غزة: يلتقي المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في رام الله الأربعاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أول لقاء بينهما منذ انطلاق المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية غير المباشرة بوساطة. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية الأربعاء عن مصادر فلسطينية وصفتها بالمطلعة جدا قولها: " إن عباس يعتزم ابلاغ ميتشل اليوم في لقائهما برام الله موافقة الجانب الفلسطيني على وجود قوات من حلف الاطلسي على اراضي الدولة الفلسطينية المرتقبة". وأضافت المصادر "قوات الاطلسي ستتكفل بمراقبة حدود الدولة الفلسطينية والمعابر لمنع دخول اسلحة للدولة التي ستكون منزوعة السلاح ، اضافة لتوفير الحماية للدولة الفتية من اعتداءات جارتها اسرائيل". وتابعت "عباس سيطالب بحماية امريكية واوروبية للدولة الفلسطينية من جارتها إسرائيل ، فضلا عن إقامة الدولة الفلسطينية على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 مع امكانية اجراء تبادل اراض مع إسرائيل التي تعتزم الاحتفاظ بالتجمعات الاستيطانية الكبيرة. كما يطالب عباس بتوفير ممر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة وستكون مساحته محسوبة من نسبة الاراضي التي سيجري مبادلتها بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والتي لن تزيد عن 4 بالمئة من مساحة الضفة على حد قول المصادر. وكان ميتشل قد التقى فور وصوله إسرائيل الثلاثاء بوزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك وبحثا استئناف المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية. وذكرت وسائل اعلام إسرائيلية ان اللقاء الذي عقد في تل أبيب كان قصيراً ولم تصدر عنه أية بيانات أو تصريحات سوى أن الطرفين بحثا موضوع المفاوضات غير المباشرة. وقال البيت الأبيض إنه سيحمل أي جانب المسئولية عن أي إجراءات تتخذ قد تقوض المفاوضات. ويهدف هذا التعهد في جانب منه فيما يبدو إلى تبديد مخاوف عباس من احتمال أن تعلن الحكومة الإسرائيلية ذات التوجهات اليمينية عن مزيد من التوسع في بناء مساكن لليهود في القدس ومحيطها. ويقوم ميتشل برحلات مكوكية بين إسرائيل والضفة الغربية في أول جلسات لبحث الموضوعات الجوهرية منذ أن وافق الفلسطينيون على إجراء محادثات غير مباشرة على مدى أربعة أشهر. ولا يأمل أي من الطرفين في تحقيق انفراج ومع ذلك يتخذان خطوات لبناء الثقة. وكان ميتشل غادر المنطقة قبل أسبوع بعد ان تمكن من الحصول على موافقة الطرفين على بدء محادثات "غير مباشرة" بوساطة امريكية. ووافق الفلسطينيون في مارس/ آذار على المشاركة في المحادثات غير المباشرة، لكنهم تراجعوا بعد اعلان اسرائيل خطة لبناء 1600 وحدة سكنية في القدسالشرقية العربية المحتلة. وبعدما تلقوا تأكيدات في شأن تعليق توسيع المستوطنات في القدس، وافق الفلسطينيون على اجراء مفاوضات غير مباشرة مع الدولة العبرية. وما زالت الخلافات قائمة بين الجانبين في شأن القضايا الأساسية، أي ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المقبلة ووضع القدس والاستيطان في الضفة الغربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين.