سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاجتماع الأمني الثاني للحكومة المتعلق بالشأن الإيراني بسبب وجود تسريبات عن مداولات سرية تشير إلى وجود فشل أمنى يمكن أن يقوض الجهود التي يبذلها لإبراز جبهة موحدة للغرب حول كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. ونقلت الصحيفة عن عدد من الخبراء في سياق تعليقها اليوم الخميس - قولهم :"بأنه لم يتضح ما يحاول نتنياهو القيام به ، في إشارة إلى أن بوادر الانقسام قد تجعل من الصعوبة أمامه الصمود في وجه إمكانية توجيه ضربة عسكرية أحادية الجانب أو أن هذه الخطوة قد تعكس ببساطة إحباطه من عدم الانضباط بين كبار وزرائه.
ونسبت الصحيفة إلى مسئولين سابقين ومحللين تحذيرهم من أن تفسير إلغاء اجتماع يوم أمس الأربعاء قد يؤخذ باعتبار أنه إشارة إلى أن قرار توجية ضربة للمنشآت النووية الإيرانية ليس وشيكا ، أو على العكس ، حيث قد يشير إلى أن الحاجة إلى السرية المطلقة قد تكون بسبب أن القرار سيأخذ شكلا ملموساً.
وأوضح افرايم هاليفي الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" أن وجود تسريبات يعنى وجود خلل أمنى لدى إسرائيل ، مطالبا بضرورة أن يتخذ هذا الموضوع على محمل الجد.
وتشير تكهنات عددا من المحللين إلى أن بعض التقارير التى نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية قد أثارت غضب رئيس الوزراء الإسرائيلى لأنها تبدو وكأنها تقوض الشعور بالحاجة الملحة التي يحاول نتنياهو أن يعرب عنها لكبح الطموح الإيراني نحو امتلاك أسلحة نووية - حسبما أشارت الصحيفة الأمريكية - .
ومن جانبه، رجح مدير برنامج الدراسات الأمنية والعسكرية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "مايكل آيزنشتات" ، أن التسريبات يمكن أن تقوض من الرسالة التي يحاول رئيس الوزراء إرسالها إلى الولاياتالمتحدةوإيران والمجتمع الدولي ، مشيراً إلى أن التعليقات في تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت كانت بمثابة "انتقادا ضمنياً للنهج الذي يتبعه نتنياهو".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن إلغاء الاجتماع يأتي على خلفية اتصالات جرت بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول القضية الإيرانية ، مشيرة إلى أن نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك سيزروان واشنطن هذا الشهر للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر بعض المحللين أن نتنياهو قد بالغ في تقدير قدرته على إقناع الجانب الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة لرئيس هيئة الأركان المشتركة ، الجنرال مارتن ديمبسي ، بأن التحالف الدولي للبلدان التي تطبق عقوبات ضد إيران "يمكن التراجع عنها" ، إذا تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي "قبل الأوان" .
مواد متعلقة: 1. صحفية أمريكية محلية:"رومني"و"نتنياهو" تورطا بمحاولة اغتيال رئيس الأركان الامريكى بأفغانستان 2. نتنياهو: العقوبات الدولية تثقل كاهل إيران.. ولا تؤخر تطوير مشروعها النووي 3. نتنياهو يطالب ب"خط أحمر" لبرنامج إيران النووي