ختام دوري حزب حماة الوطن لعمال الشركات الموسم الثاني    سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات الاثنين 2-6-2025    أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم الإثنين 2 يونيو 2025 في أسواق الشرقية    موعد صرف معاشات شهر يوليو 2025 وآخر تصريحات الزيادة الجديدة    محافظة الجيزة تفتح المجازر مجانًا للمواطنين خلال عيد الأضحى.. تعرف على العناوين    استشهاد 4 من طالبي المساعدات الإنسانية، الاحتلال يواصل القصف المكثف علي غزة    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب قبالة سواحل هوكايدو شمالي اليابان    ترامب يحذر: إلغاء الرسوم الجمركية يهدد بانهيار اقتصاد الولايات المتحدة    بن غفير يقود حملة لمنع الأذان في مساجد فلسطين وسط تصاعد التوترات    فوز المرشح القومي كارول ناوروتسكي بالانتخابات الرئاسية في بولندا    رسميا، ثلاث أندية تحجز مقعدها في كأس العالم 2029    الشيطان يكمن في توك توك.. شاب يقتل والده بشبرا الخيمة (تفاصيل)    هل تصل الأمطار إلى القاهرة؟.. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الاثنين 2 يونيو 2025    ما هي خطوات إنشاء حساب إلكترونيا للتقديم لأولى ابتدائى للعام الدراسى 2026 ؟ اعرف التفاصيل    شاب ينهي حياة والده بطعنة زجاج بسبب خلاف على «توك توك» في شبرا الخيمة    دنيا سامي تكشف كواليس دخولها مجال التمثيل    فريق من النيابة الإدارية يواصل الاستماع لأقوال مسئولى ثقافة الأقصر اليوم    رفع ثوب الكعبة.. تقليد سنوي يسبق استقبال ضيوف الرحمن    4 أبراج تتسم بالحدس العالي وقوة الملاحظة.. هل أنت منهم؟    «الصحة» تحذّر من الإفراط في تناول الملح وتحدد الكمية اليومية    ارتفاع أسعار النفط بعد قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج    الجيش الروسى يسيطر على بلدة جديدة بسومى    رفع درجة الاستعداد القصوى في الأقصر لاستقبال عيد الأضحى    رئيس تشيلي: فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    أرملة إبراهيم شيكا ترد على أنباء مساعدة سعد الصغير للأسرة    نصائح من وزارة الصحة للحجاج قبل يوم عرفة    تعاون مصري إسباني لتطوير محاصيل الأعلاف المبتكرة في الوادي الجديد    «هنقطع في هدومنا عشان زيزو!».. طارق يحيى يفتح النار على مجلس الزمالك    وزير الخارجية الإيراني يزور القاهرة لبحث قضايا ثنائية وإقليمية    أشرف نصار: نسعى للتتويج بكأس عاصمة مصر.. وطارق مصطفى مستمر معنا في الموسم الجديد    المتهم الثاني في قضية انفجار خط الغاز بالواحات: «اتخضينا وهربنا» (خاص)    هل حقق رمضان صبحي طموحه مع بيراميدز بدوري الأبطال؟.. رد قوي من نجم الأهلي السابق    أحفاد نوال الدجوي يتفقون على تسوية الخلافات ويتبادلون العزاء    محمد أنور السادات: قدمنا مشروعات قوانين انتخابية لم ترَ النور ولم تناقش    بدء التقديم الكترونيًا بمرحلة رياض الأطفال للعام الدراسي 2025 - 2026 بالجيزة    "زمالة المعلمين": صرف الميزة التأمينية بعد الزيادة لتصل إلى 50 ألف جنيه    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الاثنين 2 يونيو 2025    شريف عبد الفضيل: رحيل علي معلول طبيعي    محمود حجازي: فيلم في عز الضهر خطوة مهمة في مشواري الفني    محافظ الشرقية يشهد فعاليات المنتدى السياحي الدولي الأول لمسار العائلة المقدسة بمنطقة آثار تل بسطا    "غير كده معتقدش".. أكرم توفيق يعلق على انضمام زيزو إلى الأهلي    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. 10 كلمات تفتح أبواب الرزق (ردده الآن)    هل يحرم قص الشعر والأظافر لمن سيضحي؟.. الأوقاف توضح    ملف يلا كورة.. بيراميدز بطلًا لدوري أبطال أفريقيا    4 إصابات في تصادم دراجة نارية بسيارة ربع نقل في الوادي الجديد    رئيس قسم النحل بمركز البحوث الزراعية ينفي تداول منتجات مغشوشة: العسل المصري بخير    قد تسبب الوفاة.. تجنب تناول الماء المثلج    شروط التقديم لوظائف شركة مصر للطيران للخدمات الجوية    عدد أيام الإجازات الرسمية في شهر يونيو 2025.. تصل ل13 يوما (تفاصيل)    هل صلاة العيد تسقط صلاة الجمعة؟ أمين الفتوى يكشف الحكم الشرعي (فيديو)    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    أحمد زاهر: تعرضنا لضغط كبير ضد صن داونز وهذه البطولة تعب موسم كامل    «قولت هاقعد بربع الفلوس ولكن!».. أكرم توفيق يكشف مفاجأة بشأن عرض الأهلي    أخبار × 24 ساعة.. إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص من 5 ل9 يونيو    قبل العيد.. 7 خطوات لتنظيف الثلاجة بفعالية للحفاظ على الطعام والصحة    وزير العمل يعلن موعد إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص    هل يمكن إخراج المال بدلا من الذبح للأضحية؟ الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الظواهري : نحن هداة الحق للعالم ولم أشارك فى أى عنف
نشر في محيط يوم 22 - 10 - 2012


