شهدت الأيام الثلاثة الماضية موجة نزوح غير مسبوقة للاجئين السوريين خاصة من ريف دمشق إلى الأردن حيث اجتاز قرابة 3000 منهم الشريط الحدودي بمنطقة "تل شهاب" السورية المحاذية لبلدة "الذنيبة" الأردنية هربا من الأحداث التي تشهدها بلادهم. ونقلت صحيفة "الغد" الأردنية الصادرة اليوم "الأربعاء" عن مصادر أمنية قولها"إنه تم تأمين هؤلاء اللاجئين وأغلبهم من الأطفال وكبار السن والذين قدموا من ريف دمشق في مخيم "الزعتري" بمحافظة المفرق (75 كيلو مترا شمال شرق عمان )، في حين نقل المصابون منهم إلى مستشفى مدينة الرمثا المتاخمة للحدود بين البلدين(95 كيلو مترا شمال العاصمة الأردنية) لتلقي العلاج.
وأضافت المصادر أن الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين قدمت من مناطق ريف دمشق التي شهدت أعنف موجة قصف من قبل الجيش السوري النظامي.
وذكرت الصحيفة بأن معدل لجوء السوريين للأردن تراوح في الأسابيع الماضية بين 400 و700 لاجئ يوميا وكان نصيب مناطق درعا وحمص ودمشق من اللاجئين هو الأكبر.
ويعاني اللاجئون السوريون -الذين لجأوا للأردن منذ نحو شهر- من ظروف قاسية بعد أن أوقفت السلطات الأردنية نظام الكفالات الذي كان يمنحهم السكن داخل المدن الأردنية وبدأت في تحويلهم لمخيم الزعتري الواقع في منطقة صحراوية تابعة لمحافظة المفرق قرب الحدود السورية الأردنية.
من ناحية أخرى ، قال مصدر مطلع فضل عدم الإفصاح عن اسمه إن مدير كلية الدفاع الوطني بالأكاديمية العسكرية اللواء الركن محمد الحاج علي المنشق عن النظام السوري دخل إلى الأردن منذ أيام عديدة وأنه يقيم في منطقة أمنة .
وأضاف المصدر أن اللواء انشق عن النظام السوري منذ حوالي أسبوعين، مشيرا إلى أنه دخل الحدود الأردنية عن طريق مدينة الرمثا بعد تعاونه مع الجيش السوري الحر في تأمين وصوله إلي المناطق الحدودية، مشيرا إلى أن اللواء المنشق من منطقة خربة غزالة والتي تقع على بعد 20 كيلو مترا من محافظة درعا.
وكان المئات من اللاجئين السوريين في محافظة إربد(95 كيلو مترا شمال عمان) قد نظموا أمس مسيرة جابت عددا من شوارع المدينة احتجاجا على المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري التي راح ضحيتها الآلاف غالبيتهم من الأطفال، مطالبين بإيجاد حل سريع يضع حدا للقتل والدمار في سوريا.
ودعوا الدول العربية إلى اتخاذ مواقف واضحة لنصرة هذا الشعب وإيجاد مخرج يضع حدا لمشاهد الدماء التي تراق يوميا في مختلف المحافظات السورية التي تطالب بحريتها، وطالبوا الدول العربية بطرد السفراء من الدول التي ما زالوا بها أسوة بالدول الأوروبية التي قامت بطردهم.
وطالبوا بحماية دولية وتدخل دولي لإنقاذ الشعب السوري وهتفوا بالتحية للجيش السوري الحر، مطالبين بمقاضاة الرئيس بشار الأسد.
كما طالب المشاركون في المسيرة بطرد سفراء كل من روسيا والصين وإيران من كل الدول العربية لمشاركة تلك الدول بقتل الشعب السوري"، وذلك بدعمهم للنظام السوري بالسلاح والمال على حد وصفهم.
واستنكر المشاركون موقف الدول العربية الساعي إلى المفاوضات السياسية مع النظام السوري ما يتيح الفرصة له لقتل الشعب السوري، مؤكدين أن الحل الوحيد هو بتدخل قوات عربية ودعم الجيش السوري الحر بالمال والسلاح.