أثارغياب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عن محيط السفارة الأمريكية خلال الاحتجاجات الأخيرة واكتفائهم ببعض الوقفات الاحتجاجية أمام المساجد العديد من التساؤلات، ويُعد التساؤل الرئيس: لماذا لم يشارك الإخوان المسلمون في التظاهرات أمام السفارة الأمريكية ؟، وأسهم غياب الإخوان عن ساحة الأحداث في وجود العديد من التكهنات حول موقفهم، وفي محاولة منا لكشف غموض هذا الموقف نطرح عليكم آراء بعض العلماء. فأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط ": « إن ما فعله الإخوان يعد في صالحهم ، مستشهدا بالقاعدة الفقهية التي تنص على أن" درء المفاسد مقدمُ على جلب المنافع".
وأضاف قائلا " إن ما حدث أمام السفارة من اعتداء المتظاهرين على قوات الأمن و حرس السفارة الأمريكية أمر لا يرضي الله ورسوله"، مستنكرا ما حدث من قتل السفير الأمريكي في ليبيا، موجها اتهاما للمسلمين بأنهم وراء الإساءة للنبي، فهم دائما ما يقدمون أسوأ صورة لدينهم ونبيهم.
وأضاف كريمة، لكي ننصر محمد فعلينا إتباع سلوك أصحابه، فكثير من القصائد التي كانت تخرج كانت تسب الرسول ومع ذلك لم يقم الصحابة بالرد عليه ولا الرسول مما أدى الي اندثار تلك القصائد، وقال إن الناصر للرسول هو الله وليس البشر.
فيما يرى عبد الرحيم علي، الباحث في شؤون الإخوان المسلمين، أن منذ بدء ثورات الربيع العربي وبدأت الاتصالات تتكثف بين الأمريكان و الإخوان، مما أسهم في وصول الإخوان إلى الحكم ، مشيرا إلى تأثير الضغط الأمريكي على مصر لتخرج نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح حلفائهم الإخوان على حد قوله.
وقال إن حدوث اتصالات بين الإخوان والولايات المتحدة، أدى إلى تراجع جماعة الإخوان عن المشاركة في التظاهرات، لافتا إلى أن الإخوان على علاقة قوية مع أمريكا منذ عام 2004مضيفا بالقول« لو كان هذا الفيلم المسيء خلال عصر مبارك، لكان للإخوان رد فعل آخر...كنا سنراهم ساعتها يتظاهرون ويعتصمون".
وأوضح قائلا" إن الإخوان الآن يسعون لاستحداث قانون جديد لمنع التظاهر، والقضاء على معارضة أي قوى سياسية مختلفة معهم، منبها إلى أن الإخوان الذين طالبوا بإلغاء قانون الطوارئ في عهد مبارك، هم أنفسهم الإخوان الذي يسعون اليوم إلى تطبيقه، واصفا شعبية جماعة الإخوان خلال هذه الفترة بأنها تآكلت، لأنهم لم يعد لديهم مصداقية لدى رجل الشارع، ولن تزيد نسبتهم عن 35% من مقاعد البرلمان القادم بشرط نزاهة الانتخابات، على حد قوله. مواد متعلقة: 1. للمرة الثانية توقف أعمال السفارة الأميركية بالقاهرة 2. «بكار»: لا نُحمل أمريكا مسؤولية الفيلم المسيء.. و«سلفيون» يصفونه بفتى المارينز المكار 3. ياسر علي ينفي دخول «المارينز» أرض مصر.. ويقول: لا مبرر للاعتداء على السفارات