انتشر فيديو اعدام المجرمين قطاع الطرق من عصابات النظام بواسطة اشاوس الجيش الحر البطل، وبدأ "الاحساس" المرهف يتحدث برومانسية عن همجية القتل، بطريقة تذكرنا بتناسي العالم لكل جرائم معمر القذافي، وحرقه للأبرياء وهم احياء، ثم عندما انتقم منه اعداؤه، ولم يقوموا بعمل مماثل مع غيره، اي انه عمل نتيجة الكبت والقهر، رأينا كل حقوق الانسان، والحيوان تجيش اعلامها رأفة بذلك "المسكين"، والكل نسي آلاف الشهداءن والجرحى، والمعاقين، والمشردين، واصبح همهم العتل المجرم "الانسان" معمر. اذا كنا سنتحدث عن حقوق الانسان، فإن الولاياتالمتحدة التي تحوي مقرات الاممالمتحدة بين جوانبها، بما فيها اهم منظمات حقوق الانسان، هي اكبر دولة استيطانية قامت على جرائم الابادة الجماعية لعرق آخر. فعندما جاءها الهمج الاوروبيين كان في امريكا في ذلك الوقت اكثر من عشرة ملايين هندي احمر، قام الهمج المستوطنين بحرقهم، وقتلهم، حتى ان مؤسسات "الدعم الانساني" كانت توزع عليهم "مشكورة"، بطانيات عليها جراثيم الطاعون كي تقضي على اكبر نسبة منهم بحجة حمايتهم من البرد. الان بعد تلك الجرائم ورغم مضي اكثر مئة عام، لا يوجد سوى بضع مئات الالاف من اولئك الهنود الحمر. لن نسأل اين اختفى هنود استراليا بعد احتلال بريطانيا لتلك الارض.
خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد البطولات الخارقة للطيارين اليابانيين الذين كانوا لا يضربون سوى الاهداف العسكرية، قامت الولاياتالمتحدة بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما، وناكازاكي، ألقيت القنابل على مدنيين عزل، وليس على جيش او مقاتلين، كي تكسر ارادة القتال.
قامت فرنسا، بقتل اكثر من مليون شهيد جزائري، لقد قتل الاوروبيين من بعضهم البعض في حربين عالميتين، وخلال ثماني سنوات اكثر من مليون انسان.
فأين هي حقوق الانسان؟ هل حقوق الانسان في حصار حوالي مليوني مدني في قطاع صغير، ومنع كل مقومات الحياة، وتدمير حتى الانفاق التي يتزودون بها بما يقوي اجسامهم، ويساعدهم على المقاومة؟، ام ان حقوق الانسان تكمن مقتل 300 مدني يوميا في سوريا؟، ام في جندي مجرم، يشعل بعقاب سيجارته برميل يحوي نصف طن من المتفجرات تلقى على دور سكنية؟ ام هي في حرق احياء، والتشقي فيهم؟، ام هي في مقابلة ام مكلومة واجراء مقابلة معها؟، او في ذبح اطفال في غرفة واحدة؟، ام هي في قطع اعضاء من الاحياء ثم ذبحهم؟.
للمتشدقين، ديننا واضح، والجيش الحر، قبل اي هجوم، او حصار، يعرض على الجنود الاستسلام، ويضمن لهم الامان، لكنهم يأبون الا المواجهة اما جبنا من النظام، او حقدا في الصدور، وعندما يواجههم ابطال الجيش الحر، فإنهم يصرفون الجهد، والذخيرة الغالية، والمال النفيس، وارواح ابطال في المواجهة، فالحالة هنا حالة حرب، ولم ينكر الاسلام قتل المقاتلين الذين اختاروا القتال، ولا يعاملون معاملة الاسرى، لان الارض ارض معركة، ومن يرد شواهد من تاريخنا الاسلامي، فليبحث في الغوغل عن كتاب خالد بن الوليد للجنرال اكرم، وليقرأ ماذا فعل خالد بأعدائه، وكان معه خيرة الصحابة، وكان خليفة المسلمين الصديق، ولم ينكر عليه احد ذلك.
واما اخلاق الحرب، والاسلام، فنراها مع غير المقاتلين، ومنها وصية ابي بكر لجنده عندما وجههم للعراق، والشام، حيث اوصاهم:
قاتل باسم الله، ولكن لا تتعدى الحدود، ولاتكن غادرا، ولا تمثل بالقتلى، ولا تقتل النساء والاطفال، ولا تقتل اهل الاديرة. ولا تذبح حيوانا الا اذا ابتغيت قتله، كن عادلا واقلع عن الشر، فالامة التي لا تحكم بالعدل لا يمكن ان تفلح، وتنتصر على اعدائها.
تلك رسالة الاسلام، ليش القتل او الذبح، ولكن منع من يقف في طريق الدعوة، لذلك عندما فتح ابو عبيدة حمص، ودفع اهلها الجزية، ثم استجمع الروم قواهم في اليرموك، ترك ابو عبيدة، لكنه قبل تركها، جمعهم، اعاد لهم الجزية التي دفعوها، حيث قال لهم، انما نأخذ منكم الجزية، كي تكونوا بحمايتنا، واما اننا لن نحميكم فإننا نعيد اليكم ما دفعتموه، ففي عرف الاسلام تدفع الجزية من الغير، لانه لا يطلب منه القتال، وهي بدل حماية، كما ان المسلمين يدفعون مقابلها الزكاة، ومطلوب منهم المشاركة في القتال.
حقوق الانسان في الاسلام هي مع الانسان، واما المحارب، وفي ساحة القتال، وعلى ارض المعركة، فهي معادلة القتل، وكسر الشوكة لمن يأبى الا القتال، والاجرام. ولمن اراد الاستزادة فليبحث في كتاب الجنرال اكرم عن معركتي الولجة، واليس، ثم معركة اليرموك، كي يعي، ويفقه معاني ارض المعركة والعسكرية.