أكدت صحيفتا (الراية) و (الشرق) القطريتان في افتتاحيتهما اليوم الاثنين أن مصر تقف على مفترق طرق جديد يستدعي من جميع الأطراف السياسية في الحكم وفي المعارضة تحكيم العقل والدفع باتجاه طاولة حوار وطنية جامعة تبحث الأزمة السياسية في البلاد وتخرج بتوافق وطني يحمي مصر وشعبها وثورتها العظيمة التي تستحق من الجميع حمايتها والبناء عليها لتحقيق نهضة البلاد وأمنها واستقرارها وتقدمها. وأوضحت الصحيفتان أن الحالة المؤسفة التي تعيشها مصر منذ صدور الإعلان الدستوري تدعو إلى القلق على مستقبل الثورة التي كان لها الفضل في إعادة مصر إلى دورها الريادي داخل اسرتها العربية. وذكرت صحيفة (الراية) أن مستقبل مصر وأمنها واستقرارها أصبح على المحك وعلى جميع الأطراف السياسية في البلاد أن ترتقي إلى مستوى المسئولية الوطنية فتبادر إلى طرح صيغ توافقية تخرج البلاد من أزمتها السياسية وتحقق مطالب الثورة والشعب المصري بدولة يسود فيها العدل والقانون وتحترم فيها الديمقراطية وسيادة القانون ومبدأ التداول السلمي للسلطة. وأكدت أن المهمة الملقاه على عاتق الجميع سواء في الحكم أو المعارضة في إعادة بناء مصر مهمة صعبة وثقيلة وتحتاج إلى النوايا الحسنة وتضافر جهود الجميع ليخرج البناء قويا وصلبا يرضى عنه الشعب المصري.وأشارت إلى أن ثمة سلسلة مبادرات جرى الإعلان عنها من بعض الأطراف السياسية في مصر للخروج من الأزمة السياسية التي احتدمت بعد الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي رغم التأكيد على الطبيعة المؤقتة للإعلان .. موضحة أن الجامع بين هذه المبادرات هو الدعوة للحوار بين جميع القوى السياسية للخروج من الأزمة. وبينت (الراية) القطرية أن موافقة جميع القوى السياسية على الجلوس على طاولة الحوار لبحث الأزمة أصبح قرارا مطلوبا بشدة بعد الانقسام الذي شهده الشارع المصري على خلفية الإعلان الدستوري فالحوار وحده هو الطريق الوحيد والآمن للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد وتجنب تحول الأزمة إلى صراع سياسي مفتوح سيكون الخاسر فيه مصر وشعبها ولن يخرج منه أحد فائزا. وخلصت في افتتاحيتها - إلى أن الكرة الآن في ملعب الأطراف السياسية المصرية على مختلف انتماءاتها وتوجهاتها السياسية التي قامت ولا تزال بالتظاهر في الميادين والشوارع سواء تأييدا لقرارات الرئيس والإعلان الدستوري أو رفضا له والمطالبة بإلغائه وتقرر طرح أفكارها على طاولة حوار وطني جامع يخرج بحلول توافقية تحظى برضا الشعب وتنال موافقته ..مؤكدة أن طاولة الحوار غير المشروط هي المخرج الحقيقي لهذه الأزمة لكي يتفرغ الشعب المصري لمعركة البناء والتنمية والتطور. من جهتها ، ذكرت صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحيتها أن الحالة المؤسفة التي تعيشها مصر منذ صدور الإعلان الدستوري تدعو إلى القلق على مستقبل الثورة التي كان لها الفضل في إعادة مصر إلى دورها الريادي داخل اسرتها العربية وهو دور تجلت ملامحه خلال أزمة العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.وأضافت أن ثمة انقساما أحدثه الإعلان داخل القوى السياسية المصرية مابين مؤيد ومعارض وما نجم عن هذه الانقسامات من مواجهات ميدانية دامية.