شعرت وكل حرفي العالم بالسعادة لزوال الديكتاتور
ولم اشترك في أي عمل مسلح أو عنيف
ارتفع الظلم و أتوقع مستقبلاً مزدهراً لمصر
لا يليق بشعب الياباني الذي يسعى للرقي أن يغفل عن الآخرة

كتب عمرو عبد المنعم

سبق وأن قدمنا حوار الشيخ محمد الظواهري مع قناة CNNالأمريكية والتي تلتها علي الفور مبادرة الظواهري للوساطة بين الحركة الإسلامية وقف القتال، وظهر بعدها الظواهري بعدة خطابات متتالية رآها البعض خطابا متطرفا لمجموعة خارجة عن سياق التاريخ وتعمل علي تقويض الحداثة والمدنية في عالمنا المعاصر .

غير أننا عندما قدمنا خطابات الظواهري ( الشقيق طبعا) قصدنا أن نعقد المقارنة بين ما يقدمه هو كل فترة وما يقدمه أتباعه من السلفية الجهادية في كثير من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والهدف هل حدث تطور في المفهوم السياسي أم لا.

فأرى علي سبيل المثال خطاب الظواهري هنا لتلفزيون الياباني والذي نشرته "فرسان البلاغ الإعلام" والمعنية بنشر مؤلفات السلفية الجهادية ، خطابا جديدا ومتطورا حيث حاول فيه من البداية تقديم نفسه علي أنه شخصية بعيدة عن العنف وممارساته وفرق بين ما يدعيه البعض عنف وبين المقاومة وخاصة تجاه الغرب .

بالإضافة إلي رؤية ربما تكون جديدة في خطاب الظواهري وهو دعوته للشعب الياباني لحقيقة وجود الله والمغزى من العبادة عند المسلمين بعد أن أعترف بتقدمهم التكنولوجي .

والأمر الأهم في وجهة نظري هو خطابة المباشر للغرب علي اعتباره هو أصل الصراع وسبب العنف وتداعياته في العالم الإسلامي المترامي الأطراف ورده علي وثيقة غربية أمريكية نشرت لمركز راند " بعنوان (تقرير الإسلام الاستراتيجي الديمقراطي والصادر في عام 2005، وبناء شبكات إسلامية معتدلة في 2007 عن معهد راند للدراسات الإستراتيجية) وهذا المعهد التابع لوزارة الدفاع الأمريكية وأحد أهم الجهات الاستخباراتية التي تدرس الحركة الإسلامية في أمريكا.

