قالت جماعة مراقبة أمريكية أن الحكم الديمقراطي تراجع على مستوى العالم كله عام 2011 وان المكاسب التي تحققت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربيع العربي هي مكاسب هشة للغاية .
وجاء في التقرير الذي نشرته "فريدام هاوس" تحت عنوان "دول في مفترق الطرق" ان تونس هي الدولة الوحيدة من بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي حسنت بشكل ملحوظ رصيدها في مجال الحكم بشكل عام.
وقالت الجماعة البحثية الأمريكية أنه على مستوى العالم فاق التدهور في طبيعة الحكم ما تحقق من تقدم وتصدر هذا تراجع شديد في محاسبة الحكومات وسيادة القانون في القضايا المدنية والجنائية.
وقالت فانيسا تاكر مديرة المشروع أن هذا التدهور هو صيحة تنبيه لدعاة الديمقراطية الذين كانوا يأملون أن تكون الإطاحة بحكام شموليين في تونس وليبيا ومصر هي بمثابة انفراجة حاسمة.
وأضافت "ليس واضحاً ما إذا كان الرفض الشعبي للنماذج القديمة للحكم الفردي ستترجم إلى تأييد مستمر لحكومة وليدة تمثل الشعب وإلى إصلاحات مؤسسية مثيرة للنزاع."
وأضافت "هناك حد لصبر المواطنين فيما يتعلق بالاستقرار السياسي وتعطل الاقتصاد وعدم الأمان الفعلي. والرغبة في العودة إلى بيئة أقل فوضوية قد تسمح للزعماء بالانزلاق مرة أخرى إلى عادات الحكم الشمولي المألوفة".
وتستخدم جماعات تعمل في قطاع التنمية بدرجة كبيرة معايير "فريدام هاوس" لتساعدها على معرفة ما إذا كانت حكومة ما قادرة على الاستفادة من المساعدات الأجنبية بشكل فعال. ويغطي التقرير الفترة من ابريل نيسان 2009 إلى ديسمبر 2011 .
وهناك أربعة معايير لتقييم 72 دولة شملها تقرير "دول في مفترق الطرق" وهي المساءلة وصوت الشعب والحريات المدنية وسيادة القانون وأخيراً محاربة الفساد والشفافية.
ويجري تقييم لنصف دول العالم كل عام لكن مصر وتونس قيمتا خلال العامين الماضيين على التوالي.
وتقول "فريدام هاوس" إن حصول الدولة على خمس نقاط من سبعة هو أقل مستوى للحكم الديمقراطي الفعال والذي تعتبره ضرورياً لوجود مجتمع منفتح وعادل ومزدهر.
وفي التقرير الأخير تحسنت تونس في كل المجالات وتصدر ذلك زيادة كبيرة في المحاسبة وصوت الشعب مما رفع مستواها إلى 4.11 نقطة من حوالي 2.36 نقطة قبل الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني عام 2011 . وأبرز التقرير مجالا يثير القلق هو حقوق المرأة قائلا أن الأحزاب السياسية الإسلامية أثارت مخاوف بشأن تراجع الحقوق القائمة.
وعلى الرغم من أن "فريدام هاوس" تستخدم مراقبين وخبراء ميدانيين ولديها لجنة استشارية فإن هذه القياسات يمكن أن تكون مثار جدل وان تتهم الجماعة الأمريكية بفرض وجهات نظر غربية غير موضوعية.
وزادت المحاسبة وعلا صوت الشعب أيضاً في مصر بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك لكن الإجراءات الأخرى ظلت بلا زيادة ولا نقصان مما أدى إلى زيادة طفيفة من 1.98 في عام 2010 إلى 2.25 في عام 2011 بالرغم من الانتخابات الحرة. وشملت المجالات المثيرة للقلق القيود على وسائل الإعلام والعداء للمنظمات غير الحكومية ومحاولات تقييد النشاط السياسي للمرأة من خلال "كشوف العذرية" التي قام بها أطباء في الجيش على ناشطات مصريات.
أما البحرين التي اعتبرت يوماً واحدة من الدول التي حققت تقدماً أكبر فقد تراجع رصيدها في كل المجالات إلى 2.03 نقطة من 3.27 نقطة عام 2004 . مواد متعلقة: 1. الأممالمتحدة تعد «قائمة سرية» لمجرمي الحرب في سوريا 2. رئيس البرلمان الليبى يتعهد بحشد كل الطاقات من أجل بناء ليبيا الجديدة 3. السفير الأمريكي بصنعاء يؤكد استعداد بلاده تعزيز التنمية والاستقرار باليمن