شن التليفزيون الرسمي السوري هجوما شديدا على خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ووصفه بأنه "أحد أعضاء فريق الطبالة الذي احتضنته سوريا كمقاوم يتيم يبحث عن ملجأ يأويه، بعدما أُغلقت بوجهه الأبواب ورُدت الطائرة التي كانت تحمله من أجواء المطارات كأنه طاعون". وأضاف التليفزيون السوري أن "عمان والدوحة والقاهرة وأنقرة تهربت من مشعل لأن إسرائيل وضعت "فيتو" على استقباله، وانه لم يجرؤ على تحدي ال"فيتو" الإسرائيلي إلا الشام".
وتساءل التليفزيون حول ما وصفه بسر فتح الأبواب التي أغلقت من قبل في وجه خالد مشعل، وقال "هل تغير شئ غير الفيتو الإسرائيلي الذي تحدته سوريا يومها ؟، وخضع له الآخرون وهم يعترفون باتفاقياتهم مع كيان الاحتلال ؟". ورأى التلفزيون السوري أن التفسير الوحيد لفتح الأبواب المغلقة أمام مشعل هو "انك لم تعد مطلوبا للاحتلال ولم تعد خطرا على أمنه".
ووجه سؤالا لمشعل. "إن كنت في حالة عاطفية رومانسية على ما تسميه عذابات الشعب السوري، فلماذا لم تتفتق عاطفتك الواجبة على شعب فلسطين، وما دمت قد أدمنت على القسمة وما فيها من مغانم السلطة والجباية، فلن نسألك عن الشعب الفلسطيني المظلوم في الأراضي المحتلة عام 1948 ولا عن القدس ولا عن الضفة، بل نسألك عن عذابات أهلنا المحاصرين في غزة ! كيف تسكت على مواصلة الحصار من الجهة المصرية وقد صار إخوانك في الحكم وكيف ترضى وتتعاون لضرب إنفاق الحرية والحياة كما كنت تسميها".
وأضاف التلفزيون مخاطبا خالد مشعل "أم أن وعود تطبيع علاقاتك بكيان الاحتلال والإدارة الأمريكية وصولا لتسميتك رئيسا بديلا للسلطة قد أفقرت المناعة وأسكتت العاطفة وطار الوجع وطار الفزع".
وأختتم التليفزيون السوري هجومه على مشعل بالقول "إن سوريا ليست نادمة لأنها لم تفعل ما فعلت لتنتظر وفاء أو جميلا أو شكورا، بل فعلت ما رأت انه واجبها القومي والوطني مع (مقاوم مشرد) وفرت له ورفاقه كل الدعم لمواصلة مقاومتهم، وان سورية لا تشعر بالندم بأن يغادرها من باع المقاومة بالسلطة، وان المكانة التي منحها الشعب الفلسطيني لحماس كانت لخيار حركة المقاومة وليس لهويتكم الإسلامية".
وجاء الهجوم الذي شنه التليفزيون السوري على خالد مشعل بعد أن شارك رئيس حركة حماس في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية في تركيا إلى جانب الرئيس المصري مؤخرا حيث أكد من أنقرة دعم حركة حماس للثورة السورية واعتبر أن سوريا تتطلع للتحرر مثلها مثل دول ثورات الربيع مصر وتونس واليمن.
يذكر أن معظم قادة حركة حماس غادروا مكاتبهم السابقة في سوريا وان مشعل يمضى معظم وقته في قطر التي تعتبرها سوريا حاليا من أكثر الدول دعما للمعارضة السورية. مواد متعلقة: 1. خالد مشعل في القلعة : مصر عادت وتحرير القدس اقترب 2. «مشعل» يلتقي مدير المخابرات المصرية 3. «جبهة إنقاذ الأقصى» تؤيد مبادرة «مشعل»