قالت صحيفة "واشنطن بوست" : إن العدوان على غزة دق "إسفين" في علاقات واشنطن مع مصر وتركيا وكشف محدودية نفوذ الولاياتالمتحدة في أعقاب ثورات الربيع العربي. وأضافت: أن الصراع الدائر بين "إسرائيل" وحماس يضع الولاياتالمتحدة على خلاف مع اثنين من أهم شركائها في الشرق الأوسط "تركيا ومصر"، مما يهدد بتقويض أهداف أخرى للولايات المتحدة في المنطقة العربية المضطربة سياسيا. وتابعت الصحيفة الأمريكية: إن كل من حكومة مصر الجديدة وحكومة تركيا لم ينجحا في إقناع حماس بوقف اطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، كذلك الأردن – التي كانت مثل مصر ذراع تقليدي لنفوذ الولاياتالمتحدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي - لم تكن قادرة أو غير راغبة في إقناع مسلحي حماس على التنحي. وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يتم اعتباره الصوت المعتدل في المنطقة، وصف إسرائيل بأنها "دولة ارهابية" وأدان الغارات الجوية ضد قطاع غزة.. وعلى الجانب المصري، حذر الرئيس محمد مرسي إسرائيل من شن غزو بري وألقى بدعمه وراء قيادة حماس، وأرسل رئيس وزرائه إلى غزة. وأشارت إلى أن هذا الاستنكار المتنامي جعل الولاياتالمتحدة تتعرض لانتقادات أنها لم تفعل ما يكفي للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار. ونقلت الصحيفة عن مسئول مصري، شعوره بخيبة الأمل بشأن الدور الذي قامت به الولاياتالمتحدة حتى الآن، حيث أنها لم تبذل أي محاولة لحث إسرائيل علنا لكبح جماح غاراتها الجوية. وقال المسئول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الولاياتالمتحدة تملك نفوذ مع إسرائيل أكثر من أى "دولة على وجه الأرض"، مضيفا أن "الإسرائيليين لا يستمعون بسهولة إلى أي صوت آخر". وأوضحت واشنطن بوست أن إدارة أوباما ناشدت جميع الاطراف "للتهدئة" لكنها انتقدت حماس فقط، كما تم القيام بجميع الإجراءات الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى عن بعد، بما فيها مكالمات هاتفية أجراها أوباما مع نتنياهو ومرسى أمس، بينما الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف إطلاق النار تتركز في القاهرة، في حين الولاياتالمتحدة لم تدعم أي خطة بشكل صريح. في الوقت نفسه، قالت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية حاولت التعامل بحذر مع مصر وتركيا، لأنها تسعى لإعادة ضبط العلاقات مع مصر في أعقاب انتخاب زعيم اسلامي، في حين تعتمد على تركيا باعتبارها حصنها الدبلوماسي الرئيسي ضد مزيد من التدهور في الوضع في سوريا. ولفتت إلى أن الموقف الدبلوماسي الصعب الذي تواجهه الولاياتالمتحدة الآن يعيد للأذهان الحرب الإسرائيلية مع لبنان في عام 2006، عندما طالبت الدول الأوروبية والعربية إدارة بوش بالتدخل لدى اسرائيل والضغط من أجل التوصل لوقف إطلاق النار. Comment *