منذ نهاية عام 2010 حين عين السيد كامل حميد محافظاً للخليل وضع رؤية خاصة لمجابهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد البلدة القديمة ومضايقة الأهالى والزائرين بشكل مستمر تتمثل فى التعاون بين كافة المؤسسات والوزارات لزيادة الاهتمام بالبلدة وتعزيز صمود المواطنين وأصحاب المحلات التجارية بها من خلال إعادة تفعيل مكتب المحافظة بالبلدة القديمة وتعيين مستشار للمحافظ لشؤونها . ويكشف تقرير المحافظة ولأول مرة انتهاكات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلى للمسجد الإبراهيمي منذ عام 1967 ودور محافظة الخليل منذ عام 2010 فى مقاومة انتهاكات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلى والحصار والتجويع للشعب الفلسطينى فى البلدة القديمة تدنيس المسجد الإبراهيمى يشير التقرير إلى النية المبيتة للاحتلال الإسرائيلى في انتهاك المقدسات وتدنيسها والاعتداء على المصلين مما يؤكد الفكر العدوانى الإسرائيلى والتصرف الهمجى المهين للأديان المذل لمشاعر المسلمين فمنذ أن وطئت أقدام الاحتلال الإسرائيلى للأرض المباركة فى السابع من يونيو 1967 باشر الاحتلال الاعتداء على المسجد الإبراهيمى منذ اللحظة الأولى لاحتلاله فدخله الجنود عنوة ورفعوا العلم الإسرائيلى فوقه ومنعوا المصلين المسلمين من دخوله .
وتواصلت الاعتداءات والاقتحامات حتى أصبحت شبه يومية ففى 18 ديسمبر 1967 أدخل الاحتلال إلى المسجد خزانة خشبية فيها نسخ من التوراة وفى 11 أكتوبر 1968 نسف الدرج المؤدى إلى المسجد وهدم البئر الأثري الملاصق لسوره وفى 31 أكتوبر نفس العام أبلغ الحاكم العسكرى فى الخليل مدير الأوقاف ورئيس السدنة بضم اليعقوبية (جزء من المسجد) لتكون مكانا لصلاة اليهود بالإضافة للإبراهيمية وفى 2 نوفمبر 1976 دخل 15 مستوطنا المسجد ومزقوا المصاحف وداسوا عليها ومكثوا بضع ساعات .
وفى 13 يناير 1977 تقدم جندى إسرائيلى ووقف خلف المصلين خلال صلاة الظهر ورش مادة تشبه الفلفل جعلتهم يصابون بالسعال والعطس وفى 31 مايو 1987 سب جنود الاحتلال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عند رفع الآذان وهددوا الحراس بالقتل إذا استمروا وفى 13 أكتوبر 1987 أبلغ الحاكم الإدارى رئيس السدنة بتركيب أجهزة إلكترونية على المداخل الرئيسية الثلاثة ووضع عدسات تلفزيونية وبوابات إلكترونية وفى 18 سبتمبر 1991 انهال المستوطنون بالكراسى على المصلين بعد صلاة العصر وبعثروا الحواجز الحديدية ودخلوا المسجد بأحذيتهم وضربوا الأئمة وكبار السن مجزرة المسجد الإبراهيمى حدثت فى الخامس والعشرون من فبراير 1994 مجزرة المسجد الإبراهيمى حين قام المستوطن باروخ غولدشتاين باقتحام المسجد خلال الركعة الثانية من صلاة الفجر وأطلق النار والقنابل وقتل 29 فلسطينيا وجرح العشرات لتندلع مواجهات خارج المكان سقط فيها نحو 30 شهيدا .
وتبع ذلك قرار لجنة التحقيق بتقسيم المسجد وتحويل الجزء الأكبر منه إلى كنيس يهودى وبعد نحو ستة عشر عاما على المجزرة أكد الفلسطينيون أن الاحتلال عاقب الضحية وكافأ الجانى حيث تم الاستيلاء على أكثر من نصف المسجد وتسليمه للمستوطنين وإغلاق قلب الخليل بالكامل ومنح المستوطنين حرية التنقل رغم تطرفهم وخطرهم المتزايد .
