أكد رئيس الوزراء الدكتور "هشام قنديل" أن مصر تشهد منذ يناير الماضي تحولا حقيقيا ندركه جميعا في الداخل ويدركه القادمون من الخارج. وأوضح "قنديل" في كلمته أمام الجلسة افتتاحية للاجتماع الأول لفريق العمل المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي بدأ أعماله بالقاهرة، اليوم الأربعاء، أن عملية التحول الديمقراطي في مصر شهدت انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية نزيهة شهد لها الجميع بما فيهم المجتمع المدني داخل وخارج مصر ثم تسليم السلطة من القوات المسلحة لسلطة مدنية.. على حد ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال "إننا نمر بلحظات تاريخية حيث نقوم الآن بكتابة دستور مصر الذي يعطينا دليلا لمصر المستقبل لترجمة وتحقيق أهداف الثورة التي ضحى المئات بحياتهم من أجلها في ميدان التحرير وميادين مصر الأخرى".
وأشار إلى أنه سيتم بعد وضع الدستور الجديد لمصر الدعوة لانتخابات برلمانية وتشكيل برلمان لتكتمل بعد ذلك المؤسسات الديمقراطية، لافتا إلى أن المؤسسات والانتخابات ليست كل الديمقراطية لكن الممارسة على الأرض لها أهمية كبرى لتحقيق مبادئ الديمقراطية وتنمية ديمقراطية مستدامة للأجيال القادمة.
وأشار رئيس الوزراء الدكتور "هشام قنديل" في كلمته إلى أن انتخاب أول رئيس مدني في تاريخ مصر جاء ليمثل علامة فارقة في عملية التحول الديمقراطي الجارية، لافتا إلى أن المرحلة الانتقالية الحالية شارفت على الانتهاء في ظل خارطة الطريق واضحة المعالم.
وقال "إن النقاش الدائر حاليا بين مختلف فئات الشعب حول بنود مسودة الدستور يمثل ظاهرة صحية غير مسبوقة تعكس رغبة حقيقية في المشاركة الفعالة في صياغة هذه الوثيقة استنادا لمبدأ التوافق".
وأوضح قنديل أن استكمال عملية التحول الديمقراطي الجارية وبناء مصر الجديدة لن يتحقق دون بناء نظام اقتصادي اجتماعي مستدام وعلى أسس سليمة تحقق العدالة الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة وتضمن خلق فرص عمل للشباب.
وأضاف "أننا نثق أن الشريك الأوروبي لن يدخر جهدا في التعاون معنا في تجاوز المرحلة الحالية الحرجة ومواجهة العجز الراهن في الموازنة وتحفيز الشركات الأوروبية على الاستثمار وتشجيع الأوروبيين على السياحة في مصر".
ولفت قنديل إلى أن اجتماع اليوم وفريق العمل المصري الأوروبي يمثل نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، معربا عن تطلعه في أن تكون نتائجه محددة وملموسة وتسمح بالبناء عليها لضمان نجاح عملية التحول الديمقراطي.
وأكد رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل مجددا التزام الحكومة المصرية بتوفير كافة الضمانات الممكنة للاستثمارات الأوروبية في مصر، وحل كافة المشكلات التي تواجه عددا من الشركات العاملة بالبلاد .. قائلا "إنها مشكلات وقتية ترتبط بالفترة الانتقالية بعد الثورة .. ونعمل حاليا على مواجهتها".
وأضاف قنديل "إن الحكومة تعمل بكل تصميم على اتخاذ كافة الخطوات وأصدرت التشريعات المطلوبة لخلق مناخ موات لجذب الاستثمار بما في ذلك مكافحة الفساد وإزالة المعوقات البيروقراطية".
وأردف قنديل قائلا "إننا نتابع مسار المباحثات الجارية بين مصر وصندوق النقد الدولي للتوصل إلى اتفاق نهائي حول القرض الذي طلبته مصر بقيمة أربعة مليارات و800 مليون دولار بما يساعدها على خفض العجز القائم في الموازنة العامة وتحسين احتياطي مصر من النقد الأجنبي ، فضلا عن هذا الاتفاق سيمثل شهادة ثقة تؤكد جدارة الاقتصاد المصري".
وأشار إلى أن الاجتماع الأخير مع بعثة صندوق النقد عكس تقاربا في وجهات النظر حول عدد من المبادئ أهمها تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي وألا تؤثر البرامج الاقتصادية على محدودي الدخل والفقراء.
وقال قنديل إن الاقتصاد المصري بدأ في التعافي مؤخرا حيث تشير التقديرات إلى أن معدل النمو هذا العام سيصل إلى 8ر3 \% مقارنة ب 2ر2\% العام السابق..متوقعا أن يصل معدل النمو العام القادم إلى 5ر4\%.
ووجه رئيس الوزراء حديثه للمشاركين في اجتماع فريق العمل المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي قائلا "إن الشعب المصري يتطلع إلى أفعال وليس أقوال كما أن التحول الديمقراطي يصاحبه نمو اقتصادي..مؤكدا على أن مصر تتطلع لمزيد من التعاون مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق المصالح المشتركة والتعاون لما فيه مصلحة الشعوب من الجانبين.
وتابع "إننا عرضنا أمس الثلاثاء على الرئيس محمد مرسي خططا لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعظيم الاستثمار وترشيد الدعم الذي لا يصل لمستحقيه ولا يخرج الفقير من دائرة الفقر اللعينة".
وقال قنديل إن ما تفعله الحكومة الآن هو وضع برامج وخطط زمنية سيتم من خلالها تأهيل الاقتصاد المصري للانطلاق في 30 يونيو 2014، وترشيد الدعم ليصل لمستحقيه وكذلك مكافحة الفساد الذي تعاملنا معه على مدى عقود وكان أحد أسباب الثورة، وسنحاربه بلا هوادة لأنه المعوق الأساسي للتنمية والديمقراطية ومبادئ الثورة. مواد متعلقة: 1. «قنديل»: مصر فى حاجة ل«روح أكتوبر» 2. قنديل: مصر ستشهد العبور الاقتصادي مثل العسكري 3. قنديل: «الإخوان» لصق تيكت إسلامي علي بضاعة مبارك