رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر الخميس إن إسرائيل تحاول أن تكون قوة عظمى في الشرق الأوسط الجديد الذي انبثق من ثورات الربيع العربي . كما رأت الصحيفة الأمريكية - في مستهل مقال تحليلي نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - أنه من غير المحتمل أن يندلع صراع أوسع في المنطقة بالرغم من أن هذا ما تسعى إسرائيل الى ترسيخه في الأذهان لاسيما عقب تفاقم حدة الصراع بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية حماس.
واكدت في هذا الصدد أن التوصل السريع إلى إتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة المحاصر إنما يؤكد على عدم إندلاع صراع آخر.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتمتع بمزيج من "النفقات الوطنية، والتمويل الخارجي المكثف، والقدرة الصناعية الوطنية، والإستراتيجية الفعالة وقوة التخطيط" وذلك وفقا لدراسة للباحثين أنتوني كوردسمان وآرام نركيزيان التي نشرت في 2010 .. لافتة إلى أن تل أبيب تتلقى من واشنطن مساعدات عسكرية تقدر ب 3 مليارات دولار سنويا.
وقالت الصحيفة الأمريكية ان الباحثين خلصا في دراستهما أن ترسانة الصواريخ الضخمة التي يمتلكها حزب الله لا تشكل أي تهديد حقيقي لإسرائيل لأن هذه الصواريخ غير موجهة وبالتالي فهى غير فعالة أما بالنسبة لصواريخ حماس فهي أكثر فعالية ومن أجل تفاديها أنشأت إسرائيل نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية.
واشارت الصحيفة الى بعض القوى الإقليمية الموجودة في المنطقة كالجيش السوري يقع في أشد حالات الاضطراب في المواجهة التي يخوضها ضد أبناء شعبه للحفاظ على بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة.
ورجحت صحيفة"الواشنطن بوست" أنه بالرغم من وجود تلاسنات لفظية بين تركيا - وهي لاعب إقليمي قوى أيضا في المنطقة - وإسرائيل، إلا أنه من غير المتوقع أن تبلغ هذه التلاسنات ذروتها بالرغم من أن العلاقات بين البلدين شهدت ضعفا في الفترة الأخيرة بسبب العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وتابعت الصحيفة قولها:إن تركيا تواجه الآن وضعا حيث يبدو أن جهودها لتصبح قوة إقليمية أتت بنتائج عكسية عليها ولاسيما في ظل محاولتها المضنية للإطاحة بالرئيس السورى بشار الاسد والتي باءت بالفشل حتى الان إضافة إلى تدهور علاقتها مع العراق.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في ظل هذا التدهور الذي تشهده العلاقات التركية -الإسرائيلية، يبدو أنها ستصبح مشاهدا فقط نظرا لما أصبحت مصر عليه "كجسر للتواصل بين إسرائيل وحماس".
وخلصت "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أنه بالنظر إلى الاوضاع في المنطقة بالاضافة إلى النمو الاقتصادي والتقني الإسرائيلي والتأهب العسكري وعلاقتها الوثيقة مع واشنطن .. وبصرف النظر كذلك عن خصومتها مع العرب فانه على ما يبدو فان إرساء السلام بين إسرائيل وفلسطين لن يتم سوى وقت رغبة إسرائيل في ذلك..مشيرة إلى أن رغبة بعض المسؤولين الإسرائيليين في إرساء السلام ناتجة عن قلقهم على "مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية" على حد تعبير الصحيفة.