واستمرت سياسة التضييق على المصلين ففى 15 أغسطس 1994 قامت سلطة الاحتلال بتركيب 14 كاميرا حديثة و58 كشافا وأجهزة إنذار جديدة وفى 13 فبراير 1995 تم بناء موقعاً للشرطة وغرفتين متنقلتين للجيش فى حدائق المسجد وفى 10 يونيو 1996 ركبت آلات حاسبة على الأبواب الإلكترونية لإحصاء المصلين وفى 31 يناير 1998 سكب المستوطنون ماء نار على رأس اثنين من حراس المسجد وفى 21 فبراير 2010 أقرت الحكومة الإسرائيلية ضم المسجد إلى قائمة مواقع أثرية وتراثية تعتبرها يهودية خصصت لها 1.06 مليون دولار لصيانتها وترميمها. منع الآذان فى تحد واضح وعدم احترام للإسلام والمسلمين تتكرر الاعتداءات على موظفى المسجد الإبراهيمى وأئمته فمنذ عام 2000 منع رفع الأذان خاصة يوم السبت كما يغلق تماما المسجد الإبراهيمى أمام المسلمين فى الأعياد اليهودية ويتوافد إليه المستوطنون بالآلاف فى مناسبات عديدة .
ويخضع المصلون فى المسجد الإبراهيمى للتفتيش الدقيق فى ثلاث مراحل قبل وصولهم إلى مكان الصلاة ففى المرحلة الأولى يجبر المصلون على اجتياز بوابة حديدية بشكل فردى ثم يخضعون للتفتيش الإلكترونى في نقطة بها أربع بوابات ثم يخضعون لتفتيش إلكترونى ثان من خلال بوابتين ويحظر على الفلسطينيين التجول فى شوارع الخليل القريبة من المسجد خلال الأعياد اليهودية بهدف توفير الراحة للمستوطنين .
وفى المقابل تتاح للمستوطنين حرية الحركة فى أحياء الخليل طوال الوقت وفى المناسبات الدينية الإسلامية ويقدم الاحتلال على مزيد من الإجراءات لتثبيت السيطرة على المسجد خاصة بعد تصنيفه ضمن قائمة التراث اليهودى ورغم ذلك لم تمنع إجراءات الاحتلال السكان والمصلين من التوافد إلى المسجد والصلاة فيه وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت فى 21 فبراير 2010 ضمه إلى قائمة "التراث اليهودي" وخصصت ميزانية لصيانته وترميمه. محافظة الخليل عملت السلطة الوطنية الفلسطينية ومحافظة الخليل على إحياء البلدة القديمة بشتى الوسائل من بنية تحتية وإعادة السكان للمنطقة بتقديم المساعدات العينية والنقدية وإحياء المناسبات الدينية فى المسجد الإبراهيمى .
ومن خلال المحافظ كامل حميد تم التنسيق والمشاركة من قبل الوزارات المعنية من أجل فتح مكاتب لهذه الوزارات فى البلدة القديمة وذلك من أجل جلب المواطنين إلى البلدة القديمة وتقديم الخدمات لهم مثل مكتب البريد ووزارة العدل و الخارجية والاقتصاد و الزراعة والمالية .