ربما تكون الأسئلة وجهها له التلفزيون الياباني أثناء وجوده في السجن وأذاعتها فيما بعد وربما استكمل معه الحوار بعد الإفراج لكن الخطاب هنا مختلف عن ذي قبل وإلي نص الحوار مع التلفزيون الياباني :

س:لماذا اُعتقلت في دولة الإمارات؟

ج: اعتقلت في دولة الإمارات وتم تعذيبي وضربي وتعرضت لأشكال مختلفة من التعذيب، وسجنت في سجن انفرادي لمدة أربعة أشهر بدون نوافذ، ولا أرى الشمس، و تم تسليمي لمصر، وقد صدر ضدي حكم بالإعدام من محكمة عسكري مخالفة لكل حقوق الإنسان والعدل.

وحكومة الإمارات تعلم أن فعلها سيكون سبباً مباشراً لإعدامي بدون وجه حق، وتعلم أنني سأتعرض لأقصى أنواع التعذيب، وهو ما تم بالفعل لمدة خمس سنوات متتالية، مما يعتبر اشتراكاً من الإمارات في كافة الجرائم التي تمت في مصر ضدي بالإضافة لما قامت به دولة الإمارات نفسها، واشتراك في محاولة قتلي مع مصر كل ذلك بسبب واحد كما قاله لي المحقق في الإمارات هو (تعليمات أمريكا)، وكان ذلك في عام 1999 أي قبل أحداث سبتمبر.

ولم أكن أشكل أي خطر على الإمارات، ولم تكن هناك عداوة خاصة ضد الإمارات فقد قال لي المحقق في الإمارات: هل تعلم من قبض عليك، قلت: الإمارات أو مصر، قال لي: لا بل أمريكا، فأنتم قرأتم الأحداث خطأ فبعد مؤتمر دافوس صار الجميع يعمل لصالح أمريكا.

س: هل كنت مشتركاً في حادث الهجوم على السفارة المصرية عام 1995 بباكستان؟

ج: لا لم أكن مشتركاً فيه ولم أعلم به إلا بعد وقوعه من الجرائد، ولم اشترك في أي عمل عسكري أو أي عمل مسلح أو عنيف في أي مكان أو أي وقت، ولم أكن أعلم بأي منها قبل وقوعها.

ورغم أن الأعمال المشروعة والتي يقرها الدين، لا ينكر على من فعلها، وكذا لا ينكر على من يدفع الظلم والباطل.

إلا أنني لم اشترك في أي منها، وكل ما اتهمت به و اضطهدت ويراد قتلي بسببه هو أفكاري، وأكبر دليل على ذلك هو القضية العسكرية التي حكم عليّ فيها بالإعدام، لا يوجد بها أي أحداث عنف، وليس بها أي مضبوطات (أحراز) من أسلحة أو متفجرات أو حتى أسلحة بيضاء أو أي نوع من أدوات العنف.
ولا يوجد بها أي شهود إلا ضباط مباحث أمن الدولة، وجميع المتهمين في القضية ذكروا وقوع تعذيب عليهم حتى يدلوا بالأقوال التي تريدها المباحث. فلو كان لي علم أو اشتراك في أحداث عنف لذكروا ذلك في القضية حتى لا تخرج بهذه الصورة الهزيلة.

ورغم ذلك حكم عليّ فيها بالإعدام تنفيذاً لتعليمات الأمن ولتعليمات أمريكا للضغط على شقيقي د.أيمن الظواهري، كما ذكر ذلك وزير الداخلية نفسه (أيامها )وكما ذكر المتهمون أنهم سمعوا ضباط أمن الدولة يذكرون ذلك، لابد من الحكم على محمد الظواهري بالإعدام وتهديد شقيقه به، وقتله في حالة تنفيذ أي أعمال في مصر.

