قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، التي أطلق عليها عملية "الرصاص المصبوب"، كبحت جماح حماس، وأنها تمنعها من الدخول في جولة أخرى من المواجهات مع إسرائيل. وأضافت بالرغم من سقوط القتلى الفلسطينيين، ليس هناك شهية كبيرة لدى المنظمات في غزة لفتح مناوشات جديدة، حتى لا تخسر، على الأقل في الوقت الراهن، والسبب الأساسي في ذلك يرتبط بنتائج عملية "لرصاص المصبوب"، التي أظهرت التوازن الحقيقي للقوة العسكرية بين الطرفين، فحماس لا تزال تذكر جيداً ذلك وليس لديها اهتمام خاص لتكرار التجربة مجدداً، أما الجهاد الإسلامي فلا تزال تجلس بهدوء مع اعتباراتها الخاصة.
وأوضحت الصحيفة، أن ايهود باراك وغابي اشكنازي و يوآف جالانت، الذين ادارو الحرب على قطاع غزة قبل أربع سنوات، سوف يظهرون صباح الجمعة في مؤتمر من هرتسيليا ليتحدثوا عن عواقب تلك العملية، لكن المثير للاهتمام أن يأتي النظر في نتائج تلك العملية، في ظل 'تبادل إطلاق النار على حدود غزة خلال اليومين الماضيين، ومقتل ستة مسلحين فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن المجموعة المسلحة التي تم قتلها وسط القطاع، كانت تنوي إطلاق صاروخ بعيد المدى على مدينة بئر السبع، وأنها تنتمي لخلية إسلامية متشددة، في حين قتل الجيش الإسرائيلي الخميس مجموعة حاولت زرع متفجرات قرب الحدود وأنها تتبع لجماعة صغيرة مقربة من حماس التي لا تزال تحافظ على الاتصال معها.
وتابعت الصحيفة، رغم الاعتبارات الإستراتيجية فإن حماس تتخوف من مواجهة عسكرية تفقد فيها السيطرة على غزة، ولها اعتبارات أخرى منها العلاقات مع "الأخ الأكبر" (الإخوان المسلمين) في مصر، وحساسية تلك العلاقة وصعوبة التكهن كيف يمكن أن يستجيب النظام الجديد في القاهرة للتصعيد بين إسرائيل وقطاع غزة.
وقالت إن حماس تحكمها اعتبارات عديدة منها التحسن الواضح على الوضع الاقتصادي في غزة، والتعاون الاقتصادي 'الغير مباشر مع إسرائيل' رغم 'النفي الرسمي'، لكن تحذر حماس من المساومة عليها، وحقيقةً فإن حماس لم تشعر بالتعاطف مع ضحايا الهجمات الأخيرة، خصوصاً عناصر الجماعات 'الراديكالية'، الأكثر تطرفاً والمقربة من القاعدة، وأنها "أي حماس" اعتقلت خلال أسبوع 20 من عناصر تلك الجماعات، ومع ذلك لم يتم الانتهاء من الجولة الحالية، فلم تبدأ بعد الفصائل الردايكالية في هجماتها لإطلاق الصواريخ رداً على وقوع قتلى في الجانب الفلسطيني، وقد يؤدي ذلك بحماس لتغيير موقفها إن حصل كما قالت الصحيفة الإسرائيلية. مواد متعلقة: 1. اسرائيل تفرج عن نائب مقدسي تابع لحركة "حماس" 2. "يديعوت أحرونوت": سقوط صاروخين جنوب اسرائيل دون وقوع إصابات 3. الاحتلال الاسرائيلي يداهم بلدات وأحياء فى الخليل