وقامت لجنة الأعمار فى البلدة القديمة بترميم البيوت وإعادة السكان للسكن فى البلدة القديمة والتى أنشئت بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1995 ولها الدور الأكبر في ترميم المحلات التجارية والمسجد الإبراهيمى وقدمت محافظة الخليل مساعدات عينية ونقدية للأسر الفقيرة و التى بلغت في عام 2011 حوالى 400 أسرة تشمل توزيع مبالغ نقدية وعينية قرطاسية وأغطية شتوية بمبلغ 80 ألف دولار وتوزيع مكرمة الرئيس للمحلات التجارية بدفع شهرية قيمة كل دفعة 200ألف دولار توزع على أصحاب المحلات التجارية وللحفاظ على الوضع الأمنى فى البلدة القديمة عملت محافظة الخليل على تشكيل اللجنة الأمنية من كافة الأجهزة الأمنية لمتابعة الوضع الأمنى فى البلدة القديمة وتشكيل لجنة خاصة للمحلات التجارية فى البلدة القديمة من أجل عمل المسح الميدانى لهذه المحلات وبلغت هذه المحلات 1333 محل تجارى مغلق بقرار عسكرى ومفتوح وتم منحهم ثلاث دفع بواقع قيمة كل دفعه 200ألف دولار وسوف يستمر دعمهم لثلاث دفع أخرى وقد تعاون التجار والمواطنين فى تنشيط الوضع الاقتصادى فى البلدة القديمة فى شهر رمضان من العام 2011 وذلك بالاتفاق مع بعض الشركات بالحصول على نسبه 25% خصم للسلع الغذائية مما شجع المواطنين على الشراء من البلدة القديمة ولكن بعد الانتهاء من شهر رمضان عادت البلدة القديمة إلى الانخفاض التجارى
هذا بالإضافة إلى اهتمام محافظة الخليل بموقع تل الرميدة لما لها من خصوصية عظيمة وأهمية كبيرة حيث أن تركيز سلطات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين المتواجدين فيها على إخلاء السكان من داخلها بشتى الوسائل و الطرق والاعتداءات على المواطنين وقد تم عمل خيمة اعتصام للتضامن مع أهالى تل الرميدة وتم عمل أيام طبية داخل هذه الخيمة ونشاطات مختلفة وصلاة الجمعة بها والتى مازالت مستمرة علاوة على الزيارات الدورية الذى يقوم بها محافظ الخليل وكادر البلدة القديمة زوار البلدة القديمة بتوجيهات من محافظ الخليل كامل حميد لكافة الوزارات وخصوصا وزارة التربية والتعليم تم تشجيع الزيارات للبلدة القديمة والمسجد الإبراهيمى وكذلك تم دعوة كافة الوفود العربية والأجنبية القادمين إلى فلسطين لما لها من أهمية كبيرة فى تعزيز صمود أهالى البلدة القديمة .
وقد وصل عدد الزيارات فى شهر 11/2011 حوالى 150 ألف زائر ورغم الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة فى البلدة القديمة وأخرها تعدى فرقة غولاني الإسرائيلية على البيوت والسكان بطريقة وحشية وهمجية وفرض سلطة الاحتلال على السكان عدم غلق أبواب منازلهم واستخدام الإغراءات المادية مع أصحاب المنازل لبيعها لهم وضغوط بشتى الوسائل لإعاقة دخول المواد التموينية وتفتيشها ومنع السيارات من الدخول حتى لنقل المرضى تقوم محافظة الخليل بحملات إعلامية للتوعية ودعم البلدة القديمة بكافة الوسائل الإعلامية منها المحطات المحلية والعربية والعالمية وانطلقت حملة " ذرة ترابك يا وطن تسوى وطن " والتى مازالت مستمرة لهذا اليوم والتى تدعو جميع المواطنين للصلاة فى المسجد الإبراهيمى كل يوم جمعة وتعزز الأنشطة الثقافية بها
معاناة طلاب البلدة القديمة
تعانى مدارس البلدة القديمة الأمرين ومنها مدرسة قرطبة الأقرب لحدود التماس مع بيت هداسا حيث يتعرض مدرسيها وطلابها للتفتيش اليومى عند الدخول إلى المدرسة وقد قام المحافظ بزيارتها أكثر من مرة وتقديم المساعدات لها وقام بزيارة كافة مدارس البلدة القديمة والبالغة 13مدرسة وتقديم المساعدات لهم من كاميرات مراقبة وأغطية شتوية وقرطاسية وهدايا وملابس شتوية.