وأوضحت الصحيفة أنه أمام كل هذا التصعيد الدامي تبرز أهمية الحوار الوطني وتجنب المصالح السياسية الضيقة للخروج من الأزمة فمع كل هذه الدماء والفوضى التي تتربص بالوطن فالجميع داخل مصر خاسرون وأعداؤها هم الفائزون. وأكدت أن المسئولية الوطنية تحتم على القوى السياسية كافة سواء داخل السلطة أو خارجها التحلي بمزيد من الحكمة ، وتغليب مصلحة الوطن على مصالح حزبية أو فئوية ضيقة وإطلاق حوار سياسي شجاع حول النقاط المختلف عليها بحيث يقدم فيه كل طرف بعضا من التنازلات لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق. وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة مؤشرات إيجابية راحت تلوح بالأفق تبشر بانفراجة للأزمة فبالأمس استبقت الرئاسة المصرية اللقاء الذي يعقد اليوم الاثنين مع المجلس الأعلى للقضاء وأصدرت بيانا تؤكد فيه الطبيعة المؤقتة لإجراءات الإعلان الدستوري التي لا تعني الاستحواذ على السلطة أو تركيزها في يد الرئيس ، كما طرح حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية مبادرة لتطويق الأزمة. واختتمت صحيفة (الشرق) افتتاحيتها بتأكيد أن مصر بحاجة اليوم إلى وحدة كافة القوى السياسية ولغة عقل وحوار تعلي فيه قيم الديمقراطية.على صعيد آخر ، تناولت صحيفة (الوطن) القطرية في افتتاحيتها اليوم الاثنين الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني وليام هيج للولايات المتحدةالأمريكية إلى إعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى حل على أساس الدولتين. وذكرت الصحيفة أن سؤالا حول إمكانية إحلال السلام في المنطقة ظل حائرا لأكثر من نصف قرن ، لكن لا فعل على الأرض ..فقط مجرد أقوال وجولات مكوكية ولقاءات وحديث عن ضرورة السلام لا يلبث أن يتبدد مع الريح الملوثة برائحة البارود والدم. وأوضحت أن إسرائيل تاريخيا بتعنتها وتصلبها واستهزائها بكل القوانين الدولية وراء إضاعة أي فرصة للسلام ولم يكن ممكنا أن تضيع كل هذه الفرص لولا أن الغرب وأمريكا تحديدا يقفان بقوة إلى جانبها ، وليس على مسافة واحدة بين المتنازعين أصحاب الحق السليب وأصحاب وعد بلفور المشؤوم. وأكدت أن السلام بات أكثر ضرورة في هذا الوقت الذي أصبح فيه السلاح أكثر فتكا.. بل في هذا الوقت الذي أصبحت الإرادة فيه في المنطقة العربية للشعوب.. "والشعوب لا تنسى ولا تتناسى على الإطلاق حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم القابلة للحياة بعاصمتها القدس الشريف". وأشارت إلى أن ذلك ما تدركه الشعوب العربية الثائرة ، وهذا ما ينبغي على الغرب أن يدركه قبل فوات الأوان وأضافت صحيفة (الوطن) أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أدرك مخاطر هذا الوقت من عمر قضية العرب المركزية ، وأدرك معنى أن تصير الإرادة - وقد صارت - في قبضة الشعوب وليست في قبضة الأنظمة المتواطئة. ونبه هيغ الى أن هذه الفرصة إن ضاعت فلن تأتي بعدها فرصة أخرى.. كما أنه أطلق صوته باتجاه أمريكا لأنه يدرك جيدا ، كما يدرك العالم أجمع أن لأمريكا سلطة محددة تجاه إسرائيل وفقا لتعبيره. وخلصت الصحيفة إلى ان المطلوب الآن أن تمارس أمريكا هذه السلطة المحددة وأن تقول لإسرائيل بوضوح تام "كفى.. يجب الآن.. الآن الانصياع للعالم والانصياع لإرادة السلام"..موضحة أنه بدون ذلك ستضيع الفرصة.