س: ما هو رأيكم وشعوركم في سقوط نظام الرئيس مبارك من خلال قوة الشعب؟

ج: لقد شعرت وكل حرفي العالم بالسعادة لزوال الديكتاتور وحكمه الطاغوتي الذي قهر الشعب لمدة ثلاثين عاماً ومارس أبشع أنواع الجرائم.

ولكن هذا النصر غير مكتمل، فهو نصف الطريق فقد تم إزالة الطاغوت ولم يتم إقامة العدل وتطبيق نظام الإسلام، ولكننا نظن أن ذلك قريب، وقد قطعنا نصف الطريق.

س:كيف تروا مصر في المستقبل؟

ج: أتوقع مستقبلاً مزدهراً لمصر، فقد ارتفع الظلم، وعادت الحرية وأصبح متاحاً التعبير بحرية عن الرأي، ولقد كان الإسلاميون هم أكبر المتضررين من القهر والظلم في عهد النظام السابق.

س: ماذا تريد أن تقوم به حال ما إذا تم الإفراج عنكم؟

ج: أقوم بطاعة ربي وتنفيذ أوامره فهو خالقي وصاحب الفضل عليّ، وبنصرة دينه والدعوة له بالمشروع من الوسائل المتاحة.

أما بالنسبة لباقي الأسئلة (7 أسئلة) فأرجو السماح لي أن أجيب عليها مجتمعة؛ لأن المواضيع مترابطة.

فهم أصول تفكيرنا

أولاً: نحن نؤمن بالله هو الخالق: فهذا الكون الكبير الذي تسير فيه جميع أجزائه بانتظام ودقة شديدة حيث تسير الكواكب في مسارات حول النجوم بسرعات محددة لو زادت لانفصلت عن مدارها، ولو قلت لالتصقت بها في مسار حرج، وهذا المسار الحرج هو احتمال ضمن مليارات الاحتمالات فلو كانت الأمور تسير عشوائياً كما يدعى من لا يؤمن بالإله، لكان مقابل كل كوكب مستقر مليارات الكواكب المدمرة، وكذا بالنسبة لاتزان الالكترونات حول الذرات، والروابط بين
الذرات لتكوين الجزيئات فكل ذلك لا يمكن أن يكون عشوائياً أو بالمصادفة بل هو تدبير دقيق.

ثم في خلق الإنسان نفسه فما الذي يجعل الخلية الأولى تنقسم ومن يعطيها تعليمات بذلك ولماذا لا تستمر تتغذى وتنمو كخلية واحدة، ثم في نفس الخلية لماذا يتحول بعضها لخلايا عصبية وبعضها لخلايا دموية وبعضها أنسجة عضلات، وبعضها أنسجة أجهزة الجسم المختلفة من كبد وكلية وخلافه، فإذا كان الأمر عشوائياً فلماذا لا يتكون في العين خلايا الكبد أو في المخ خلايا العضلات، ومن يعطي تعليمات لكل هذه المنظومة لتنمو وتسير معاً بانتظام ؟.

وصاحب هذا الجسم في مراحله الأولى لم يتعلم الكلام أو المشي أو التفكير أو قد يكون إنساناً غير متعلم أو حتى حيوان ليس لديه التفكير الراقي، ومع ذلك تسير المنظومة بمنتهى الدقة، فمن يعطي الأوامر لكل هذه الأجزاء؟

كل ذلك لا يمكن إلا أن يؤكد وجود قوة عظمى تدير كل ذلك بانتظام، وهي أعظم من المادة ومن الإنسان، إنه الإله الخالق الواحد سبحانه وتعالى.

والشيء الذي يعجز كل من لا يؤمن بالله أن يجيب عليه، هو لماذا يموت الإنسان ولماذا يهرم، ولماذا تقوم الخلايا بعد بناءها الجسم بتدمير نفسها وتقليص دورها ليصل الإنسان للشيخوخة والهرم ثم الموت.

كل ذلك لا يمكن أن يكون له تفسير إلا عند من يؤمن بوجود الله وأنه خلقنا في الدنيا للاختبار و الامتحان وأن وجودنا في الدنيا مؤقت وهو جزء بسيط من المنظومة الكبرى، وأن الجزاء والثواب والعقاب في الآخرة.

