أصبح لقب “أبو الوليد المقدسي” والذي اغتالته سلطات الاحتلال الصهيونية مساء أمس السبت في غزة ، من الأسماء المرموقة في عالم “الصحافة”، وذلك بعد ساعات على قيام عناصر يُعتقد أنهم مقربون منه باختطاف صحفي إيطالي يُدعى “فيكتور اريغوني” والمطالبة بإطلاق سراحه، إلا أن عملية قتل الصحفي أعطته المزيد من الشهرة، بعد أن كان" أبو الوليد" أحد الوجوه السلفية الأكثر شهرة في قطاع غزة. ومع اشتداد الملاحقة ضده، تمكنت أجهزة أمن الحكومة بغزة من اعتقاله واثنين من أبنائه وشخص رابع من إحدى الشقق السكنية بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وذلك بعد أيام قليلة من محاولة فاشلة لاعتقاله في مخيم المغازي وسط القطاع، سبقها عمليات أخرى باءت بالفشل.
من هو أبو الوليد المقدسي؟
هو هشام على عبد الكريم السعيدني” (43 عام)، والمعروف إعلاميا ب “أبو الوليد المقدسي”،
كما يحبِّب عناصر الجماعات السلفية الجهادية مناداته، ولد في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وغادر إلى مصر مع والديه حين كان يبلغ من العمر عامين فقط.
بدأ يخط حياته بالعيش مع أهله في ريف مصر،حيث كانت والدته مصرية ، وكان يرتاد المساجد منذ صغره، وتعرف على عدد من المنظِّرين للمنهج السلفي بكل تياراته ، فبات يتلقى العلم على أيديهم حتى كبّر شيئاً فشيئاً، وبات على درجة كافية من العلم في الشريعة وعلوم الدين(حسبما يراه المحيطين به )، أهلته ليكون أحد المنظِّرين وقادة السلفية الجهادية في مصر وقطاع غزة علي وجه الخصوص .
تزوج في مصر، وبعد عدة أعوام على زواجه غادر إلى الأردن وبداء مشوار حياته في غزة .
يقول ابو الوليد في أحد لقاءاته الفكرية والتي جمعنه بتلامذته ، كانت بداية طلبي للعلم في سن الخامسة عشر في حدود عام 1984م، حيث صحبت أحد طلبة العلم الذين يكبرونني سنًّا، وكان يحثني على طلب العلم، ويصحبني معه إلى كثير من حِلَق الذكر، وكان هذا الأخ من الذين حببوا إليّ طلب العلم.
أبو إسحاق الحويني ودروس العلم في مصر
ويستكمل كان أول مَن حضرت له من المشايخ المعروفين الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله، وحضرت له في ذلك السنّ المبكرة عندما كان يشرح ألفية السيوطي، وإن كنت لا أذكر منها إلا نُتفًا يسيرة، وكان الشيخ فوق ذلك - غفر الله له - لا يتم شرح كتاب.
وكانت بداية حضوري هذه المجالس هي التي حببت إليّ فيما بعد علم الحديث ودراسة الأسانيد، وخاصة عندما كنت أرى تنافس طلبة العلم الذين يكبرونني في حلقة الشيخ أبي إسحاق.
ولما أنقطع الشيخ أبو إسحاق عن إكمال درسه في ألفية السيوطي انشغلت بالتلقي عن تلامذته من الذين أصبحوا بعد ذلك من مشايخ هذا الفن، فدرست على اثنين منها، واللذيْنِ يُعدَّا من أنجب طلبته - لا أستطيع أن أذكر اسمهما -، فكان أحدهما مولعًا بدراسة الأحاديث وحفظها وتحقيقها، فاستفدت منه كثيرًا في الحديث، وفي مجالات شتى كالعقيدة والفقه، ومعرفة المنهج السلفي وأصوله، وكان من ثمرة مصاحبته أن بدأت في تحقيق الأحاديث، والنظر في الأسانيد، وحفظ أسماء الرواة، والبحث في كتب العلل.
التيار السلفي المصري
ويضيف المقدسي أما الشيخ الآخر فقد كان مبرزًا في علم مصطلح الحديث، ويُعد الآن من أعلام ذلك الفن، ودرست على يديه كثيرًا جدًّا من كتب مصطلح الحديث، وخاصة من كتب التراث ك: كتاب "العلل" للترمذي مع شرحه لابن رجب، و"تدريب الراوي" للسيوطي، و"ألفية السيوطي" أيضًا، و"الموقظة" للذهبي، وغيرها من الكتب الخاصة بالمصطلح والعلل.
