من حق مصر أن تصرخ فى وجوهنا أن تغرس أصابعها فى أعيننا أن تنعتنا بأقذع الشتائم وأحط عبارات السباب من حقها أن تصفنا بالعقوق والجحود ونكران الجميل بعد أن عرضنا بها وجعلناها فرجة " للى يسوى واللى ميشواش" . المصريون مع الأسف الشديد ساسة ومواطنين يهيلون التراب على رأس الوطن السياسيون طمّاعون ، انتاهزيون تحكمهم شهوات الحكم والمنظرة الكذابة فالذين يضعون الدستور الجديد يتخيلون أن أغلبيتهم السياسية ستدوم إلى أبد الآبدين ، وما مبارك وجوقته عنهم ببعيد إنه يعيش فى سجن طرة نعم والله فى سجن طرة حتى ولو كان فى مستشفى السجن فقصر عابدين يغور لو كان سجنا وزمرته كل منهم فى زنزانة الحكومة الرشيدة تفتقر إلى الخبرة والكياسة والقدرة على مواجهة الأزمات الكثيرة التى يعيشها شعبنا من خبز ودواء وصحة ومواصلات وكهرباء وماء الحالة " زفت الزفت " كما يحلو للعامة أن يعبروا عنا .
الظروف أيضا لم تخدم حكومتنا الرشيدة ورئيسها عديم الخبرة فتوالت الكوارث والأزمات يوماً بعد يوم وكثرت الأخطاء التى لا يقع فيها إلا رئيس وزراء مبتدىء لم تحنكه الأيام والأزمات التى تعرض لها والحقيقة أن هذه الفترة كانت فى حاجة إلى رئيس وزراء " عقر" يدير الأمور بقوة ويواجه الأزمات باقتدار .
الشعب معذور كان يظن أن الحياة ستكون أرغد وأجمل بعد سقوط النظام السابق خاصة وأن الإعلام صور لهم ذلك السياسيون كان كل كلامهم يصب فى خانة النعمة و" البغددة" لكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن خاصة وأن كثيرا منا ينتمى إلى فصيل تنابلة السلطان يريد النوم والراحة على أن يأتيه غداءه لأنه لقى من راحته هذه نصبا .
شعبنا أدمن الاعتصامات والإضرابات والمطالبات الفئوية وهو لا يعمل ولا يكلف نفسه أية مشقة وترك لشباب صغار الفرصة ليعيثوا فى الأرض فسادا بسبب وجود بعض المندسين الذين يريدون أن تسقط مصر والحقيقة أن الحكومة هى المسئولة عن ذلك أيضاً لأنها لابد أن تحسم كل الأمور والمشاكل المعلقة خلال ثلاثة أشهر على أقل تقدير وأن يكون رد فعلها سريعاً فى التعامل مع الأحداث واتخاذ القرار المناسب لحسمه فوراً وعدم التعامل بمبدأ رد الفعل .
مصر فى حاجة إلى لملمة شتاتها وعلاج مشاكلها بأقصى سرعة وتوحد شبابها من أجل غد أفضل .