في سوريا لا أحد محصن ضد الخطف، فالجميع عرضة لأن يصبحوا رهينة في أي لحظة حتى لو كان ضابطاً أو عنصراً بالأمن، والأمثلة باتت لا تعد ولا تحصى، بدءاً من رجل الأعمال سليم دعبول ابن مدير مكتب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تم تحريره لاحقاً، وصولاً إلى مذيع التليفزيون السوري محمد السعيد الذي لم يعرف مصيره حتى الآن. ويبدو أن الخطف أصبح مهنة في سوريا عوضاً عن البطالة التي يعاني منها الكثيرون بعد أن فقد الآلاف وظائفهم، إما لإغلاق المصانع أو المحال التي كانوا يعملون بها أو لأنه تم تسريحهم توفيراً للنفقات. ويروي "أ.ر" فصول مأساة خطف نجله ابن العشرين عاما، مؤكدا أنه لم يكن يعرف من خطف نجله إلى أن قامت مجموعة من اللصوص بالاتصال به ليطلبوا فدية 2 مليون ليرة للإفراج عن الابن، لتبدأ مأساة جمع المبلغ وانتظار سماع صوت الابن.
فيما قال "ه.د" - موضحاً ظروف خطفه على يد عصابة من اللصوص - "أخذوني إلى مزرعة بها أربعة أشخاص جميعهم يحملون أسلحة رشاشة، ثم قامت العصابة بالاتصال بعائلتي للمقايضة على الإفراج عني مقابل دفع خمسة ملايين ليرة، مشيراً إلى أن المبلغ لا يكون نهائيا عادة".
وأضاف، "وبعد المفاوضات تم خفض المبلغ إلى 2 مليون ليرة، وتم تسليم المبلغ إلى رجلين ملثمين يركبان دراجة نارية، ثم تم الإفراج عني".
خطف الأطفال ويحكي "أبو عدنان" قصة اختطاف أصغر أبنائه محمد (22 سنة) أثناء عودته من عمله،حيث استوقفه ثلاثة مسلحين وأرغموه على ركوب السيارة معهم واصطحبوه إلى جهة مجهولة، وبعد خمس ساعات اتصل الخاطفون بأبو عدنان وطلبوا منه مليون ليرة فدية وإلا قتلوا الابن، فبدأت المفاوضات ليتم الاتفاق على مبلغ 200 ألف ليرة.
والشيء العجيب في المفاوضات بين الخاطفين وذوي المخطوفين أنها تكون على شكل فصال بين بائع ومشتري، والتماس الأعذار، والتحدث عن ضيق ذات اليد وعدم القدرة على سداد المبلغ، وعادة ما يتوقف المبلغ على براعة المفاوض وقدرته على إقناع الخاطف بتخفيض المبلغ.
وإذا كان الخطف غالبا يتم لأسباب سياسية أو اقتصادية فإنه في بعض الأحيان يكون الخطف لأسباب طائفية خاصة على طرق السفر إلى اللاذقية وحلب، حيث يرى الخاطف هوية الشخص ووقتها يحدد وفق طائفته إن كان سيسمح للشخص بالمرور أو سيخطفه لأنه ليس على طائفتهم، والخطف هنا بلا عودة.
الخطف المضاد وبات نوعاً آخر من الخطف سائدا في سوريا اليوم وهو "الخطف المضاد" الذي أصبح سلاحاً في بعض الأحيان لاستعادة مختطفين.
ويروى "ز.ز" طريقة استعادته لابنه المختطف من قبل أشخاص من إحدى القرى التي يعرفها، حيث على الفور قامت عائلته بخطف سبعة أشخاص من أهالي القرية التي خطفت ابنه، مشيراً إلى أن الخاطفين ينتمون للمعارضة المسلحة، مما أدي إلى الإفراج الفوري عن ولده.
ويعتبر الخطف السياسي هو الأسوأ في سوريا، خاصة فيما يتعلق باختطاف ضباط بالجيش أو عناصر بالأمن، ذلك أن اختطاف أي عنصر يعني أنه لن يعود إلا جثة مشوهة حتى لو دفع أهله الملايين من الليرة. مواد متعلقة: 1. اختطاف الشيخ محمود حسون شقيق مفتي سوريا 2. اختطاف عناصر جديدة من الجيش السورى الحر فى لبنان 3. اختطاف خمسة سوريين خلال الساعات الماضية في لبنان