لندن: كشفت صحيفة "الاندبندنت" اليوم الثلاثاء أن إسرائيل رفضت التعاون مع لندن في التحقيقات التي تجريها بشأن استخدام جوازات سفر بريطانية من قبل المتهمين بقتل القائد العسكري بحركة "حماس" محمود المبحوح في دبي، في الوقت الذي طالبت فيه الحركة من أوروبا عدم التعامل بمعيارين في هذه القضية وضم إسرائيل إلى قائمة "الإرهاب". وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان رفض بشكل قاطع طلب نظيره البريطاني ديفيد ميليباند التعاون في التحقيق البريطاني حول جوازات السفر البريطانية المزورة التي استخدمها قتلة المبحوح في دبي الشهر الماضي. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة "التصرفات الإسرائيلية قد تقود بريطانيا إلى دفع الموضوع لمرحلة قد تصل الى حد الازمة السياسية بين البلدين، وهو أمر قد يضر بالعلاقات الثنائية بينهما. وتوضح أن هذا ما عبر عنه ميليباند بالقول ان "القلق العميق موجود ليس فقط في بريطانيا، بل في كل انحاء اوروبا حول الحادث"، وهو قلق لم يقابله اتخاذ خطوات ملموسة وجادة، والمقصود هنا الجانب الاسرائيلي. ثمانية جوازات وجاء طلب التعاون بعد ان ظهر ان عدد تلك الجوازات بلغ ثمانية وليس ستة كما اشيع سابقا. في ذات السياق ، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن السلطات الأمنية في دبي سلمت الجانب البريطاني معلومات جديدة تظهر أن ثمانية، وليس ستة جوازات، استخدمت في اغتيال المبحوح في فندق بدبي الشهر الماضي. وتعتقد الصحيفة ان المعلومات الجديدة ستزيد من حدة التوتر القائم حاليا بين بريطانيا واسرائيل ، كما انها سترفع من درجة الضغط الاوروبي على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للاعتراف بضلوع اسرائيل في عملية الاغتيال تلك، والتي تشير الدلائل الى انها من تدبير وتنفيذ عملاء في جهاز المخابرات الاسرائيلي "الموساد". وتؤكد التايمز أن وزير الخارجية البريطاني، ووزراء خارجية ايرلندا وفرنسا والمانيا، خرجوا خالي الايدي من اجتماع مع ليبرمان استمر نحو 45 دقيقة، حيث امتنع الوزير الاسرائيلي عن اظهار اي رغبة في التعاون حول هذه القضية. وتضيف "التايمز" اسرائيل لم تؤكد او تنفي المزاعم القائلة انها ارسلت فريق اغتيال مكون من 18 عميلا استخباريا الى دبي لقتل المبحوح. كما ان شرطة دبي كشفت انه بين واحد الى ثلاثة من القتلة استخدموا جوازات سفر ديبلوماسية أوروبية، وعلى الارجح بريطانية. قائمة الإرهاب من جهتها دعت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" الاثنين الاتحاد الأوروبي إلى وضع إسرائيل على قائمة "الإرهاب"، محذرة من التعامل ب"معيارين" في قضية اغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. ونقلت جريدة "القدس" الفلسطينية عن بيان صادر عن الحركة : "ندعو الدول الأوروبية الى وضع الكيان الصهيوني على قائمة دول الارهاب المنظم كونه يشكل خطرا على السلم الدولي". واضاف البيان ان الحركة "تحذر من خطورة التعامل مع هذه الجريمة بنوع من اللامبالاة وعدم المسؤولية"، وتابع "ندعو كل منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات القانونية الدولية الى ملاحقة الكيان الصهيوني وقادته قانونيا وقضائيا كمجرمي حرب ارهابيين". وحذرت "من التعامل مع هذه القضية بمعيارين واستثناء الكيان الصهيوني من الملاحقة ولملمة الموضوع بشكل مشبوه الامر الذي من شانه أن يشجع آخرين على التعامل بنفس الاسلوب ويعرض امن وسيادة الدول الى خطر الارهاب الذي شكل الكيان الصهيوني نموذجا له". وشجب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين اغتيال المسئول في "حماس" في دبي والذي يشتبه في ان اسرائيل قد نظمته، و"دانوا بشدة" استخدام جوازات سفر اوروبية في اطار العملية.