لقد كانت الثورة لاحساسنا بالفساد و احتلال الدولة بنظام منا و ليس منا، مجموعة من الأفاقين المنافقين تجمعوا على امتصاص دم الشعب، فقمنا بثورة شعارها (عيش- حرية – عدالة اجتماعية) و الملاحظ أن العناصر الثلاثة لهذا الشعار تتمحور حول الحالة المادية للشعب. ولهذا فإن بناء الوطن و تشغيل أبنائه فى مشاريع قومية تعود عليهم وعلى المجتمع ككل بالنفع المباشر والآنى هو أهم حلول الوضع المتأزم الذى نعيشه الآن.
ولكن للأسف فإننا كبشر تعلمنا كيف نهدم العالم قبل أن نتعلم كيف نبنيه، فالمعروف أن اختراع القنبلة النووية و تنفيذها سبق بسنوات عديدة أول رحلة للقمر..!!
فبدلا من أن نتفق حتى نبنى وطننا أضعنا و قتنا فى التشكيك فيما بيننا البعض من عينة من أول من بدأ الثورة؟ من ركب على أكتافها؟ من لم يكن معها وأصبح معها؟ من مدعوم من الخارج و من مدعوم من فلول النظام السابق؟ و حتى الآن يقال أن فلان عميل لأمن الدولة؟ و الكثر والكثير من الأسئلة التى أضاعت ماضى الثورة و سوف تطيح بمستقبلها إذا استمرت..
وعلى ذكر ذلك لابد و أن يكون الشعب بأكمله عملاءاً لأمن الوطن..و أن يكون جهاز الأمن الوطنى أكثر أهتماما بأمن الدولة عن أمن من يحكمها.
إننا الآن نعيش واقعا لابد و أن نتعايش معه و نعدله دون أن نكسره، فكل من يعرفوني مثلا على سبيل المثال يعلمون أنى لست متناغما مع فكر "الجماعة" وبالتالي مع حزب الحرية و العدالة و لكن الواقع يقول أنهم فى سدة الحكم و أنا كمسلم واجب عليا طاعتهم و محاولة إصلاحهم إن رأى أولى العلم منا أنهم ضلوا.
ولكن دائما هناك السؤال المرير لماذا هناك "أحزاب" إسلامية التوجه؟ أو بعبارة أوضح لماذا لا يكون الكل واحد و جميعنا يعبد إلهاً واحد؟!!!
و أنا هنا أعنى المعنى الأعم لماذا لا نتجه إلى الله جميعا فهو سبحانه أحق أن نفر إليه فى مثل هذه الأيام التى هى زمان فتن؟
لماذا لا نتمسك بكتاب الله، فلا احد ينكر أن الحرية الاسلامية –الحريةالاسلامية الحقة ليست تلك التى تستخدم الالفاظ النابية!!- هى نعم الحرية حيث حدودها تنتهى عند حرية الآخر دائما حتى لو كان هذا الآخر كافرا بالاسلام..!
لنتحلى أولا بتعاليم الاسلام قبل أن نطبق حدوده، حتى إذ طبقناها لم يعارضها سوى الفاسقون!!
ليبدأ كل منا بنفسه فاترك معصية انت معتاد عليها وان صغرت، عف لسانك، عف يدك فالمعروف للجميع ان ما يدفع فى الرشاوى فى مصر يفوق بكثير جدا ما تقترضه مصر لكى تطعم شعبها.!!
لماذا لا نقف وراء من يحكمونا الآن مع الاحتفاظ بروح الثورة بمعنى انه لم يعد هناك مجال للمحسوبية او الفساد او النهب من ثروات البلاد، فمن يحكمنا و يحقق لنا ذلك فنحن نرحب به أيا كان من هو. لنحول مشروع النهضة من خيال مترشحين لواقع يعيشه الشعب حتى و ان لم يكن هناك أصلا مشروعا للنهضة فعلا.!!
و تذكروا دائما حديث النبى الكريم الذى أسأنا الدفاع عن كرامته حين قال صلوات الله و سلامه عليه " ابدأ بنفسك"