مازال الشأن الفلسطيني يتصدر اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين ، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ، والتوجه الفلسطيني الى الأممالمتحدة للحصول على صفة دولة غير عضو .
فمن جانبها ، تناولت صحيفة "الوطن" القطرية في افتتاحيتها اليوم الاثنين الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني وليام هيج للولايات المتحدةالأمريكية إلى إعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى حل على أساس الدولتين.
وذكرت الصحيفة أن سؤالا حول إمكانية إحلال السلام في المنطقة ظل حائرا لأكثر من نصف قرن ، لكن لا فعل على الأرض ..فقط مجرد أقوال وجولات مكوكية ولقاءات وحديث عن ضرورة السلام لا يلبث أن يتبدد مع الريح الملوثة برائحة البارود والدم.
وأوضحت أن إسرائيل تاريخيا بتعنتها وتصلبها واستهزائها بكل القوانين الدولية وراء إضاعة أي فرصة للسلام ولم يكن ممكنا أن تضيع كل هذه الفرص لولا أن الغرب وأمريكا تحديدا يقفان بقوة إلى جانبها ، وليس على مسافة واحدة بين المتنازعين أصحاب الحق السليب وأصحاب وعد بلفور المشؤوم.
وأكدت أن السلام بات أكثر ضرورة في هذا الوقت الذي أصبح فيه السلاح أكثر فتكا.. بل في هذا الوقت الذي أصبحت الإرادة فيه في المنطقة العربية للشعوب.. "والشعوب لا تنسى ولا تتناسى على الإطلاق حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم القابلة للحياة بعاصمتها القدس الشريف".
وأشارت إلى أن ذلك ما تدركه الشعوب العربية الثائرة ، وهذا ما ينبغي على الغرب أن يدركه قبل فوات الأوان.
وأضافت صحيفة "الوطن" أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أدرك مخاطر هذا الوقت من عمر قضية العرب المركزية ، وأدرك معنى أن تصير الإرادة - وقد صارت - في قبضة الشعوب وليست في قبضة الأنظمة المتواطئة.
ونبه هيج الى أن هذه الفرصة إن ضاعت فلن تأتي بعدها فرصة أخرى.. كما أنه أطلق صوته باتجاه أمريكا لأنه يدرك جيدا ، كما يدرك العالم أجمع أن لأمريكا سلطة محددة تجاه إسرائيل ، وفقا لتعبيره.
وخلصت الصحيفة إلى ان المطلوب الآن أن تمارس أمريكا هذه السلطة المحددة وأن تقول لإسرائيل بوضوح تام "كفى.. يجب الآن.. الآن الانصياع للعالم والانصياع لإرادة السلام"..موضحة أنه بدون ذلك ستضيع الفرصة.
وفي غضون ذلك ، ذكرت صحيفتان سعوديتان في افتتاحياتهما اليوم الاثنين أن الإرادة الفلسطينية نجحت للمرة الثانية خلال فترة قصيرة في كسرالإرهاب الإسرائيلي سواء في حربها الوحشية ضد غزة مؤخرا، أو في محاولاتها إثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف دولي منقوص طال انتظاره عشرات السنين في ظل مشروعات تسويف ومماطلة صهيوأمريكية.
ورأت صحيفة "الرياض" أن انزعاج إسرائيل من الاعتراف الأممي بدولة فلسطينية (غير عضو ومراقب فقط) ، بسبب أنه سوف يعطيها الحق في أن تنضم للمنظمات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، مما يمنحها فرصة التقدم بشكوى ضد أية ممارسات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، وأراضيه مثل الاستيطان بحيث تعتبر إسرائيل دولة محتلة.
وأكدت أن قبول فلسطين دولة غير عضو سوف يوسع دائرة علاقاتها ، ويسقط مقولة أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض وقد سبق للمفكر والمؤرخ البريطاني أرنولد توينبي القول بأن التاريخ لا يحكم بقاء إسرائيل في محيط جغرافي وبشري يفوقها آلاف المرات.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان عرض العرب والفلسطينيين العديد من مشروعات السلام، بما فيها تبادل السفراء ، وفتح قنوات سياسية واقتصادية ، ولم تكن تلك العروض مبالغ بها، بل دولة فلسطينية على أراضي ما قبل 1967م ، لكن غرور القوة لدى إسرائيل هو من عرقل تلك المشروعات ، وقياسا على الحاضر الجديد ، فإنها لا تستطيع وضع الفلسطينيين في حيزهم الضيق لإنهاء أي شكل لدولتهم وكيانهم لأن هذه الرؤية بعيدة عن الواقع ، وأن شعبا يناضل لن يفقد وجوده حتى لو قلصت إسرائيل مساحته بالتمدد الاستيطاني.
وعلى صعيد ذي صلة ، ذكرت صحيفة "عكاظ" أن المطلوب وضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار ، خاصة أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير؛ بسبب تعنت الاحتلال وعدوانه ومواصلة الاستيطان والتهويد في الضفة والقدسالمحتلة، والتهديد بشن عدوان آخر وشيك أوسع وأشد من عامود السحاب.
وناشدت الصحيفة الفصائل والقوى الفلسطينية، سواء السياسية أو المسلحة، الابتعاد عن المصالح الحزبية والفصائلية والفئوية الضيقة، والنظر إلى ما هو أبعد، بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدة أن هذا يتطلب وحدة الموقف الفلسطيني، ومواجهة مؤامرات الاحتلال، خاصة بعد تحالف قوى اليمين الإسرائيلي في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، والتي تعمل على هدم أي فرصة للسلام والهدوء في المنطقة.
ورأت الصحيفة أن اليوم الفرصة متاحة أمام الفلسطينيين لإظهار روح الوحدة والتحدي من أجل إتمام النصر الذي تحقق في غزة.