اكد الكاتب الصحفى "آن جيران" ان الصراع بين إسرائيل وحماس يضع إدارة أوباما على خلاف مع اثنين من أهم شركائها في الشرق الأوسط هما مصر وتركيا، مما يهدد أهداف أخري للولايات المتحدة في فترة من الاضطرابات السياسية. ونوه جيران في مقالته التي نشرتها اليوم الثلاثاء صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -تحت عنوان "الصراع بين إسرائيل وحماس يدق إسفين في العلاقات الأمريكية مع مصر وتركيا.. أهم شريكين في الشرق الأوسط"- إلى أن رئيس الوزراء التركي, رجب طيب أردوجان, الذي كان في كثير من الأوقات صوتا معتدلا في المنطقة، وصف إسرائيل أمس الاثنين ب"الدولة الإرهابية"، منددا بالغارات الجوية على قطاع غزة. وأضاف الكاتب أن الرئيس المصري محمد مرسي حذر إسرائيل من الغزو البري، ملقيا دعمه لقيادة حماس، فضلا عن إرسال رئيس وزراء حكومته إلى غزة. وألمح الكاتب إلى أن الاحتجاجات المتزايدة عرضت الولاياتالمتحدة للنقد لأنها لم تفعل ما يكفي للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار. وأضاف "جيران": "الصراع دق إسفينا في العلاقات مع المسئولين في مصر وتركيا, وسلط الضوء على حدود نفوذ الولاياتالمتحدة في أعقاب الثورات التي اجتاحت المنطقة العام الماضي." ورأى الكاتب أن "الحكومة الإسلامية الجديدة في مصر ولا نظيرتها التي تأسست في تركيا نجحت في إقناع حماس بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة، وكانت الأردن التي تعد وسيلة تقليدية لنفوذ الولاياتالمتحدة في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني مثل مصر غير قادرة أو غير راغبة في إقناع حماس على التنحي. وأشار الكاتب إلى أن إدارة أوباما دفعت جميع الأطراف إلى التهدئة لكنها انتقدت حماس فقط، لافتا إلى أن كافة الجهود الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى أجريت من بعيد، بما في ذلك المكالمات الهاتفية أمس الاثنين من أوباما لمرسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأردف الكاتب: "تكثفت الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف إطلاق النار في القاهرة غير أن الولاياتالمتحدة لم تدعم أي خطة صراحة." وسلط الكاتب الضوء على أن الإدارة الأمريكية حاولت في نفس الوقت أن تتعامل بحذر مع مصر وتركيا, حيث تسعى لإعادة تقويم العلاقات مع الأولى في أعقاب انتخاب رئيسا إسلاميا, في حين تعتمد على الأخيرة باعتبارها الحصن الدبلوماسي الرئيسي ضد تدهور الوضع في سوريا. واختتم الكاتب بأن الولاياتالمتحدة دعمت كلا البلدين كصانعي سلام محتملين في غزة, ولكنها امتنعت عن انتقاد احتضانهما لحركة حماس.