تصدرت الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقرر إجراؤها بعد عامين والتي تتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد وتسليم المهام الأمنية إلى قوات الشرطة الأفغانية صفحات كبريات الصحف الغربية الصادرة اليوم الجمعة. فقد سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الضوء على السجالات السياسية التي بدأت تلوح في الأفق بين الرئيس حامد كرزاي ونواب البرلمان الأفغاني حول إدارة العملية الانتخابية حال وجود شكاوي بتزويرها مما أبزر تساؤلات بشأن ما إذا كانت ستجرى انتخابات أفغانية ذات مصداقية أم سيثار حولها الشكوك ؟ .
وأشارت الصحيفة - في تعليق لها على هذا الشأن - إلى مخاوف مسئولي الأممالمتحدة والدبلوماسيين الغربيين من امكانية الا تفي الانتخابات الأفغانية بالحد الأدنى من المعايير الدولية المحددة لسير العملية الانتخابية، حال لم يتوافق الرئيس كرزاي ونواب البرلمان على قانون الانتخابات فيتركوها تدار بنفس القوانين التي اجريت وفقها انتخابات عام 2009 وأدت إلى أزمة سياسية طاحنة.
وأضافت أن عام 2014 ربما يجلب أيضا لأفغانستان مخاطر هي في غنى عنها في في حال اجريت الانتخابات وقت استعداد القوات الأجنبية المتواجدة في البلاد للرحيل مما يرفع شبح المواجهة بين الفصائل السياسية الموالية للحكومة ، والتي تنبثق أغلبها من جماعات عرقية تمتلك تسليحا جيدا ، في وقت حرج تحتاج فيه أفغانستان للتوحد في جبهة واحدة ضد حركة طالبان .
ورأت الصحيفة أن فشل إجراء إنتخابات رئاسية نزيهة في أفغانستان من شأنها اختبار صبر المجتمع الدولي ، الذي يدفع الكثير من فواتير أفغانستان ويعتزم امدادها بمئات الملايين من الدولارات لتغطي تكلفة الانتخابات .
من جانبها .. قالت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن هناك بالفعل مخاوف من امكانية تزوير الانتخابات الرئاسية الأفغانية ، ولا سيما بعد أن شهدت انتخابات 2009 نطاقا واسعا من التزوير ، مشيرة إلى تحذير الجماعات الحقوقية الدولية من احتمالات اضعاف لجنة الشكاوى الانتخابية في أفغانستان نظرا لقلة وجود أشخاص قادرة على تجاهل الضغوط السياسية الداخلية .
وأشارت الصحيفة إلى أن انتخابات أفغانستان عام 2014 سوف تضع أسس مستقبل البلاد من دون أن يستند على وجود قوات أجنبية في البلاد أوحتى وجود كرزاي في سدة الحكم بمقتضى القانون الأفغاني الذي سيضع حدا فترة حكم دامت لعقد كامل.
وتناولت الجارديان ما جاء بلقاء سكرتير عام حلف شمال الاطلسي (الناتو) فوغ راسمونسن والرئيس كرزاي ؛ حيث رفض الأخير السماح للأجانب بمراقبة سير العملية الإنتخابية، وهو ما أكده المتحدث باسم الرئاسة ايمال فايزي عندما صرح بأن الحكومة الأفغانية ترحب بالأجانب لكن تبقى الحكومة الجهة المخول إليها ضمان اجراء انتخابات نزيهة.
وكان راسمونسن قد أكد في تصريحات أمس إلتزام الناتو بتمكين القوات الافغانية بتولى مهام الأمن فى أفغانستان بعد عام 2014 ، حيث وافق الحلف على الابقاء على بعثة محدودة بعد هذا الموعد بغرض تقديم المساعدة لقواتها فى مجالات التدريب والمشورة الفنية والخدمات الاخرى .
مواد متعلقة: 1. انتخابات أفغانستان..73 هجوما لطالبان وأنباء عن تزوير واسع 2. الناتو يطلب نشر 4 آلاف جندي لتأمين انتخابات أفغانستان 3. "طالبان" تعلن مسئوليتها عن الهجوم على قاعدة عسكرية بأفغانستان