ذكرت هذه المقدمة وأطلت فيها لأنها مهمة في فهم وتفسير تفكيرنا، وهي الأساس فيه، فكل من يحترم عقله لابد أن يصل إلى وجود الإله الخالق الواحد الذي خلقنا ويبعث الحياة والحركة والروح فينا.

ربانية المنهج

فنحن نتبع منهجاً سماوياً ربانياً، ثابتاً لا تغيير ولا تعديل فيه، وليس منهجاً من صنع البشر يعدلوه ويغيروه في كل حين لقصوره ووجود عيوب وأخطاء به، ونحن نتبع منهجاً تمتد أصوله من قبل بدء الخليقة، فنحن على التوحيد الذي كان عليه آدم أبو البشر ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم أجمعين.

وسواء من يطلق علينا اسم سلفيين أو جهاديين أو أصوليين أو خلافه فكل ذلك لا يهم فنحن مسلمون موحدون على المنهج الذي أنزله رب العالمين مالك الملك.

وهو سبحانه وتعالى له علينا حق الطاعة والعبادة والتسليم المطلق وفي الإسلام علينا أن نؤمن بذلك، وأنه سبحانه له حق العبادة وحده، والطاعة وتنفيذ أوامره وأحكامه وعدم إشراك غيره معه.

فالإسلام أساسه عبادة الله وحده والكفر بجميع ما يعبد من دونه وما يشرك معه في العبادة من طواغيت الأحجار والأصنام، أو طواغيت البشر الذين يشاركون الله في سلطانه ويريدون أن يضعوا قوانين وأحكام لخلق الله تخالف أحكام الله الخالق الذي خلقنا ويملكنا.

وهذا هو أساس المشكلة المعاصرة فالمسلمون مطالبون بتطبيق أحكام الإسلام فيما بينهم، وهم يريدون ذلك، ولكن أمريكا والدول الغربية ومساعديهم من حكام الدول الإسلامية يرفضون ذلك ويصرون على تطبيق القوانين الغربية عليهم ومنع تطبيق المسلمين لأحكام الشريعة، ويصرون على تطبيق العلمانية عليهم، وجعل الإسلام محصوراً في العبادة بين العبد وربه، ولا دخل له بخلاف ذلك بينما في عقيدة الإسلام، الدين ينظم علاقة المسلم التجارية و الإقتصادية و المدنية، علاقاته الدولية و جميع أنشطة الحياة، وكل ذلك عبادة مثل الصلاة و هي من باب الاستسلام و العبادة للخالق الواحد الذي خلقنا.

الغرب أساس البلاء

فتدخل الغرب و أمريكا في ذلك هو الذي يحدث المشكلة و إصرارهم على تسليط حكام لا يقبل بهم المسلمون على رقاب الشعوب المسلمة، و دعمهم رغم رفض المسلمين هو الذي يسبب الضغط و الرفض لدى المسلمين لهذه الأنظمة ومن يدعمها و وصل الأمر بالغرب و أمريكا إلى التدخل عسكرياً في بلاد المسلمين بطريقةٍ مباشرة و غير مباشرة حتى تفرض عليهم ما لا يريدون في أمور دينهم.

و المسلمون الذين يؤمنون بالله الخالق و أنه هو القوي الجبار و أن جميع الخلق بما فيهم أمريكا هم أقل من حجم الذرة في ملك الله لا يخافون من أمريكا و لا من غيرها و لا من جميع قوى الشر لأن الله معهم و هو ناصرهم.

و هذا ليس تفكير خاص بأيمن الظواهري أو الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، و لا فكر طائفة متشددة و لا متطرفة، بل هو فكر المسلمين ممن يبحثون عن الدين الحق، و عن أمر الإله الخالق للبشر، و هذا الفكر وهذه العقيدة الصحيحة محفوظة بحفظ الله لها، فحتى لو تم قتل جميع من يلتزمون بها، فسيبعث الله سبحانه و تعالى من يقوم بهذه الدعوة وهذه العقيدة.

