القدس المحتلة: ذكرت صحيفة إسرائيلية الاثنين أن المحادثات المكثفة التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين بين مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسئولين أمريكيين أدت إلى التوصل لاتفاق سري بين الجانبين يقضي بتقليص البناء الاستيطاني في القدسالمحتلة، مشيرة إلى ان إسرائيل اعتذرت لواشنطن عن اعلان بناء المستوطنات خلال زيارة نائب الرئيس جوزيف بايدن. ونقلت صحيفة " القدس العربي" اللندنية عن صحيفة "معاريف" إن إسرائيل والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهمات سرية بشأن البناء الاستيطاني في القدس واتفقا على إبقاء التفاهمات سرية وعدم الإعلان عنها وفي حال تسربها إلى وسائل الإعلام سيكون بالإمكان نفيها بشكل قاطع وذلك من أجل عدم وضع مصاعب أمام نتنياهو في تحالف اليميني عموما وداخل حزبه "الليكود" خصوصًا. وأضافت الصحيفة: "تبين من هذه التفاهمات أنه خلافا لتفاخر نتنياهو بأنه قال "لا" لمطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تجميد الاستيطان في القدسالشرقية، فإن رده لم يكن "نعم" وإنما شيء ما في الوسط وهو أقرب إلى الموافقة على التجميد وعدم تنفيذ أعمال بناء واسعة". وتابعت الصحيفة: " إن الترجمة الأصح لهذه التفاهمات هي "نعم، ولكن" وذلك بعد محادثات مكثفة أجراها باسم نتنياهو مبعوثه الخاص المحامي يتسحاق مولخو وعن الجانب الأمريكي مستشار أوباما لشئون الشرق الأوسط دان شبيرو". واتفق الجانبان على عدم الإعلان عن تجميد البناء، وأن بإمكان نتنياهو الاستمرار في الإعلان بأنه لم يوافق على التجميد بينما وعد في الواقع بإرجاء تنفيذ مخطط بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رمات شلومو في شمال القدسالمحتلة لعدة سنوات وعدم إقرار مخططات بناء استيطانية جديدة. كذلك تعهد نتنياهو باستغلال صلاحياته كرئيس للوزراء من أجل منع نشاط إسرائيلي زائد في الأحياء العربية في القدسالمحتلة لكن هذه التفاهمات لا تشمل الأنشطة الاستيطانية الجاري تنفيذها مثل أعمال البناء في موقع فندق "شيبرد" في حي الشيخ جراح وتحويله إلى بؤرة استيطانية. وتقضي التفاهمات وفقا لمعاريف بأنه في حال واجه نتنياهو أزمة كبيرة أو تعرض لضغوط كبيرة أو تم تسريب التفاهمات فإن الجانب الأمريكي يميل إلى تمكينه من المصادقة على تنفيذ أعمال بناء رمزية بتنسيق صامت مع الأمريكيين لكي تبقى صورته كمن لم يطأطئ رأسه واستسلم أمام الضغوط الأمريكية. وشددت الصحيفة على أن أعضاء هيئة السباعية الوزارية الإسرائيلية سيوافقون على صيغة القول لا للتجميد والتصرف كأنه قيل نعم. وتابعت أنه في الوضع الحالي وفي حال عدم حدوث أية مفاجآت في اللحظة الأخيرة فإنه سيتم في الوقت القريب الإعلان عن بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وكررت الصحيفة موقف نتنياهو بأن الجانب الفلسطيني أخطأ عندما اشترط تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات. لكن الصحيفة حذرت من أن النشر في صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة الماضي عن موافقة نتنياهو على قيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة جاء قبل أوانه وأنه يعبر بصمت عن موافقته عليه لكنه من الناحية العملية يأمل بأن يكون هذا الاقتراح رافعة لتفجير أي احتمال للتقدم في العملية السياسية. ودعت الصحيفة إلى الاستعداد للأزمة المقبلة. في غضون ذلك أشارت "معاريف" إلى ان وزير الداخلية إلياهو يشاي اعتذر أمام المسئولين الأمريكيين على إقرار مخطط البناء في مستوطنة "رمات شلومو" خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن. وعبر يشاي عن اعتذاره على "انعدام الحساسية" الذي بدر منه بالمصادقة على مخطط البناء في مستوطنة رمات شلومو خلال زيارة بايدن لإسرائيل بداية الشهر الماضي ما أدى إلى نشوء أزمة عميقة في العلاقات بين الدولتين. يذكر ان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل غادر إسرائيل الأحد بعدما أجرى سلسلة محادثات مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية منذ الجمعة الماضي بهدف التقدم نحو الإعلان عن بدء المفاوضات غير المباشرة. وأعلن ميتشل أنه يعتزم العودة إلى المنطقة يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل لمتابعة الاتصالات.