أ ش أ - اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين، بتطورات الأوضاع على الساحة العراقية وبالمشهد السياسي في اليمن ، والمجازر السورية. وقالت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها تحت عنوان "دماء العراق" أن التفجيرات في العراق تتنقل من دون أن تترك أحدا بين قتيل وجريح إلى جانب الخراب، والهدف الوحيد حتى من دون إعلان هو تعميم الفوضى ومنع استرداد العراق لنفسه وموقعه ودوره وثرواته البشرية والطبيعية.
واضافت الصحيفة فى افتتاحيتها التى نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية "وام": "إن الاحتلال - في إشارة للولايات المتحدة - زرع الفوضى تحت سقف الكثير من الشعارات البراقة التي لم يمارس غير نقيضها وها هو العراق بعد الإعلان عن رحيله ما زال يعاني لكأن الفوضى التي استدرجت إلى هذا البلد وزرعت فيه الموت والدمار والتهجير وتفتيت النسيج الاجتماعي ما زالت مصرة على أداء "الدور" نفسه .. تفجيرات لا هم لأصحابها سوى القتل، وتتخذ في كثير من الأحيان "لبوسا فتنويا" عندما تضرب هذه المنطقة أو تلك هذا الحي أو ذاك وكذلك استهداف المساجد ، على أساس فرز جهوي أو طائفي أو مذهبي واضح".
وتابعت قائلة: "إن الدولة ما زالت تعاني من هشاشة بعد كل الذي مر به العراق لعقود من الزمن قبل الغزو والاحتلال وخلاله وبعده وسبب أساسي من أسباب عدة هذه الصراعات الممتدة بين قواه السياسية لأغراض لا تخفى على أحد".
وأكدت الصحيفة أن من واجب هذه القوى في الحكم كانت أم في المعارضة الالتفات أكثر إلى مصلحة البلد، بعيدا من نزاعات المناصب والمكاسب وقالت: "إن حال العراق نتيجة الفوضى التي ما زالت تضربه لا يسر أحدا وعلى قادة هذه القوى العمل بكل عزم لقطع الطريق على ما يديم دوامة القتل والتخريب والتهجير هذه خصوصا أن أشباح التفتيت و"شهوات" الانفصال ما زالت متحكمة برؤوس البعض.
وخلصت "الخليج" إلى القول: "لقد نزف العراق كثيرا من دماء أبنائه ومن رصيده ومن قدرات كان يمتلكها كان من شأنها وضعه في مصاف الدول التي تواكب العصر وتعيشه وآن الأوان لوضع حد لهذه الفوضى وصانعيها ومرتكبيها".
ومن جهتها وتحت عنوان "اليمن وفصول أزمة جديدة" قالت صحيفة "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم " يبدو أن المشهد السياسي في اليمن على أعتاب أزمة سياسية جديدة عقب اقتحام البرلمان من قبل مسلحين قبليين موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ما أدى إلى تعليق جلسات البرلمان".
وأضافت: "إن الحادثة تأتي لتشي بأن البلد الشقيق بحاجة إلى تنفيذ المبادرة الخليجية بشكل عاجل وبكامل آلياتها التنفيذية، حتى تضع حدا لهذه الممارسات"، مؤكدة أن عجلة التنمية في اليمن لن تأخذ مسارها الصحيح طالما الصراعات السياسية باقية وطالما أن الأمن لم يستتب بعد.
وتابعت: "إن ثمة تحديات لا تزال تلوح في أفق المشهد اليمني على رأسها ملف الأمن الذي هو مفتاح كافة الأزمات وحلها الناجع هذا الملف يستدعي المضي قدما في إعادة هيكلة الجيش وجعل ولائه لليمن ولا شيء سوى اليمن وكذلك بناء جيش قوي قادر على التصدي لحالات الانفلات الأمني الخطير الذي يعاني منه اليمن بالإضافة إلى التصدي لمخاطر تنظيم القاعدة ولعل السلطات اليمنية تسير بخطى راسخة في مواجهة خطر هذا التنظيم".