و تحاول أمريكا ومن معها أن تفرض على المسلمين نموذجاً معيناً للدين يتفق مع تفكيرها الخاص و يحقق لها أهدافها.

و هذا ما لا يمكن أن يقبل به المسلمون، و لا يمكن أن يقبل به كل من يحترم نفسه و أظن أن الشعب الياباني بما هو معروف عنه من إباء يفهم ذلك، و كيف أن الإنسان يضحي بنفسه و روحه، و لا يقبل أن يملي عليه عدو خارجي عقيدته الخاصة و أمريكا لا تواجه فئة أو جماعة معينة، فكل من يتعلم دينه من المسلمين و كل من يتحول من غير المسلمين للدين الحق و يدخل الإسلام، يتحول إلى عدو للتدخل الأمريكي الفج في حياة المسلمين.

و تحاول أمريكا أن تشوه الإسلام الصحيح، و تسب أصحابه و تلصق بهم الاتهامات الكاذبة لتبغض باقي المسلمين و جموع الناس فيهم و تنفرهم منهم.

الإسلام المدني الديمقراطي

جاء في تقرير مؤسسة راند (الإسلام المدني الديمقراطي) وهو يتحدث عن الأصوليين، (يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم وأفضلهم هو ميتهم ؛ لأنهم يعادون الديمقراطية والغرب، ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية، ويجب الحذر منهم لأنهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم، وهم ذو تمكن في الحجة والمجادلة، ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة، وأتباع تنظيم القاعدة والموالون لهم والمتعاطفون معهم، والوهابيون).

وأوصى التقرير(أيضاً) بدحض نظريتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته، إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية، التوعية عن العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها، إظهار هشاشة قدرتهم في الحكم وتخلفهم، تغذية عوامل الفرقة بينهم، دفع الصحفيين للبحث عن جميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم ونفاقهم وسوء أدبهم وقلة إيمانهم، وتجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنما كجبناء وقتلة ومجرمين؛ كي لا يجتذبوا أحداً للتعاطف معهم).

ولكن كل محاولات أمريكا هذه تبوء بالفشل، فكل ذلك يجعل الجميع يسعى للبحث عن حقيقة الإسلام، فيتضح عدوان أمريكا وما هي عليه من الباطل، ويتضح الحق الذي جاء به الإسلام.

دعوة الشعب الياباني إلي الإسلام

وأنتهز هذه الفرصة لدعوة الشعب الياباني لتعلم الإسلام والدخول فيه والقراءة عنه من المصادر الصحيحة حتى يتضح له حقيقة الإسلام، وأن المسلمين ليسوا دمويين كما تحاول أمريكا أن تصورهم، بل كل هدفهم هو هداية الخلق للحق، وإنقاذ أنفسهم والبشر جميعاً من الهلاك والعذاب في الآخرة.

ولا يليق أبداً بشعب كالشعب الياباني الذي يسعى لجعل حياته في الدنيا على أعلى مستوى من الرقي المادي أن يغفل عن الآخرة والتي هي دائمة ومستمرة أبداً.

وليست كالدنيا والتي حياته فيها عشرات السنوات، ولا يحاول أن يجعل نصيبه النعيم الدائم في الآخرة، ويتكاسل ويغفل عنها فيكون مع أصحاب النار.

ولذلك فأنا أدعوه للدخول في الإسلام فهو السعادة والنجاة له في الدنيا والآخرة.

