مع عودة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى البلاد، تنتظر الكويت تحرك عجلة المشاورات التي أعلنت عنها أكثر من جهة للقاء القيادة السياسية في سبيل الخروج من الأزمة الحالية. وفي ظل هذه المحاولات، تستمر المعاضة الكويتية في مطالبها ودعواتها إلى مسيرة اليوم الأحد، تحت شعار "كرامة وطن2"، التي يتوقع الكثيرون انها لن تشهد إقبالا ومشاركة كبيرة.
دعوات للاستقرار
وفي هذا الإطار، قال عميد كلية الشريعة السابق الدكتور محمد الطبطبائي: "أدعو القوى السياسية ورجال الأمة إلى الرفق في الأمور كلها وتجنب المواجهات والمصادمات والتي سيشمل ضررها المجتمع كله".
وأصدرت اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الإسلامية بيانا دعت فيه إلى إطفاء ما يكدر صفو الكويت بالحوار وعدم الصدام .
من جانبه، دعا التجمع السلفي جميع التيارات والقوى السياسية وعامة الشعب لنبذ الفرقة والخلاف وتحكيم لغة العقل والتعامل بالحكمة والعمل على احترام مواد الدستور والقانون بخصوص المظاهرات والمسيرات غير المرخصة التي يجرمها القانون، ولا تسمح بها شريعتنا الغراء لما يترتب عليها من مواجهات محتملة وسب وشتم وطعن في النيات وسوء الظن وإهدار للمال العام والتعدي والتطاول على الآخرين.
كما حمل التجمع السلفي حسبما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط، مسئولية الحفاظ على الأمن واستقرار البلاد جميع الأطراف بلا استثناء ودعاهم إلى التعبير عن الرأي بالطرق والوسائل المشروعة واحترام رأي وكرامات الآخرين.
الاعتذار للأمير
وذكرت المصادر أن شخصيات تسعى لرأب الصدع اشترطت وجوب الاعتذار لامير الكويت عن الإساءات، والتراجع عن المظاهرات والمسيرات غير المرخصة، والتعهد بعدم النزول للشارع او الضغط لتعديل الدستور او اية قوانين خارج البرلمان وتحشيد الشارع واثارة الفوضى والفتن لتحقيق الاجندات من أجل رأب الصدع الحاصل في البلاد.
مسيرة "الكرامة"
ووسط هذه الدعوات الى تغليب الحكمة والعقل، وعدم الانجرار وراء اي عناصر تحاول اثارة الفوضى والشغب، تنطلق مسيرة "كرامة وطن 2 " مساء اليوم ، واكد القائمون على المسيرة أن دور وزارة الداخلية يقتصر في المسيرات السلمية على الترتيب وحماية المشاركين ، وأن عليها تحمل مسئولية أي تصرف يقع خارج دائرة اختصاصها، لافتين الى انه في حال عدم التجاوب أو ظهور بوادر لقمع المسيرة أو منعها عن طريق اغلاق نقاط اللالتقاء، فإنهم سيضطرون إلى الإعلان عن النقاط البديلة التزاما بسلميتها ورغبة في عدم التصادم مع القوات الخاصة.
وشدد الموقع الرسمي للمسيرة على سلميتها معلنا عن تشكيل فريق من الحراك الشبابي مهمته رصد أي شخص يثير الشغب وتسليمه للأمن العام ، في محاولة لمساعدة الامن على تأمين المسيرة والمحافظة على سلميتها ، كما اعلنوا عن تواجد عيادات طبية ميدانية في اماكن التجمع.
مسيرة دون تصريح
وكشفت مصادر قريبة من منظمي مسيرة " كرامة وطن 2 " ان عددا من الكتل السياسية والشبابية قرر عدم المشاركة في تنظيم المسيرة لاعتراضها على آلية التنظيم وتخوفها من تعمد الصدام مع رجال الأمن ، خاصة وان وزارة الداخلية لم ترخص حتى الآن أي مسيرة، في الوقت الذي أكدت مصادر أمنية أن وزارة الداخلية لم ترخص لمسيرة "كرامة وطن 2" التي ينوي عدد من المواطنين تنظيمها مساء اليوم .
