مما يدل على أن الأمانة المذكورة فى الآية هى أمانة الكلمة والقول السديد والعقل الرشيد الذى لا يباع ولا يشترى؛ يعود جمال الكلمة إلى جمال الفكرة التى تحملها وتعود قوة الكلمة إلى قوة الفكرة التى تحملها وتعود قوة الفكرة إلى حيويتها فهى تحمل مبدأ الحياة.
العمر يمضى لكن التاريخ ابدا لن يمضى وسيقول كلمته.. راينا جهاد الإخوان قبل الثورة كان جهاد الشعارات، أما جهادهم اليوم فهو جهاد تثبيت الحكم، وإن تخلوا عن جميع قناعاتهم وأفكارهم.. وضح الآن أن الإخوان كانوا يتاجرون بهذه الشعارات من أجل الجلوس على كرسي الحكم.. فلما جلسوا على الكرسي صارت تلك الشعارات لا قيمة لها.
تعهد د. مرسي بالسعي لتنفيذ عدة محاور أساسية خلال المائة يوم الأولى من توليه منصبه، وهي: إصلاح المرور، وتوفير الأمن، والنظافة، والاحتياجات الأساسية كالخبز والطاقة.
وها هى قد مرت المائة يوم، ولم يتحقق منها شىء سوى اقالة المجلس العسكرى، والغاء الاعلان الدستورى المكمل، كل ما حدث من انجازات هى لسنوات سابقه على رئاسته ليس له فضل فيها حتى أن المشاريع التي خرجت إلينا كانت مشاريع الحزب المنحل بداية من مشروع المنطقة الحرة في بورسعيد ( والذي كان موجودا بالفعل ) مرورا بمحطات الكهرباء وقانون الضرائب الجديد وغيرها من المشاريع والتى صرح بذلك وزير التنمية المحلية احمد زكي عابدين قائلا أن الحكومة تسير علي سياسة مبارك حتى الآن..
الدكتور مرسي لم يفعل شيئاً ولم يقدم شيئاً على الإطلاق، ولن يقدم أي شييء، فهو "الطبعة الإسلامية" من حسني مبارك، وهو إسلامي الشكل لكنه في مضمونه حسني مبارك، لانه يعيد إنتاج النظام القديم بوجوه مختلفة ويسير على درب مبارك ولكن التبريرات دائمًا ما تكون "بما لا يخالف شرع الله"، والظريف ان د. مرسى اعطى لنفسه كل النياشين فى الدولة،على اى اساس لم نعرف !!.
الدكتور مرسى خذل القوى الثوريه بعدم إصداره قرار حتى الآن بالإفراج عن المعتقلين من الثوار سواء الضباط أو المدنيين ، خاصة أنه صاحب الحق الأول فى ذلك .. بل تم تشكيل لجان تمثل دربًا من البيروقراطية والتعقيد وهو ما تناقض مع عفوه عن المعتقلين الإسلاميين وفاء لعهده لبعض فصائل التيار الإسلامى.. بالإضافة إلى عدم عقده لقاءً مع القوى السياسية، للحوار ولإشراكهم فى اتخاذ القرار، و سماع ما لديهم من رؤى وأفكار.
جماعة الاخوان المسلمين لا يختلفون في أي شيء عن الحزب الوطني المنحل، وانه لم يتم انجاز أي شيء، لعدم وجود إرادة للإصلاح وللتصدى للمشاكل ومثال ذلك:ارتفاع الأسعار، زيادة مساحة الاستقطاب على أسس سياسية ودينية فى الشارع، تقييد الحريات باستغلال الدين، الخروج الآمن للمجلس العسكرى دون محاسبة على تجاوزاته، إهمال تطبيق القانون وتهجير مواطنين أقباط من مساكنهم ، أخونة الدولة، وانتاج دستور به عوار خطير ولا يمثل كل اطياف الشعب.
عندما تحدث د. مرسى عن مشروعه الانتخابى مشروع النهضة وأوهم مصر بأنه سيجلب مائتى مليار دولار كاستثمارات؛ وعوضا عنهم سيقترض أربعة مليارات دولار من صندوق النقد الدولى اللى فجاءة مبقاش حرام والفوائد مصاريف إدارية واحنا اللى فاكرينه طول السنين دى انه حرام.. لأنه لا يوجد شيء اسمه "مشروع النهضة" على الإطلاق كما قال خيرت الشاطر لنا فى تصريحه الاخير.. بالاضافه الى كامب ديفيد أصبحت التزام بالاتفاقيات الدولية بعد ما كانت خيانة أيام مبارك، وسريعا ما تم تعين سفيراً جديداً في إسرائيل، وأرسله فورا!!، تخيل أن ذلك هو د. مرسي الذي كان يقف على أبواب مجلس الشعب مطالباً بطرد السفير الإسرائيلي من مصر وقطع العلاقات مع إسرائيل وأمريكا !!.
زار د. مرسى السعودية وأديس أبابا والسودان وإيطاليا وبلجيكا وأمريكا وطهران والصين وتركيا (بتكلفة الدولة ما يقرب من مائة مليون جنيه)، حيث ظل ما يقرب من ربع الأيام التي قضاها بالسلطة خارج مصر، هل أصبح د. مرسى ابن بطوطة العرب، فصار يألف السفر إلى هنا وهناك ويحلق فى سماء الدول شرقاً وغرباً، هل كل هذه التحركات الدوليه تشغله عن إصلاح البيت من الداخل وتلهيه عن الهم الأكبر، يا د. مرسي الناس في بلادي يبيعون أولادهم من الإملاق.
" أفِق يا د. مرسي واخشَ غضبة الله، وغضبة الشعب".
وبتركيز د. مرسى على العلاقات الخارجية على حساب غيابه عن الأزمات الداخلية، التى أسفرت عن تصاعد الإضرابات نتيجة لعدم إقرار سياسات تدعم العدالة الاجتماعية والاقتصادية، على سبيل المثال قرار رئيس الحكومة بأنه لا يستطيع أن يتحكم في الحد الأدنى والأقصى للأجور..!! إذا كانت موارد الدولة لا تستطيع توفير حد أدنى فلماذا لا تستطيع تحديد الحد الاقصى للأجور و الذى يوفر للدولة مليارات من الجنيهات و لا ندرى سبب التقاعس عن ذلك ؟؟؟.
واخيرآ وددت ان اذكر د. مرسي بقول الله عز و جل "وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال" صدق الله العظيم.