وأوضحت أنه بالتوازي فإن إنجاز الحوار الوطني بين كافة القوى والأحزاب اليمنية بما يحقق المصلحة للعليا لليمن يمثل إحدى أهم التحديات التي تستدعي من الجميع التكاتف من أجل العبور من هذه المرحلة الحرجة.
وأكدت أن الحوار الوطني اليمني في هذه المرحلة الدقيقة التي تأتي عقب تسوية الأزمة السياسية الطاحنة هو أمر مرحب به في كل وقت لا سيما في هذا الظرف الدقيق من عمر هذا البلد الشقيق وعلى كل الأطراف تحمل المسئولية إزاء هذا الحوار والمشاركة بفاعلية في الخروج منه بآليات واضحة لمعالجة كل المشكلات الراهنة التي تؤرق اليمنيين وعلى رأسها معالجة الوضع الأمني وإعادة هيكلة الجيش والتعامل مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة والأوضاع الإنسانية المتردية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة "إن المضي قدما في بناء مستقبل اليمن يتطلب من كل القوى المشاركة بفاعلية في الحوار الوطني الذي يمهد للتوافق على سبل معالجة التحديات الطاحنة التي تواجهه".
ومن جانبها ذكرت صحيفة "الوطن" القطرية أن استمرار موجة الاحتجاجات فى سوريا على الرغم من القمع الوحشى والمذابح الجماعية التى يرتكبها النظام فى حق المتظاهرين يرجع إلى أسباب متراكمة على مدار الاربعين عاما الماضية والتى تصب كلها فى سعى كافة أجهزة ومؤسسات النظام لتحويل الشعب إلى عبيد.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم الاثنين: "إن المحتجين المعارضين للنظام أدركوا أن التراجع عن موقفهم سوف يقودهم إلى نتائج وخيمة لذلك تواصلت التظاهرات الحاشدة المناوئة للنظام على الرغم من القمع الوحشى والمذابح الجماعية التى ترتكبها الأجهزة الأمنية فى حق المحتجين بغرض ترويع المدنيين ودفعهم إلى الاستسلام".
وأكدت "الوطن" أن الأمور وصلت الأن إلى نقطة اللاعودة لكن ذلك لا يعنى أن انتصار الثورة السورية بات وشيكا ، فإن الدعم الذى يتلقاه النظام السورى من روسيا والصين وإيران يجعل الصورة تبدو مشوشة وعدم وضوح رؤية المجتمع الدولى من الوقوف إلى جانب الشعب من عدمه، فإن الأيام المقبلة تنذر بوقوع مذابح بشكل من الممكن أن يفوق بكثير مارأيناه فى البلقان إن لم تكن الأمور قد تجاوزت مارأيناه هناك بالفعل.
وشددت الصحيفة القطرية على أن العقوبات الدولية التى وقفت بجانبها أوروبا والولايات المتحدة ومعظم الدول العربية لن تكون كافية لدفع النظام السورى باتجاه إعادة النظر فى مواقفه تمهيدا للتخلى عن السلطة.
وأوضحت فى هذا الصدد أن النظام السورى يخوض معركة بقاء وهو مستعد للمضى قدما فى مغامرته إلى أبعد مدى ممكن الأمر الذى يحتم على المجتمع الدولى التحرك سريعا وقبل فوات الأوان منعا لحدوث مأساة إنسانية بدأت فصولها بالفعل.
وخلصت الصحيفة إلى ضرورة التأكيد على أن ما يحدث فى سوريا هو بحق مأساة مروعة تحتاج إلى ماهو أكثر تأثيرا من الكلمات وحدها أى إلى تحرك عاجل يدرك معه النظام السورى أن الوقت حان لمنح الشعب حقه المشروع فى تقرير مصيره بعد أربعين عاما من الذل والهوان. مواد متعلقة: 1. مؤتمر وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا ومؤتمر المانحين بالرياض يتصدران اهتمامات الصحف العربية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. صحف عربية : كارثة انسانية في حلب وكشف مكان جثة الامام موسى الصدر