واستفدت منه أيضًا أمرًا مهمًّا، وهو معرفة طريقة السلف في التعامل مع الأحاديث، وطرق فهمهم واستنباطاتهم، حتى طريقة كلامهم وأسلوبهم بل وإشاراتهم.
وقد لازمت هذا الشيخ فترة طويلة جدًّا، تمكنت خلالها من مطالعة وقراءة كثير من كتب التراث الموجودة في مكتبته، بل ودرستها أيضًا، وخاصة كتب العلل، فلا يكاد كتاب سؤالات أو علل أو رجال إلا واطلعت عليه وفهمت مراد الأئمة فيما يُوردونه من مسائل، وخاصة العلماء المتقدمين من القرون الأربعة الأولى، ككتب سؤالات الأئمة، وتاريخ البخاري، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي، ونحو تلك الكتب.
وكما ذكرت فقد أكسبتني مصاحبتي لهذا الشيخ معرفة لغة القدماء من أهل العلم، وطرق دلالتهم وإشارتهم، حيث كان دأب العلماء الاكتفاء بالإشارة دون صريح العبارة، فيذكرون مثلًا طرف الحديث أو اسم الراوي للدلالة على سند معين أو متن مخصوص، ولا يفهم ذلك إلا أهل الحفظ، خاصة أن السائل والمسئول هم أئمة هذا الدين، وحفظة سنة النبي الكريم، فكان أحدهم يكتفي بذكر لفظة واحدة من الحديث أو ذكر اسم راوٍ معين للدلالة على الحديث المراد.
علم القراءات علي يد مشايخ مصر
وبخصوص حفظه لكتاب الله يقول ابو الوليد ، وفي فترة مصاحبتي لهذا الشيخ أنهيت حفظ كتاب الله، ثم قرأت القرآن على عدد من مشايخ مصر، كالشيخ عبد الرازق البكري رحمه الله، وأخذت سندًا في روايته من أحد مشايخ مصر المعروفين - لا استطيع ذكر اسمه -، والذي هو بدوره تلقاه عن الشيخ عبد الحليم بدر شيخ عموم المقارئ المصرية.
ثم أحببت أن أقرأ القرآن بالقراءات، فأخذت الأصول النظرية كاملة على عدد من المشايخ الأفاضل، ثم التزمت مع أحدهم فأخذت عنه الأصول كاملة نظريًّا مرة أخرى، وهممت لأقرأ عليه أسهل الروايات وهي رواية شعبة عن عاصم، ولكن لم يسعفنا الوقت، وفي خلال سجني في أحد السجون المصرية قرأت على أحد الإخوة القرّاء قرابة الجزأين برواية قالون عن نافع قبل أن يمنّ الله عليه بالخروج من الأسر.
علم التفسير
وشرعت أيضا في قراءة كتب التفاسير، فقرأت أغلبها إلا اليسر، ومنها كتاب "في ظلال القرآن"؛ حيث إنه من الصعب أن يقتنيه الإنسان في مصر؛ لأن وجوده في مكتبة أي طالب علم دليل على أنه مقتنيه صاحب فكر مناهض للحكومة الطاغوتية، وقد أثمرت هذه القراءة أن ألفت كتابًا مختصرًا في كلمات القرآن اسمه "الوجيز في ألفاظ الكتاب العزيز" على غرار كتاب "كلمات القرآن" لحسنين مخلوف، ولكنه أكبر حجمًا منه.
ومن بين عام 1990م إلى عام 1994م تقريبًا درست على أحد مشايخ الإرجاء، فأخذت عنه أغلب كتاب "سبل السلام" للصنعاني، والثلاثة الأجزاء الأولى وقدرٍ ما مِن الجزء الأخير مِن كتاب "فتح الباري" لابن حجر العسقلاني، وعلم الفرائض من "متن الرحبية"، والنحو والصرف من كتب "الآجرومية"، و"قطر الندى"، و"ملحة الإعراب"، والقواعد الفقهية من منظومة الشيخ السعدي، وكثيرًا من كتب العقيدة: ككتاب "الإيمان" للقاسم بن سلام ولأبي بكر بن أبي شيبة، و"السنة" للبربهاري، وبعض أجزاء من كتاب "مجموع الفتاوى" لابن تيمية المتعلقة بالعقيدة، وغيرها الكثير من كتب العقيدة والآداب.
وكانت لدروس هذا الرجل - مع ما عنده من طوام قد عافاني الله منها - أثر عظيم في توجهي إلى النظر في المتون مع النظر في الأسانيد، وفي خلال تلك الفترة، وتقريبا في عام 1992 أنهيت دراستي النظامية لكلية الآداب لغة عربية.