الغرب ورد العدوان هو سبب 11سبمتمبر

أما بالنسبة لأمريكا ودول الغرب فكل ما يقوم به المسلمون الآن هو رد عدوانهم فهم الذين احتلوا بلاد المسلمين وقتلوا النساء والأطفال ودمروا القرى واعتدوا على المسلمين مادياً ومعنوياً من قبل أحداث 9/11، فمن الذي قتل النساء والأطفال في ملجأ العامرية في العراق؟
ومن تسبب في موت مليون طفل عراقي بسبب الحصار؟

وللتذكرة فبعد إغراق السفينة (ليبرتي) عقب حرب67، أمر الرئيس الأمريكي جونسون بتجهيز طائرتين بالقنابل الذرية من حاملة الطائرات لضرب مدينة القاهرة، ولكم أن تتخيلوا حجم الكارثة، فأمريكا بجريمتها الكبرى بقذف مدينتي هيروشيما ونكازاكي بالقنابل الذرية وصلت لقمة الوحشية والبربرية، ولكن ضرب القاهرة كان سيحدث كارثة أكبر، أكبر كارثة على مر التاريخ، فالقاهرة مدينة بها عدة ملايين من البشر والقنابل الذرية تطورت قوتها كثيراً عن أيام الحرب العالمية والتلوث الإشعاعي سيكون أبشع في منطقة الدلتا المكتظة بالسكان وعندما علمت أمريكا أن إسرائيل هي التي أغرقت السفينة (ليبرتي) سكتت ولم تقذف تل أبيب ولعقت جراحها.

وفي هذا الوقت لم تكن أحداث 9/11 قد وقعت ولم تكن القاعدة قد وجدت من الأصل. ومن يقتل المدنيين والنساء والشيوخ في القصف في أفغانستان، ومن قتل زوجة أخي أيمن وأطفاله و من معهم من نساء وأطفال ليس معهم أسلحة، ومن قطع ساق عادل فتوح الجزار في جوانتانامو وغير ذلك كثير؟

فالعدوان الأمريكي على الشعوب المسلمة ممتد وقديم ومن قبل أحداث9/11 ، بل هو السبب في أحداث 9/11 وغيرها من الأحداث هذا هو العدوان المادي.

وهناك العدوان المعنوي وهو الأهم والأخطر، فكما سبق أن بينا من قيام أمريكا ودول الغرب بمنع الشعوب المسلمة من تطبيق دينها وشريعتها، ودعمها لحكام وأنظمة ديكتاتورية تتسلط على رقاب المسلمين وتفرض عليهم ما يخالف دينهم و المسلمون الذين قاموا بأحداث 9/11 لم يذهبوا إلى أمريكا ليفتحوها ويحتلوها - وإن كان هذا هدف مشروع في ظل عدوان أمريكا ووقوفها في وجه الحق و الدين الإسلامي - و لكنهم قاموا بما قاموا به لرد عدوان أمريكا عن
المسلمين و لردعها عن الاستمرار في ذلك.

أمريكا والعدوان علي الإسلام

ولو لم تنته أمريكا عن عدوانها فستستمر المقاومة الإسلامية لذلك، و ستحدث أحداث مثل 9/11 و أكبر منها سواء ذلك من القاعدة أو من غيرها من التنظيمات، أو من أفراد أو مجموعات إسلامية، حتى ولو قتلت أمريكا من قتلت من القادة ولو قتلت جميع من يؤمن بهذه العقيدة و إبادتهم، فسيخرج غيرهم ممن يقيضه الله سبحانه و تعالى لحمل هذه الأمانة و الدفاع عن الحق و الدين.

مبادرات بن لادن والظواهري للغرب

و لكن لو كفت أمريكا عن عدوانها على المسلمين و كفت عن التدخل في دينهم و تركتهم ليطبقوا الإسلام بينهم، فيمكن أن يكون هناك صلح و عهد و اتفاق بين المسلمين و أمريكا، تنعم فيه بالهدوء والاستقرار، و يكون بينها و بين العالم الإسلامي تبادل تجاري و مصالح مشتركة.

و هذا هو ما عرضه الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- على الغرب، فرفضوه و عرضه د. أيمن الظواهري فرفضه الغرب.

و كل المطلوب من الغرب أن ينهي احتلاله لبلاد المسلمين و يكف عن العدوان عليهم و مساعدة الأنظمة الديكتاتورية ضد الشعوب المسلمة، ولا يتدخل في أمورهم و شؤون دينهم، و ينعم بالاستقرار والهدوء و الانتعاش الاقتصادي في حالة توافقه مع المسلمين على الصلح بناءًا على الشروط السابقة، لأن المسلمين لن يشكلوا تهديداً للغرب و لن يقوموا بأي أعمال تهدده، و لن يحتاج للإنفاق الضخم على الأمن و على الجيوش و العمليات العسكرية و الحروب.

