ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الخميس أنه بينما تتجه أنظار العالم كافة إلى الصراع المحتدم في سوريا،يشعر اللبنانيون بخطر حقيقي يهدد الاستقرار النسبي الذي ينعمون به وذلك بعد تسرب الاضطربات وأعمال العنف من الجارة سوريا إلى داخل أراضيهم،معتبرة أن المخاطر التي تحيط باللبنانيين لا تقل في أهميتها ووطأتها تلك التي تحدق بسوريا. وأوضحت الصحيفةفي سياق مقال إفتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أنه من بين جميع الدول العربية،لطالما كان لبنان "الصغير"عرضة للتداعيات الازمات والصرعات التي تحدث في دول منطقة الشرق الاوسط الكبرى.
وأردفت الصحيفة تقول أن تسرب الصراع السوري إلى لبنان قد فرض عليها الدور ذاته؛ وهو أن تكون ساحة المعركة التي تشهد الصرعات السياسية والاستراتيجية الاقليمية التي تصل في بعض الاحيان إلى حرب بالوكالة يخوضها أبناء الشعب اللبناني نيابة عن الاطرف الاقليمية المتنازعة وتعيد رسم ملامح المنطقة برمتها.
وأضافت"يتبلور الدور اللبناني من خلال الازمة السورية الراهنة في دعم نظام السوري بشار الاسد إلى جانب الايرانيين والروس ضد الثوار في سوريا والانظمة العربية والولايات المتحدة،فربما يكون دورا يراه البعض ثانويا وليس جذريا بالنسبة لمعطيات الازمة السورية إلا أنه لا يجعل الامور أقل خطورة ولايبدد جميع المخاوف التي تحدق باستقرار لبنان كذلك لا يستهوي قطاع عريض من البنانيين حسب تعبير الصحيفة
واعتبرت "الجارديان" البريطانية أن الملامح الرئيسية للصدع الذي لطالما هدد استقرار المجتمع اللبناني المتمثلة في الخلافات والنزعات بين المسيحيين والمسلمين ينعكس الان بشكل واضح في صراع إقليمي يأخذ شكلا أكبر ين أبناء المذهب السني والشيعة
ونوهت الصحيفة في هذا الصدد بنتائج استطلاع رأي أجري حول الدور الذي تلعبه جماعة حزب الله اللبنانية في الصراع الدائر في سوريا كشفت أن 94% من اللبنانيين السنة يكنون مشاعر كره وعدائية لحزب الله مقابل 94% من الشيعة مناصرين وداعمين له ولسياساته.
وأشارت الصحيفة إلى أن عالم السياسة اللبناني يشهد انقساما بين كتلتين بارزتين وهى كتلة ال14 من مارس المناهضة لسوريا وأغلبها من السنة مقابل كتلة ال8 من مارس بزعامة حزب الله،موضحة أنه على الرغم من أن الاخيرة هى من تتولى مقاليد الحكم حاليا غير أن كتلة ال14 من أذار مدعومة في ذلك بالثورة السورية التي تقودها الاغلبية السنية قد تتنازع السلطة مع حزب الله.
كما رأت الصحيفة-في ختام تعليقها-أنه على الرغم من أن المنافسة بين السنة والشيعة في لبنان لا تزال بصبغة سياسية لاسيما في ظل وجود رغبة حقيقة من قبل جميع الاطراف في الابقاء عليها كذلك إلا إنه كلما تدهورت الامور وتفاقمت الاحداث في سوريا كلما جعلت من حلم اللبنانيين باستقرار مستدام أمرا بعيد المنال.