بعد عشرة سنوات من احداث 11 سبتمبر تكشف «مسلمة» و« سيخية » تجربتهما اثناء احداث 11 سبتمبر 2001 حيث يمتلك كل فرد قصة عن المكان الذي تواجد فيه اثناء الاحداث ، وشكل هذا اليوم في حياتهم. ونشرت شبكة ال « سي ان ان » الاخبارية الروايات الشخصية لكلاً من عائشة كاظي ، وسوخراج بيسلا ، وبعد عشرة اعوام تتحدث كلاً منهنُّ علي القضايا الخاصة بالهوية وتطلعات المستقبل في امريكا .
حيث تروي عائشة كاظي تجربتها في ذلك اليوم ففي 11 سبتمبر 2001كانت في مدرستها الإعدادية في منطقة قريبة من ولاية شيكاغو.
قالت عائشة كاظي : « انها اضطرت الي التعامل مع نظرات الاشخاص الغريبة الموجهة إليها ، والمضايقات والنكات المستمرة كونها امرأة مسلمة امريكية ، خاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر » .
إلا بعد عشر سنوات من الاحداث تؤكد ان التجربة جعلتها « امرأة أقوي وزاد ثقة بالنفس» .
وتقول : « اتذكر انني كنت في الصف الخامس عندما وقعت احداث 11 سبتمبر ، وبعيداً عن كل العواطف لقد شاهدت هذا الحدث المروع الذي زرع في نفسي شعورين متلازمين هما الحزن والخوف.
شعرت بالحزن علي العوائل التي عانت والضحايا الابرياء ، ولكن في نفس الوقت شعرت بالخوف من الاشخاص الذين يظنون بي السوء.
كوني في الصف الخامس اشعر بقلق وارتباك في التعامل مع الاصدقاء والمجتمع حيث اصبح هذ القلق صراع خاصة بعد احداث 11 سبتمبر ،»
« انا امريكية مسلمة وارتدي الحجاب ولم يكن لدي أي مشاكل مع ذلك، حتي احداث 11 سبتمبر
اتذكر انني ساعدت في جمع الاموال والتبرعات للضحايا رغم العزلة التي فرضت علي المجتمع الامريكي في ظل التفتيش الامني في المطارات والمحلات ، والنظرات الغريبة التي وجهت لعدد كبير من المواطنين» .
« لقد كنت فقط في الخامسة احضر المدرسة الا ان كمية « الاسلاموفوبيا » كانت تتنامي بصورة كبيرة.
انا الان طالبة جامعية ولن انسي الاحداث وصلواتي والافكار الخاصة بالضحايا والعائلات ، هذا الحدث التراجيدي ربما يغير العديد من وجهات نظر الاشخاص المسلمين ، ولكن ذلك لا يعتبر عدالة في نسب هذه الجريمة للدين الاسلامي ومعتنقيه » .
اما بيسلا فقد تلقت نصيحة والدها لإخفاء هويتها ك « سيخية» بشعور المصدومة لكنها تعلم انه كان قلق عليها .
وتروي شهادتها فتقول : « في 11 سبتمبر 2001 كنت طالبة جامعية مثل أي طالبة في غرفتي التي كانت تسكنها معي صديقتي سارة التي كانت دائماً تغط في النوم ، الا انني استيقظت سريعاً اثناء الاحداث »
« وعلي الرغم من ذلك اليوم ، تليفوني لم يتوقف عن الرنين.. استطعت سماع غمغمة سارة لي ، من اجل تجاهل ذلك الحدث والبعد عنه ، وفعل أي شئ من اجل ايقافه .
حتي نستطيع النوم الا انني اندمجت في الحدث ، لانني اعلم انه كان من المحتمل ان تفزع عائلتي اذا ما تم تجاهلهلم حيث سيعتقدون انني قد مت في أي مكان ، وكنت علي صواب حيث قال لي ابي ينبغي ان استيقظ لأن نيويورك تعج بالحرائق .
« والدي من اصل هندي ولغته الانجليزية ليست علي ما يرام حيث يخبرني علي الزلزال او احتراق المبني بدون احساس مني ، وقد كان متضايق بسبب عدم ادراكي خطورة دعوته ولذلك طلب مني ان اكون علي اتصال دائم بالانترنت والاخبار » .
« ذلك لم يكن كافياً ليجعلنا نبتعد عن النوم إلا ان الاخبار كانت اكبر مما نستطيع ان نتخيل.. مواقع الانترنت كانت في تباطؤ .. ولحسن الحظ كانت تمتلك سارة تلفزيون صغير شاهدنا فيه الاخبار وكأن بلادنا وقعت في الغزو.»
«صرخنا واحتضنا بعضنا البعض وذهبنا للتضامن مع مجتمعنا الذين كانوا لا يزالون مواطنون صالحون من الطيبين ولم يكن هناك داعي للكلمات ، كنا مصدومين ولم نكن نعرف كيف نفكر ، لانه لم يهاجم احد التراب الامريكي ، هذا فقط لا معني له ».
« وظلت تداعيات الهجمات ملازمة لشعبنا للحظة ، ولأن ديانتنا « السيخية» ، وشعبنا يرتدي «العمامة» ، ونحمل «السيوف» وكان من السهل الخلط بيننا وبين جماعة طالبان ،لذلك لم انسي نصيحة والدي قط في الكشف عن هويتنا حيث يقول انه ( اتذكر انني كنت مرتبك دائماً لانني خليط ما بين المسكيكيين والايطاليين ).
« بعد مقتل اسامة بن لادن ، شعرت بالصدمة ، وعندما تكون خائفاً لا تستطيع النوم ، هل من الحقيقي ان اذهب واتظاهر انني شخصاً اخر حتي يتم انتهاء ذلك ؟؟ هل يعطونني النصيحة الجيدة؟؟ ، هل ينبغي ان اعيش في خوف الان؟؟»
« ولحسن الحظ لم يطلب مني الكشف عن هويتي .. لم اكن مهددة في أي حال من الاحوال ولكن ذلك لا يعني انني لم اتأثر من الاحداث ،
انا تضايقت من العودة الي المنزل لرؤية والدي بالرغم من انها رحلة صغيرة ، وقلقت علي شعبي ، وعلي والدي في هذا العام لم اكن قادرة في النهاية ان احصل علي قسط من الراحة الا بعد مقتل اسامة بن لادن علي الرغم من انه ربما لم يتم الانتهاء منه بعد» .