في سابقة خطيرة، وأحد صور الاعتداء على المقدسات الإسلامية، أقدمت مجموعة من قطعان المستوطنين الصهاينة في الخليل على اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف وسط المدينة عند صلاة الجمعة أمس وإقامة حفلة موسيقية صاخبة بحماية جيش الاحتلال. وقد عقد المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في فلسطين برئاسة الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة رئيس المجلس في القدس اجتماعا طارئا لبحث انتهاكات المستوطنين لقدسية الحرم الابراهيمي الشريف واستمرار سلطات الاحتلال منع رفع الأذان وعرقلة الصلاة فيه. وأكد المجلس رفضه وإدانته قيام قطعان المستوطنين يوم امس الجمعة 11/8/2006 وأثناء صلاة الجمعة بإحياء حفلة موسيقية صاخبة صاحبها الغناء والصياح بأصوات مرتفعة في صحن الحرم الإبراهيمي الشريف بقصد منع الصلاة فيه والتشويش على المصلين على مرأى وحماية جيش الاحتلال الصهيوني. كما استنكر استمرار سلطات الاحتلال الصهيوني منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي منذ شهور طويلة وبالأخص في أوقات المغرب والعشاء وتوقيف المصلين واعتقال بعضهم وعرقلة وصولهم إليه جراء الحواجز والبوابات الإلكترونية الاحتلالية والإجراءات العسكرية القمعية في أرجاء قلب مدينة الخليل. كذلك أكد المجلس على أن مدينة الخليل مدينة عربية إسلامية والحرم الإبراهيمي بجميع أروقته وساحاته وأبوابه ومحاريبه وقبابه مسجدا خالصا للمسلمين لا علاقة لليهود فيه ويرفض تقسيمهم له وجميع ممارساتهم فيه التي تتنافى مع كل الشرائع الإلهية والقوانين الدولية وحرية العبادة. وطالب المجلس، مجلس الوزراء الفلسطيني إصدار تعليماته إلى الوزارات والمؤسسات فتح فروع لها في قلب الخليل أسوة بالمحكمة الشرعية وتوجيهاته لوزارة الأوقاف تخصيص الحرم الإبراهيمي الشريف ومساجد قلب مدينة الخليل لصلاة الجمعة عملا بالحكم الشرعي " الجمعة تنعقد في المسجد الجامع", والمسجد الجامع: هو المسجد الأقدم والأوسع في كل مدينة. وإلى جانب ذلك طالب المجلس الأعلى للقضاء الشرعي باعتبار قلب مدينة الخليل (البلدة القديمة) منطقة منكوبة تستحق رعاية وعناية ودعم خاص لإفشال مخططات الاحتلال الصهيوني للاستيلاء على الحرم الإبراهيمي الشريف وتهويدها. ودعا لجنة إعمار الخليل إلى الاهتمام بتعزيز صمود أهالي قلب مدينة الخليل بكافة السبل وليس فقط عمارة مبانيها. كما دعا بلدية الخليل إلى وقف تقديم خدماتها إلى البؤر الاستيطانية في قلب مدينة الخليل والعمل على فتح سوق الخضار المركزي والمحلات التجارية التي أغلقها الاحتلال. كما شدد على دعوة أهالي الخليل إلى العودة إلى السكنى في مساكنها والتسوق من أسواقها والمواظبة على الصلاة في الحرم الإبراهيمي الشريف.