لا يزال العدوان الذي تشنه إسرائيل حاليا على قطاع غزة محل اهتمام الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، حيث تساءلت عن التداعيات المستقبلية لهذا الأمر على السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وعلاقاتها بحلفائها فى المنطقة لا سيما مصر وتركيا. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” -في تعليق نشرته اليوم وأوردته على موقعها الألكتروني اليوم الثلاثاء- أن الصراع الدائر حاليا بين إسرائيل وحركة حماس وضع الولاياتالمتحدة على خلاف مع اثنين من أهم شركائها فى الشرق الأوسط، وهما مصر وتركيا، وهو ما يهدد بتقويض الأهداف الأمريكية في المنطقة في وقت تحتدم فيه حدة الاضطرابات السياسية. وقالت الصحيفة إن هذه الاضطرابات السياسية تسببت في توجيه انتقادات حادة للولايات المتحدة من جانب عدد من دول المنطقة بسبب عدم قيامها بجهود كافية للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار. واعتبرت أن الصراع الراهن أحدث وقيعة في العلاقات الأمريكية مع المسئولين، كما أبرز انحصار النفوذ الأمريكي في اعقاب ثورات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة خلال العام الماضي ، مشيرة إلى قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بارسال وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون إلى إسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة ومصر لبحث إيجاد مخرج من الأزمة الراهنة. ونوهت صحيفة “واشنطن بوست” بأنه على الرغم من دعوة البيت الأبيض للطرفين ” الإسرائيلي والفلسطيني ” لسرعة التوصل إلى تهدئة، إلا أنه لم ينتقد سوى حركة “حماس”، موضحة أن كل ما فعلته واشنطن حتى الآن هو إجراء المكالمات الهاتفية مع أطراف الصراع. وأضافت: إن حقيقة محاولة الإدارة الأمريكية التعامل بحذر مع كل من مصر وتركيا، فهي بحاجة إلى تحسين علاقاتها مع الأولى في أعقاب انتخاب الرئيس محمد مرسي في حين تعتمد على الأخيرة باعتبارها الحصن الدبلوماسي الرئيسي لواشنطن لمنع حدوث المزيد من التدهور في الأوضاع بسوريا. واستدلت الصحيفة على طرحها في هذا الصدد بأن ذكرت إعلان المسئولين الأمريكيين عن دعمهم لجهود الدولتين بصفتهما صانعى سلام في غزة، لذا تجنبوا فى الوقت ذاته انتقاد تقارب الدولتين من حماس.