امام السلفية الشيخ محمد عمرو
وعن صحبة شيوخ السلفية وتلامذتهم قال :التحقت بدروس الشيخ الجليل، شيخ مشايخ الحديث بمصر، الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله، والذي أعدُّه جبلًا من جبال حفظ الأحاديث والرجال، وعند هذا الشيخ وجدت بعض ضالتي التي أبحث عنها، فالتزمت دروسه، وأخذت عنه بعض كتبه التي لم تطبع إلى الآن: ككتاب: (الهجر الجميل لأوهام المؤمل بن إسماعيل)، حيث كان الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب يسلك مسلك المتقدمين في معرفة درجة الراوي من توثيق أو تضعيف، وذلك بسبر مرويّات الراوي وعرضها على روايات الثقات، فإن وافقهم فيها عدَّه من الثقات، وإن خالفهم عدَّه من الضعفاء.
ولذلك تناول في هذا الكتاب مرويات المؤمل بن إسماعيل، وعرضها على أحاديث الثقات، وأثبت بالأدلة أن مؤمل بن إسماعيل رحمه الله كان ضعيفًا؛ لأنه خالف الرواة الثقات في كثير من الأحاديث، مع ذكر مواطن المخالفة.
ومن كتبه التي أملاها علينا أيضًا ولم تطبع كتاب (تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع، الجزء الثاني).
بالإضافة إلى دراسة بعض الكتب الحديثية والقديمة والمعاصرة، والتي تتعلق بعلم الحديث وروايته.
وكان رحمه الله مِن أكثر مَن رأيتهم ورعًا وتواضعًا وعلمًا، مَن رآه أو تعامل معه يظنه من عامة الناس، وهو بحر في علم الحديث، جبل من جبال الحفظ، لا أبالغ إن قلت: إنه محدث أهل مصر بلا منازع.
كانا إذا جلسنا في حلقته نعرض عليه كثيرًا من الأحاديث، فيُجيب عنها من حفظه، فيذكر سند الحديث، ومَن رواه من أصحاب الكتب، حتى ولو كان في جزء صغير مغمور، كل ذلك من حفظه.
ملاحقة الأمن المصري لدروس السلفية
وبعد عدة أعوام منع النظام الطاغوتي المصري ذلك الشيخ من إعطاء الدروس، فكنت أتلقى العلم على تلامذته المعروفين والمشاهير، ومن هؤلاء التلاميذ - ولا أستطيع ذكر اسمه - شيخ قال عنه الشيخ محمد عمرو نفسه: (هذا التلميذ الذي فاق شيخه) يقصد نفسه رحمه الله.
وبالفعل صدق شيخنا، فقد كان هذا الشيخ بحرًا في بابه، ليس هناك كتاب حديث مطبوع أو مخطوط إلا وقد قرأه أو اطلع عليه، بل ويعرف مكانه في أي مكتبة من مكتبات العالم، وليس هناك حديث إلا ويعرف ما قيل فيه من العلل، وكذا كل راوي يعلم ما قيل فيه من جرح أو تعديل.
وقد أخذت عن ذلك الشيخ المقدمة الحديثة لصحيح مسلم، وكثيرًا من أحاديث كتاب الإيمان وبدايات كتاب الوضوء وأبواب متفرقة من "صحيح مسلم" كتطبيق عملي على ما في المقدمة، وأخذت عنه أيضا مقدمة "صحيح ابن حبان"، وبعض كتاب "الكفاية" للخطيب البغدادي، وللأسف أيضا كان الشيخ حفظه الله لا يتم معنا كتابًا بسبب التضييق الأمني عليه.
وبالجملة فقد استفدت من ذلك الشيخ كثيرًا في علم الحديث وفي مجالات أخرى، وخاصة العقيدة.
وفي خلال دراستي الكثيرة للحديث وجدت أني بالفعل لم أستفد شيئًا سوى معرفة دراسة الأحاديث سندًا وعللًا ورجالًا، أما من ناحية المتن فليس لي إلا معرفة ما قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"، أو النووي في "شرح مسلم"، أو الشوكاني في "نيل الأوطار" أو الصنعاني في "سبل السلام"، ونحو ذلك من الكتب التي هي شروح للحديث.
علماء الأزهر الشريف
ثم وجدت نفسي تميل إلى دراسة الفقه، وبالفعل التحقت بالدراسة في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وكان للدراسة فيها أبلغ أثر عليّ في الاستفادة في مجالات عدة: في الفقه المذهبي والمقارن والمعاصر، وكذا أصول الفقه والقواعد الفقيهة.