فالمسلم الذي يضحي بحياته في سبيل الله و طاعةً لربه في حالة عدوان أمريكا، سيكون هو نفسه يحقق طاعة ربه بالالتزام بالصلح و المعاهدة لأنه واجب عليه دينياً.

والمسلمون لا يعرضون الصلح من باب الضعف أو الخوف، فهم لا يخشون أمريكا ولا جميع قوى الغرب لأن معهم القوة الأكبر، معهم الله الخالق، والذي لا تساوي أمريكا و جميع قوتها، و قوة جميع من في الأرض شيء مع قوته.

ولكنهم يفعلون ذلك لأن دينهم أمرهم بالأخذ بالصلح إذا كان فيه مصلحة للمسلمين ولم يتعنت الخصم ويحاول أن يفرض على المسلمين ما ليس في صالحهم.

ولكن هناك من لا يريد السلام والاستقرار والتنمية، لأن له مصلحة مباشرة في استمرار الصدام والخوف والقلق.

عقلية الأمن في الدول العربية ومصر

فمثلاً عندما كنت معتقلاً في الإمارات، أخبرت المحقق بأنني أستطيع التوصل لصيغة توقف الصراع بين الإسلاميين من القاعدة وغيرهم، وبين الغرب وأمريكا ومصر والسعودية، وكان ذلك قبل 9/11، ولو نجح فكان والله تعالى أعلم سيمنع أحداث سبتمبر فلم يهتم كثيراً، وقال سأبلغ المسئولين، ولكنه كان مهتماً جداً بإثبات أنه قد نجح في انتزاع اعتراف مني رغماً عني، ولو كان بغير الحقيقة، لأن هذا هو مجال عمله ونشاطه، ومجال عمل جهازه الذي يعمل فيه، ومن هذا النشاط يحصل على المكافاءات، والامتيازات ويحصل جهازه على الإمكانيات والصلاحيات الواسعة.

وهذا ما أخبرني به المحققون في مصر، فقالوا: أنتم الإسلاميون تقومون بعمليات ونحن نستفيد من المكافآت وساعات العمل الإضافية والترقيات في الوظائف، ونحن سعداء بذلك.

وكما حدث في حوار بيني وبين مسئول كبير في أمن الدولة، فقلت له: أنتم لا تريدون أن تحلوا المشاكل وتسعوا لاستقرار البلد كما تدعون، ولكنكم تريدون أن تفرضوا على الإسلاميين بالقهر أوضاعاً تخالف دينهم وترغموهم على الذل والاستسلام فيما تسمونه "مبادرات"، حتى يستمر الاحتقان والقهر والضغط فينتج الانفجار، فتستمر لكم الميزانيات الضخمة والإمكانيات الهائلة والصلاحيات غير المحدودة بدون حساب ولا رقيب، فلم يستطع الإجابة على ذلك.

وكذلك بالنسبة للطرف الآخر في الغرب فهناك من يحقق مصالح من الميزانيات الضخمة للإنفاق العسكري، وهناك من يصل للحكم بهاجس الدفاع ضد خطر الإسلاميين.

ومن باب إلزام الحجة للغرب، فإنني أتقدم بمشروع للوساطة والصلح بين الإسلاميين والغرب، فإن كان هدف الغرب هو حماية شعوبه وتحقيق السلام والاستقرار والرخاء لها، فسيوافق على ذلك، وإن كان الهدف من يحكم الغرب هو المصالح الشخصية ولو ضحوا بشعوبهم فسينكشف أمرهم.
مواد متعلقة:
1. صحيفة أمريكية: محمد الظواهري قاد مظاهرات الفيلم المسيء
2. "سى إن إن": محمد الظواهري يقترح التوسط للتوصل لاتفاق سلام بين الإسلاميين والغرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.