرتهم لمعرفة أسباب تعثرهم، ومساعدة طلبة الدكتوراه والماجستير والحصول على مراجع بعينها. وسوف يفتتح المركز بعد حوالي أسبوعين بإقامة معرض جماعي لبعض الفنانين، ورسم جدارية في الشارع أسفل المركز، في وجود إحدى الفرق الموسيقية. وجدير بالذكر أن المركز سيكون أحد المساندين للحالة الفنية بشكل عام وللفنانين بشكل خاص، وهو لم يتلق أي دعم من أي جهة، بل يعتمد على المجهود الذاتي.