قال مصطفى عثمان إسماعيل وزير المجلس الأعلى السودانى للاستثمار "إن التكامل بين مصر والسودان حصن يحميهما من أزمات عالمية في الغذاء والمياه"، مؤكدا أن السودان هي العمق الاستراتيجي لمصر وكذلك مصر هي العمق الاستراتيجي للسودان. وشدد عثمان على أهمية تحقيق تكامل ناجح وحقيقي بين البلدين في ظل الواقع العالمي الحالي الذي يؤكد أن العالم مقبل على مواجهة أزمات فى الغذاء والمياه، إلى جانب أزمة الانفجار السكاني.
وأعرب عن أسفه لعدم الاستفادة من الفترة الزمنية التى مرت منذ عام 2000 إلى 2010، كاشفا عن توقيع مصر والسودان خلال هذه الفترة عدد 223 اتفاقية فى مجالات كثيرة تضمنت الزراعة والصناعة والمعادن بقيمة 7 مليارات دولار، موضحا أنه لم ينفذ منها حتى الآن سوى 43 اتفاقية فقط بقيمة أقل من مليار دولار.
جاءت تصريحات الوزير عثمان في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط مع ختام فعاليات المنتدى الاقتصادي السنوي السادس، الذي نظمته غرفة التجارة العربية النمساوية بالعاصمة فيينا على مدار 3 أيام بحضور وفد سوداني رفيع المستوى ضم وزير الخارجية علي كرتي ونائب وزير التعاون الدولي لجنوب السودان دكتور إلياس نيامليل وكذلك وزير مالية السودان علي محمود بصحبة وفد من رجال الأعمال السودانيين لحضور فعاليات المنتدى الذي حضره وزير خارجية النمسا ميخائيل شبندلاجر، إلى جانب عدد كبير من رجال الأعمال النمساويين والمسئولين الأوربيين.
وكشف مصطفى عثمان إسماعيل وزير المجلس الأعلى السوداني للاستثمار عن تخطيط المسئولين فى مصر والسودان لتأسيس (ملتقى الاستثمار والتبادل التجاري لوادي النيل) بين البلدين، مشيرا إلى اتفاقه مع وزير الاستثمار أسامة صالح خلال زيارته الأخيرة للسودان بصحبة رئيس الوزراء هشام قنديل على تنظيم ملتقيين سنويا.
وأوضح أن الملتقى الأول بين البلدين سيكون في السودان مع نهاية العام الجاري يتم فيه طرح العديد من أفكار المشروعات الجديدة على رجال الأعمال المصريين لاستقبال رأس المالي المصري.. مشيرا إلى أن الملتقى الثاني سيعقد في القاهرة خلال العام القادم.
واعتبر أن افتتاح فرع جديد للبنك الأهلي المصري في السودان خطوة مهمة على طريق تسهيل توفير التمويل اللازم للعديد من المشروعات المشتركة في مجالات الزراعة والصناعة إلى جانب مساهمة البنوك المحلية الأخرى العاملة في السودان، لافتا إلى أن هذه البنوك لديها توجيهات لتمويل المشروعات المشتركة بين البلدين.
ونوه بأن الشركات المصرية الخاصة تقوم بتنفيذ عدد كبير من المشروعات التي تنفذ حاليا في السودان لصالح مستثمرين عرب وأجانب، فضلا عن مساهمة الشركات المصرية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية التي تنفذها السودان فى المجالات المختلفة.
وأكد أن المطلوب هو توفير قوة الدفع الضرورية حتى يتم تمكين البلدين من التوصل إلى حالة التكامل الحقيقي، موضحا أن هذا التكامل سيعود بالنفع الأكيد على البلدين.
وعلى صعيد متصل، أشاد الدكتور عثمان بالتأثير الإيجابي للثورة المصرية، مؤكدا أن ثورة يناير أعطت قوة الدفع المطلوبة للعلاقات السودانية - المصرية، معتبرا أن العلاقة بين البلدين "شعبية بالدرجة الأولى".
وأعرب عن تفاؤله الكبير نحو تلبية طموحات الشعبين إزاء تحقيق التكامل الحقيقي.. مبديا أمله في استدراك الدولتين لما فات خلال السنوات الماضية. مواد متعلقة: 1. تعاون بين مصر والسودان في مجال مياه الشرب والصرف الصحي 2. مصر والسودان توقعان اتفاقية صحية 3. مصر والسودان توقعان اتفاية