هذا؛ وقد جالست كثيرًا من مشايخ الأزهر والذين يتميزون بالفقه المذهبي، والذين كان لهم دروس في الجامع الأزهر بعيدًا عن الجامعة، فجلست للشيخ أحمد طه ريان، شيخ المالكية في مصر، واستفدت منه كثيرًا، ودرست على يديه كثيرًا من كتاب "الشرح الكبير" للدرديري، وبعض كتاب "نيل الأوطار"، وشرحه لكتاب "الموطأ" للإمام مالك.
تتلمذت علي يد الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية
وكذا حضرت بعض دروس للدكتور على جمعة مفتي مصر، مع علمي بأنه أشعري صوفي جلد، وذلك قبل أن يصبح مفتيًا وتبدوا متابعته للطاغوت فوق ضلالاته العقائدية، وأخذت عنه بعض كتب السنن كسنن الترمذي وأبي داود بالسند، وأجازني وبعض الحاضرين روايتها عنه بالسند، ومع أني لا أتشرف بذلك، إلا أني استفدت منه كثيرًا في الفقه الشافعي وأصول الفقه.
علماء الشريعة والفقه المقارن
وكذا درست على أيدي بعض الدكاترة ممن كان لهم حلقات في الجامع الأزهر، والذين كانوا يتميزون بالعلم الشرعي، مع الالتزام بتطبيق ما عندهم من علم؛ مثل:
الدكتور محمد حلمي عيسى رئيس قسم الفقه المقارن، حيث درست على يديه بعض كتاب "سبل السلام شرح بلوغ المرام".
والدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون، درست على يديه كتاب "الروض المربع شرح زاد المستقنع"، وإن لم أتمه معه لقدومي إلى غزة، وغيرهما من الدكاترة أصحاب العلم والعمل.
أمام سلفية شبرا الشيخ محمد عبد المقصود
وفي الجملة؛ أحببت دروس العلم، ولذلك أستطيع أن أقول أنني حضرت لكثير منهم، ولكن من درست على أيديهم واستفدت منهم وكان لهم بالغ الأثر عليّ؛ هم مَن ذكرتهم، وإلا فقد حضرت كثيرًا من دروس مشايخ مصر المعروفين: كالشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ مجاهد حمادة، وغيرهما من مشايخ مصر المعروفين.
وكنت أيضًا مولعًا بشراء الكتب، وخاصة كتب التراث الحديثي، وقد تجمعت لدي مكتبة ضخمة أغلبها تراثية، أسأل الله أن يردها عليّ ويعوضني خيرًا.
أحداث 11سبتمبر
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تغيرت طريقة تفكيري بشكل كلي، حيث كان المرء قبلها لا يستطيع أن يفكر في عمل جهادي أو الخروج من البلاد بسبب القبضة الأمنية، وخاصة أني في مصر أُعدُّ لاجئًا، مسلوبًا من كثير من الحقوق، ولكن بعد هذه الأحداث تجرّأ المرء على كثير من جبن وهوى النفس.
وبعد أحداث الحادي عشر أنهيت دراستي في كلية الشريعة والقانون، ثم التحقت بعدها بقسم الدراسات العليا للتخصص في مادة أصول الفقه، وأمضيت فيها عامًا، ولكن شاء الله أن أقطع هذا الطريق لأصل إلى أرض الجهاد والعزة، إلى قطاع غزة.
لمحات مفيدة
وبعد هذا أحب أن أذكر أمرًا أحسبه مهمًّا، أريد أن أفيد به إخواني، وهو أن علم مصطلح الحديث، وعلم أصول الفقه، والنحو والصرف، وأصول التفسير، وغيرها من علوم الآلة؛ هي علوم مساعدة لفهم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فلا يشغلنكم التوسع في دراستها عن الغاية التي وضعت لها هذه العلوم، وهي فهم الكتاب والسنة والعمل بهما.
أما أن يصرف طالب العلم عمره في تعلم علوم الآلة دون أن يخوض في العلم الأصيل التابع له، فضلًا عن عدم اقتران ذلك العلم بالعمل؛ فهذا هو الخذلان بعينه.
النهاية
كانت تلك لمحةً عن رحلة ابو الوليد المقدسي في مصر لطلب العلم ودراسته على يد مشايخ علماء السلفية وبعض علماء الأزهر الشريف ، رواها هو بنفسه لبعض تلامذته ومحبيه ،ولم يكن قد صرَّح بها من قبل، لتنتهي حياته شهيدا نحسبه كذلك ولا نزكيه علي الله في غزة ، قد نختلف مع بعض ما قدمه الرجل في مسيرته الحركية ، وقد نتفق مع بعض ما قدمه لنضال في غزة ، وقد نتوقف علي بعض الموقف التي حدثت بين جماعته و حركة المقاومة الإسلامية حماس ، لكننا لا ننسي انه مناضل ضحي بحياته من أجل عقيدته ودينه ووطنه .