واشارت مصادر قريبة من المعارضة لصحيفة "السياسة" أن المعارضة اصطدمت بجدار فولاذي صلب ووصلت إلى طريق مسدود بعدما استنفدت كل أوراقها وأوصلت تصعيدها إلى أعلى سقف ممكن من دون تحقيق أهدافها ،لا سيما في ظل ما لمسته من اصطفاف شعبي واسع خلف القيادة السياسية، وعلى ذلك راحت تتراجع ابتداء من مواقفها السابقة المتسمة بالتعنت وتروج ثانيا لخيار"التفاوض للوصول إلى حل وسط ينقذها من ورطتها" ويحقق ما أسمته ب" المصالحة الوطنية" وسط تأكيدات على أن تكتل المعارضة يشهد حاليا انقساما إلى فريقين، يضم أولهما الحركة الدستورية الاسلامية "حدس" وكتلة العدالة في مجلس 2012 وأعضاء مستقلين في تكتل الأغلبية المبطل ، وهو يؤيد تسوية تقضي باسقاط الدعاوى المترتبة على ندوات ساحة الارادة والديوانيات مقابل تعديل الصوت الواحد إلى صوتين ، أما الثاني فتقف فيه كتلة العمل الشعبي " منفردة "؛ وتصر على سحب المرسوم والابقاء على الأصوات الأربعة.
مرسوم الضرورة
وشددت المصادر على أن الحكومة لا تزال متمسكة بمرسوم الضرورة الذي تمت على أساسه دعوة المرشحين إلى تقديم أوراقهم لخوض الانتخابات النيابية ، مشيرة إلى أن كل ما يقال عن سحب المرسوم يبقى مجرد اجتهادات ومقترحات تم تداولها خارج اطار مجلس الوزراء و لم تبلغ الحكومة بأي توجه في هذا الشأن.
وأوضحت أن تداعي شخصيات في المعارضة إلى البحث عن "مصالحة " أو مخرج للأزمة السياسية الراهنة يؤكد أنهم أوصلوا الأوضاع في البلاد إلى حالة غير مسبوقة من التهييج والتأزيم وأنهم سدوا الطريق أمام عودتهم الى الوضع الدستوري السليم المتمثل في ضرورة احترام اختصاصات الأمير باصدار مرسوم الضرورة والمشاركة في الانتخابات مع احتفاظهم بحقهم في رفض أو قبول المرسوم لدى عرضه في مجلس الأمة .
وأضافت ان قبول بعض أقطاب المعارضة بمبدأ التعديل وفق مرسوم الضرورة يهدف الى اخراج البلاد من الاوضاع المأساوية والمؤلمة التي وصلت اليها ، وشددت على ضرورة تقديم كل الأطراف المعنية تنازلات من أجل وصول سفينة الكويت إلى بر الأمان، معتبرة ان التشدد قد لا يكون في مصلحة الكويت.
وشددت المصادر على ضرورة أن تبدي المعارضة الآن حسن النوايا وتعمل على التهدئة من أجل بلورة مخرج للأزمة الراهنة ينتشل البلاد من أي مؤامرة قد تحاك ضدها من قبل قوى سياسية تتخذ من الدستور شماعة لتحركاتها.
وأضافت أن القضايا المرتبطة بأفعال تمس مرافق عامة أو اقوال تمس كرامات الافراد من الصعوبة بمكان اسقاطها ما لم يتنازل الطرف الآخر عن حقه في التقاضي، معربة عن أملها في تأجيل المسيرة المقرر تنظيمها اليوم أو الغائها الى حين الوقوف على ما ستنتهي اليه مفاوضات ومشاورات الخروج من المأزق السياسي الراهن.
وأكدت ضرورة ابداء حسن النية والتهدئة حتى لا يتم ارباك جهود الوساطة، محذرة من أن استمرار الفوضى قد يقود البلاد إلى المجهول واتخاذ اجراء غير مسبوق لضبط الأمن. مواد متعلقة: 1. مقاطعة الانتخابات البرلمانية بالكويت «تربك» الساحة السياسية 2. تدريس المنهج المصري بالمدارس الخاصة بالكويت 3. استمرار الحشد لمسيرة "كرامة وطن 2" وترقب بالشارع السياسي الكويتي