أكد المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" ألوف بن أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المسمى "عامود السحاب" أصبح بمثابة حرب يتولاها وزير "الأمن" الإسرائيلي، إيهود باراك. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية للانباء عن المحلل السياسي قوله ان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية قد ترك المنصة العلنية مفتوحة ، وأفسح المجال لباراك للحديث وراء الميكروفونات والقيام بالجولات الميدانية، وبطبيعة الحال ترك له الرهان السياسي ، فإذا انتهى العدوان بنوع من الانتصار الإسرائيلي فسيعرف نتنياهو كيف يجير ذلك لصالحه، ولكن إذا تورطت إسرائيل وبدى تورطها سيئا في نظر الرأي العام الإسرائيلي ، أو في نظر المجتمع الدولي فسيكون باراك كبش الفداء.
ويضيف بن، أن باراك يدرك ذلك جيدا، فقد عاد من منفاه السياسي إلى وزارة الأمن بفضل كونه "الرجل الذي لم يكن هناك" خلال الحرب الثانية على لبنان.
وأشار إلى أن باراك تنبأ يومها بأن الحرب ستطول في الوقت الذي اعتقد فيه المجلس الوزاري السياسي الأمني أن المسالة ستحسم مع حزب الله خلال وقت قصير.
ولكن الفشل الإسرائيلي في لبنان هو الذي أعاد باراك إلى مقدمة القيادة الأمنية. وقد ظهر باراك منذ ذلك الوقت بمظهر العامل المعتدل: فقد سعى لتأجيل ضرب المفاعل السوري (في العام 2007، وفقا للمصادر الأجنبية)، وخلال حملة الرصاص المصبوب سعى إلى التوصل سريعا إلى وقف لإطلاق النار، وفي كلتا الحالتين خاض براك مواجهة مع رئيس الحكومة، في حينه، إيهود أولمرت الذي رغب بضرب المفاعل السوري وإطالة فترة الحرب على غزة".
ويقول ألوف بن: فإن أولمرت وخصم باراك الثاني جابي أشكنازي، يتربصان لباراك خارج مبنى الحكومة. فإذا فشلت حملة "عامود السحاب" فسيبدوان بمثابة المخلِّصَيْن لإسرائيل ويطرحا نفسيهما بديلا للقيادة الحالية، إما إذا نجحت الحملة فيضطران إلى تأجيل تحقيق تطلعاتهما السياسية إلى موعد المواجهة القادمة أو الولاية القادمة للحكم.
تضع هذه الحملة على المحك كل المفهوم الأمني والعسكري لباراك رجل الوحدات الخاصة ، الذي يفضل عمليات عينية خاطفة ، يستحسن أن تصاحبها عمليات تضليل وخداع على المعارك البرية الكبيرة التي قد تتدهور في ميادين القتال، كما يقول بن الذي يضيف، انه يسهل فهم هذا المفهوم إذا نظرنا إلى رصيد الرجل وقيمته العسكرية وأوسمته العسكرية التي نالها في الوحدة الخاصة لقيادة الأركان، مقارنة بأدائه العسكري كقائد فرقة برية في حرب تشرين، وفي حرب لبنان الأولى التي كانت أقل مهارة.
وتابع قائلا أن باراك يؤمن بأسلوب "الضغوط والمكافآت" الذي طبق لأول مرة في عدوان "عناقيد الغضب" في لبنان في صيف 1993. فهو يستعمل هذا الأسلوب ليعرض مستعينا بكفيه وبالجداول الزمنية أهداف الحرب التي حددها بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمنظمة التي تحاربها- حزب الله أو حماس.
وبحسب بن، تشكل مصر في الجولة الحالية في القطاع، الدولة الراعية لحركة حماس، وتهدف التحركات الإسرائيلية إلى جذب الحكام الجدد في القاهرة لوقف القتال وكفالة وقف إطلاق النار المستقبلي. هذا هو الدور الذي لعبته سوريا وإيران راعيتا حزب الله خلال جولات القتال في لبنان.
وقال باراك يوم الأحد الماضي: " ألان يتضح جليا أن نظام الأخوان المسلمين في القاهرة يساند حرب حماس ويدعمها، إلى جانب التمويل القطري".
وحذر باراك في نفس المحاضرة من أن إسرائيل لن تتردد عن القيام بأي تحرك عسكري لاستعادة الهدوء والأمن لسكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بغزة".
وبحسب تصريحات مختلفة لباراك، فإن ذريعة الخروج لهذه الحملة كانت قيام حماس بخرق قواعد اللعبة عبر العمليات التي قامت بها مؤخرا بدءا "بإطلاق صاروخ ضد جيب عسكري ومن ثم تفجير النفق المفخخ، الذي كان قسم منه داخل "أراضينا"، وبالتالي فإن إسرائيل لن تسمح بقواعد جديدة يكون للفلسطينيين عبرها "حزام أمني" في الجانب الإسرائيلي يعرض حياة كل من يتحرك فيه.
فهذا ما تقوم به إسرائيل في الجانب الفلسطيني حيث تفرض بقاء شريط أمني يتم فيه إطلاق النار على كل من يقترب من هذا "الشريط الأمني الخاص" وراء الحدود. ما يحق لإسرائيل ممنوع على حماس.
ويرى ألوف بن أن الواقع لم يتغير جوهريا منذ أيام ديان وروتبيرغ والعمليات الحدودية المتبادلة ، فهو يقول إن "الشرق الأوسط حي صعب المراس، لا مجال فيه لرحمة الضعفاء، ولا توجد فرصة ثانية لمن لا يستطيعون حماية أنفسهم. سبق وأن وصفت ذلك بتعبير "الفيلا وسط الغابة ".
ويختم ألوف بن بالقول: " والآن سيكون امتحانه بقدرته على إقناع المصريين بأنه من الأفضل لهم أن يحثوا الخطى نحو وقف سريع لإطلاق النار، وتحديد قواعد سلوك متفق عليها على امتداد حدود غزة- إسرائيل، وإلا سيعود نمط جولات القتال الأخيرة في الشمال والجنوب: وعندها ستنتهي أهداف سلاح الجو فيما يتواصل إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وسيجر الجيش الإسرائيلي لعملية برية- فيما سيقلب الرأي العام موقفه ويدير ظهره للحملة والمبادرين إليها". مواد متعلقة: 1. شهيد و10 جرحى اثر قصف طائرات الاحتلال لبرج سكني في غزة 2. أعضاء في الكنيست يحتجون على معارضة طلاب للعملية العسكرية في غزة 3. صحيفة : إسرائيل تبحث عن أسلحة كيمائية في غزة خوفاً من حماس