قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الأحد انه سيكون "من الأفضل" تجنب هجوم بري إسرائيلي على غزة لكنه حمل مصر وتركيا مسؤولية اقناع حركة حماس بالتوقف عن اطلاق الصواريخ عبر الحدود مكررا ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وأوضح اوباما في أول تصريحات علنية له بشأن الأزمة انه يقف بثبات في صف إسرائيل حليفة الولاياتالمتحدة ضد حركة حماس الفلسطينية لكن بدا ايضا انه يناشد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتاحة المزيد من الوقت لزعماء الشرق الأوسط لكبح جماح حماس.
وحذر اوباما من يدعمون الطموحات الفلسطينية بشأن اقامة دولة من أن تصعيد الصراع في غزة يمكن ان يدفع جهود السلام بعيدا عن المسار في المستقبل.
وقال اوباما في مؤتمر صحفي خلال زيارة لتايلاند "ليست هناك دولة على وجه الأرض تتهاون مع سقوط صواريخ على مواطنيها من خارج حدودها... نحن نؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها."
وقصفت إسرائيل اليوم الأحد أهدافا تابعة لحركة حماس في قطاع غزة من الجو والبحر لليوم الخامس على التوالي تمهيدا لهجوم بري محتمل في الوقت الذي حددت فيه شروطها لوقف اطلاق النار.
وأطلق نشطاء حماس عشرات الصواريخ على إسرائيل واستهدفوا مدينة تل ابيب لليوم الرابع.
وقال اوباما اثناء اول جولة خارجية له منذ اعادة انتخابه في السادس من نوفمبر تشرين الثاني "نعمل جاهدين مع جميع الاطراف في المنطقة لنرى ان كان باستطاعتنا وقف اطلاق تلك الصواريخ دون تصعيد اضافي للعنف في المنطقة."
وأشار الى انه تحدث بانتظام اثناء الازمة مع نتنياهو الذي تربطه به علاقة صعبة.
لكن اوباما كان اكثر تحديدا فيما يتعلق بمحادثاته مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي طيب أردوغان اللذين انتقدا بشدة الهجوم الجوي الإسرائيلي على غزة.
وقال اوباما "ما قلته للرئيس مرسي ورئيس الوزراء اردوغان ان اولئك الذين يدعمون قضية الفلسطينيين عليهم ان يدركوا انه اذا حدث تصعيد اضافي للوضع في غزة فإن احتمال عودتنا الى أي شكل من مسار السلام يقود إلى حل على اساس قيام دولتين سيدفع بعيدا عن الطريق في المستقبل."
ومع تحذير نتنياهو من أن إسرائيل مستعدة لتوسيع نطاق هجومها قال اوباما ان رسالته لجميع الزعماء في المنطقة هي ان إسرائيل "لها كل الحق في ان تتوقع عدم اطلاق صواريخ على اراضيها."
واضاف "اذا امكن تحقيق ذلك دون تصعيد النشاط العسكري في غزة.. فهذا افضل.. لا لأهل غزة فحسب بل وكذلك للإسرائيليين لأنه حين تكون القوات الإسرائيلية في غزة ستصبح أكثر عرضة للخسائر البشرية من قتلى ومصابين."
وقال اوباما "علينا ان نرى ما الذي يمكننا احرازه من تقدم في الساعات الاربع والعشرين او الست والثلاثين او الثماني والاربعين القادمة."
وتابع ان قصف حماس الصاروخي هو السبب في "تسارع" الصراع ويجب ان يتوقف. ومثل إسرائيل تعتبر الولاياتالمتحدة حركة حماس منظمة ارهابية.
وكان اوباما وعد بأن تحتل عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين اولوية كبيرة عندما تولى السلطة عام 2009 لكن جهود ادارته لم تحرز تقدما يذكر في اقناع الجانبين بالعودة إلى مائدة التفاوض.
وفي واشنطن قال مشرعون أمريكيون كبار انهم سيبدون تفهما لأي هجوم بري إسرائيلي محتمل على غزة.
وقال السناتور الجمهوري ساكسباي تشامبليس رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لقناة فوكس نيوز "اذا كان ارسال قوات برية هو السبيل الوحيد لتطهير الاوكار التي تنطلق منها الصواريخ عليهم فلا يمكن توجيه اللوم لهم عن القيام بذلك."
وسئل عما اذا كان يتعين على اوباما ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة المصرية -بما في ذلك التهديد بقطع المعونة- لاقناع حماس بالتوقف عن اطلاق الصواريخ قال تشامبليس "عليه ان يمارس كل ما يستطيع من ضغوط... لضمان عدم التصعيد إلى حرب شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين."
ووجه السناتور الجمهوري لينزي جراهام وهو صوت بارز فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تحذيرا لمصر.
وقال في حديث لمحطة ان.بي.سي التلفزيونية "مصر.. راقبي ما تفعلين وكيف تفعلينه.انت تخاطرين بقطع الكونجرس (الأمريكي) المعونة عنك اذا واصلت التحريض على العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين."
وقال السناتور جون مكين العضو الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ انه يجب على الولاياتالمتحدة ان تشارك بقوة في ادارة الازمة.
وأضاف لمحطة سي.بي.اس التلفزيونية "يجب على الولاياتالمتحدة ان تشارك بأقصى ما تستطيع من قوة.. لست واثقا من مدى النفوذ الذي تتمتع به هذه الإدارة" في اعقاب جهود فاشلة عام 2009 للمساعدة في تجاوز الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين..
وتابع "يجب على الولاياتالمتحدةالأمريكية ان تضغط بأقوى ما يمكننا لحل هذه القضية الإسرائيلية الفلسطينية. إن امورا كثيرا معلقة على دفع هذه العملية قدما."