انتهى زهو الحدث الإخباري لقضية الصحفية المصرية الأمريكية منى الطحاوي بخبر يفيد بالإفراج عنها، مع بيان للقنصلية المصرية، ووكالة أنباء الشرق الأوسط يقول أن الموقف القانوني للمواطنة المصرية صاحبة الجنسية الأمريكية . وتخرج الطحاوى قبل قليل في تغريدة على موقع "توتير" بأنها في إجازة لمدة 48 ساعة، لتستمتع بقراءة قصيدة للشاعر التشيلي نيرودا؛ إلا أن القضية لم تكن بدايتها عند الطحاوى، ولا تنتهي عند نيرودا!.
القضية تبدأ مع نية السيدة "باميلا هال" مواطنة بمدينة نيويورك التي صورت الطحاوي وهي تستخدم مواد طلاء تطمس بها إعلانا يقول أن الجهاد الإسلامي وحشي بمحطة مترو، في مقاضاة الصحفية المصرية بتهمة الاعتداء بواسطة مواد طلاء سامة، بعد أن تصدت لها وتعمدت استفزاز الطحاوي؛ واستدعت قوات الشرطة للقبض عليها.
ربما قد تكون القضية بسيطة، لولا أن السيدة الأمريكية «هال» تعد صاحبة منظمة " محاربة أسلمة أميركا"، وفقا لصحيفة الدايلى ميل البريطانية؛ والتي قالت أنها تعرفت على منى الطحاوي بجرد رؤيتها، وقبل أن يحدث احتكاك أدى في النهاية للقبض عليها بتهمة "إفساد ملصقات إعلانية خاصة تعبر عن أراء حرة ".
لا تقف بداية التفاصيل الدرامية عند هذا الحد، بل تضاف بعضوية السيدة باميلا جالير الناشطة والكاتبة بصحيفة النيويورك بوسط، وصاحبة اكبر معهد مستقل للأفكار والسياسيات الدولية بمدينة نيويورك بمنظمة "محاربة أسلمة أميركا" كمدير تنفيذي والممولة الرئيسية للإعلانات المؤيدة لإسرائيل بوصف الجهاد الإسلامي ضد الدولة الصهيونية اكبر وحشية تعرفها البشرية، وفقا لما قالته قبل ثلاثة شهور في مدونتها الشخصية على شبكة الانترنت :اتلاس شورجس".
تستمر الحبكة السياسية في الإثارة بمعرفة العلاقات القوية لجالير التي تدير مؤسسة أخرى اسمها " الدفاع عن حرية التعبير "والتي استضافت من خلالها قبل خمسة أعوام رسام الكاريكاتير الدينماركي دانيال بيب الذي نشر رسوما مسيئة للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم )، مدافعة عنه وتبنت قضيته ، ومولت حملة تحذر من محاولات مسلمين متطرفين لقتله.
بدأت جالير في التفكير بنشر ملصقات إعلانية بعام 2009 توضح تطرف الإسلام، وان مسلمي الشرق الأوسط ما هم إلا ضحايا التخلف والعنف، كما قالت للوكالة اليهودية للأخبار بالولايات المتحدة ردا على دعوات باعتبار قادة إسرائيل مجرمي حرب عقب حرب غزة الأخيرة، والتي راح ضحيتها أكثر من ألفي فلسطيني بين قتيل وجريح .
محاولات جاللير لنشر إعلانات تدافع عن إسرائيل وتهاجم الإسلام والعرب فشلت خاصة بعام 2011 عندما رفضت إدارة مترو نيويورك نشر اعلاناتها باعتبارها مخالفة لقواعد النشر واعتبارها مخالفة لمواد الدستور الأمريكي بنبذ العنصرية والاضطهاد.
لم تيأس جياللير، ورفعت دعوى ضد إدارة مترو الأنفاق، مستندة بسماح نشر إعلانات لها على حافلات النقل العامة بمدينة مانتهاتن تهاجم فيها ما وصفته "الإسلام المتطرف".
وفي شهر سبتمبر الحالي ربحت منظمة جاللير القضية والسماح لها بالنشر، إلا أن أحداث المظاهرات الغاضبة التي عمت العالم الإسلامي من نشر مقاطع من فيلم يسيء للإسلام، جعل مسئولو مدينة نيويورك يقرروا تأجيل نشر الإعلانات المعنونة "حاربوا الجهاد وساندوا إسرائيل ".. إلا أن جاللير أصرت على النشر، مهددة باللجوء لمقاضاة عمادة المدينة بمنع حقها الدستوري في التعبير عن أرائها بحرية.
وفي يوم 24 سبتمبر، وحينما كانت الصحفية الأمريكية منى الطحاوي في محطة مترو مدينة نيويورك وجدت الإعلانات منشورة بالمترو.. بدأت في كتابة عبارات أن هذه الملصقات تحرض على الكراهية.. وكانت صديقة جاللير السيدة "باميلا هال " منتظرة ومترصدة وبصحبتها كاميرا فيديو.. وبدأت في استفزاز الطحاوي التي ردت على استفزازها برش طلاء سريع على ملابسها.. فتدخلت قوات الشرطة وقبضت على الطحاوي بتهمة نزع ملصقات، كانت إدارة المترو المحلية بنيويورك تفكر في تأجيلها منعا لاستفزاز العرب أو العرب الأمريكيين بالمدينة !! مواد متعلقة: 1. الطحاوي وكرباج تفوزان بجائزة قصير لحرية الصحافة 2. قنصل مصر بنيويورك: موقف الناشطة المصرية منى الطحاوي مطمئن