"معاملة غير أدمية على المعابر، تشغيل لساعات طويلة، ضياع للحقوق، غياب أدنى احتياطات السلامة المهنية، عدم توفر صندوق ضمان اجتماعي"، سلسلة طويلة من المشاكل والانتهاكات يعاني منها الآلاف من العمال الفلسطينيين الذين يعملون منذ سنوات طويلة داخل إسرائيل. ورغم غياب الاهتمام الدولي بملف هؤلاء العمال، إلا أنه يتم فتحه بين الحين والآخر مع استمرار سقوط ضحايا من بينهم في ظل بيئة عمل غير آمنة، والتي كان آخرها مقتل أحد العمال أمس إثر سقوطه من بناية قيد الإنشاء في مدينة الخضيرة قرب حيفا الإسرائيلية.
وعلى إثر هذا الحادث، دعا الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين اليوم إلى تشكيل لجان متابعة دولية للعمال داخل إسرائيل لرصد مخالفات الاحتلال لإجراءات السلامة المهنية بمواقع العمل وخاصة مواقع البناء، مستنكراً استمرار تجاهل الاحتلال للصحة والسلامة المهنية للعمال الفلسطينيين في مواقع البناء داخل إسرائيل.
وحول ذلك، أشار حسين الفقهاء أمين سر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إلى أن نحو 38 ألف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل بتصاريح خاصة تصدرها دائرة الشئون المدنية الإسرائيلية، بينما يعمل أكثر من 35 ألف عامل آخرين بشكل "غير قانوني" حيث لا يحملون تصاريح عمل.
ونقلت وكالة الأناضول عن فقهاء اتهامهم لإسرائيل بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بمعاملة العمال على المعابر؛ حيث يدخل العمال عبر ممرات شائكة، ويتم فحصهم بأجهزة إلكترونية دقيقة، مشبها تعامل الجنود الإسرائيليين مع العمال الفلسطينيين بتعامل السجانين مع المعتقلين بسجن «جوانتانامو الشهير».
وأقام الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش معتقلا في قاعدة بحرية أمريكية في جوانتنامو في كوبا بعد أن غزت قوات بقيادة الولاياتالمتحدةأفغانستان لطرد القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، ومن بين 779 رجلا احتجزوا هناك لا يزال 167 سجناء وذلك حتى منتصف سبتمبر 2012.
وأوضح أن العامل الفلسطيني يتعرض لانتهاكات عديدة من أصحاب العمل كضياع الحقوق والعمل لساعات طويلة والأجور المتدنية، بينما يتعرض العمال غير القانونين للملاحقة من قبل الشرطة الإسرائيلية وإطلاق النار بشكل مباشر والمبيت بورشات العمل وبين الأشجار لصعوبة العودة إلى منازلهم يوميا.
ولفت الفقهاء إلى عدم وجود اهتمام رسمي من قبل الحكومة الفلسطينية بالعمال ومعاناتهم، موضحا أن صندوق الضمان الاجتماعي الإسرائيلي يحتجز مبلغ ملياري دولار استقطعها من أجور العمال ويرفض تسليمها للسلطة الفلسطينية لعدم وجود صندوق ضمان اجتماعي فلسطيني.
وبين أن النقابات تطالب منذ سنوات بإنشاء صندوق ضمان اجتماعي حتى يتسنى للعمال أخذ حقوقهم دون جدوى. من جانبه قال باير سعيد عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين إن تزايد عدد الإصابات التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون بإسرائيل يدق ناقوس الخطر ويضع واقع هؤلاء العمال تحت المجهر.
ودعا باير كافة الجهات العمالية والحقوقية والإنسانية للتدخل الفوري لدى الجهات الرسمية في إسرائيل من أجل وضع حد لهذه الحوادث الخطيرة التي يتعرض لها العمال، مشيرا إلى وفاة عامل فلسطيني يوم أمس من محافظة جنين بإصابة عمل.
وطالب باير الجهات المختصة في السلطة الوطنية الاهتمام بالعمال من خلال إيجاد مشاريع تشغيلية مستدامة داخل أراضي السلطة الفلسطينية تغني عن العمل في إسرائيل. مواد متعلقة: 1. الفلسطينيون يحيون الذكرى السادسة والخمسون لمذبحة كفر قاسم 2. الفلسطينيون: الانتخابات الأمريكية لا تعنينا 3. الفلسطينيون يحذرون من حفريات تدمر المعالم الآثرية بالقدس