فيما يشهد الواقع التونسي حراكاً سياسياً كبيراً على خلفية عقد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الشريك في الائتلاف الحاكم مؤتمره العام، لاحت دعوات شبابية، من كوادر حركة النهضة الإسلامية، الشريك الثاني في الحكم، على تنظيم مليونية بهدف ما أسموه المحاسبة والتطهير وإعلان نهاية بقايا حزب بن علي، فيما أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن القلق إزاء الإسراع في إصدار مذكرة توقيف بحق مدير تلفزيون تونسي. ودعا شباب حركة النهضة إلى تنظيم مسيرة مليونية غير مسبوقة بساحة القصبة الجمعة المقبل تحت شعار: "مليونية المحاسبة والتطهير".
وقال شباب حركة النهضة الذي تقود الائتلاف الحاكم في تونس على صفحتهم على موقع "فيسبوك" التواصل الاجتماعي :"إنّ المسيرة غير المسبوقة منذ الثورة، تهدف إلى استعادة حقوق المظلومين ومحاسبة المجرمين"، لافتين إلى أنّها "ستطالب بإعدام كل العناصر الأمنية المتورطة في قتل شهداء الثورة"، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنّ "المسيرة ستكون بمثابة إعلان النهاية لبقايا حزب التجمع الدستوري المنحل".
تجدر الاشارة إلى أنّ الدعوة لقيت تشجيعا من كوادر حكومية ينتمون لحركة النهضة، بينهم مستشار رئيس الحكومة لطفي زيتون.
على صعيد ذي صلة أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن "بالغ القلق" إزاء ما أسمتها "عيوب الإجراءات" التي أسهمت في تسريع إصدار مذكرة التوقيف ضد سامي الفهري مدير تليفزيون "التونسية" الخاص الذي اشتهر ببث برنامج سياسي ساخر ينتقد حركة النهضة.
وأوضحت المنظمة في بيان تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه، أنّها "تطالب بإقامة محاكمة عادلة لسامي الفهري لا تشهد أي تدخّل من السلطة"، مردفة القول :"إنه بالتوازي مع هذا الفصل القضائي، أقدم أربعة أفراد على الاعتداء على المصور التلفزيوني سليم الطرابلسي العامل في قناة التونسية، وذلك عبر ضربه بالهراوات وتهديده باستخدام السلاح الأبيض".
ولفتت المنظمة إلى أنّه وأثناء الاعتداء سمع المصور اسم سامي الفهري مرات عدة وقد هدد المعتدون عليه بشكل غير مباشر الصحفيين والتقنيين العاملين في قناة التونسية، مكررين أنهم سينالون منهم الواحد تلو الآخر، مضيفة أنّه "عشية صدور مذكرة التوقيف، علم محامو الدفاع أنّ تقرير الخبراء المكوّن من 3000 صفحة لم يحوّل بعد إلى الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف".
وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى أنّها لاحظت ملاحقة الفهري في القضية بصفته متواطئا، فيما يتمتع المتهمون الأساسيون بحريتهم"، لافتة إلى أن سرعة الغرفة الجنائية في إصدار حكمها في محاكمة بدأت منذ عام ونصف العام، والعيب في الشكل الفاضح ملفتان ويدفعاننا إلى التساؤل حول دوافع المحكمة والقضاة.
واعتبرت "مراسلون بلا حدود" أنّ التصريحات الصادرة مؤخّرا عن مسئولين سياسيين مستائين من السخرية من قادة البلاد في برامج تلفزيونية "تثير القلق". وقبل ثلاثة أيام أصدرت الغرفة الجنائية لمحكمة الاستئناف بتونس مذكرة توقيف بحق الفهري الذي يلاحق مع آخرين في قضية بدأت قبل عام ونصف العام وتتعلق بإلحاق أضرار مالية بالتلفزيون الحكومي التونسي خلال فترة حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
واتهم الفهري حركة النهضة بتحريك القضاء ضده على خلفية بث قناته برنامج "اللوجيك" السياسي الساخر، والذي يتضمن فقرة "القلابس" وهي دمى متحركة ترقص وتغني وتجسم شخصيات حكومية وسياسية تونسية شهيرة مثل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وأمين عام الحركة رئيس الحكومة حمادي الجبالي والرئيس منصف المرزوقي. مواد متعلقة: 1. المرزوقي و"النهضة" التونسية على صفيح ساخن (فيديو) 2. وفد من "النهضة" التونسية يصل القاهرة 3. إسلاميو النهضة يريدون "تطهير" الإعلام التونسي