تعلق الشعب المصرى بالاضرحة والمقامات لرجال الله الصالحين ، وحصدت مكانة فى قلوبهم وتصاعدت مؤخرا ظاهرة الاعتداء على الاضرحة من قبل بعض المتشددين دينياً ومحالات لهدمها بدعوى حرمتها وكفر بالله سبحانه وتعالى . شبكة الاعلام العربية " محيط " تناقش القضية والجدل الدائر حول مصير الاضرحة ودعوات هدمها . وفى جولة ميدانية عند ضريح الحسين تحدثت سيدة عجوز تعيش بجوار المقام عن سبب تواجدها في هذا المكان قائلة " انا هنا لخدمة آل البيت لاني احبهم هم الصالحين واخذت تتحدث عن الحسين وعن حديث للرسول الكريم .(. الحسين مني و انا منه ) " و عندما سألتها عن قيام البعض ببعض العادات السيئة امام الضريح كالقبلات و البكاء و الدعاء قالت " انا لا ادعو الا الى الله عز و جل و لا اعبد الا اياه وأنا أمراة أمية لكن استمع الى دروس العلماء و أعيها جيدا واجلس هنا لقربي من احباب النبي تشعرني بالراحة "
ويرى علماء الطب النفسى ان الاضرحة ببساطة مرتبطة بما يسمى بالتدين الشعبي بمعنى تدين الناس و خاصة البسطاء حيث انه ياخذ شكل مختلف خاص بالعادات والتقاليد المتوارثة من اجدادهم وأبائهم ومن جيل الى آخر يأخذ وظائف مختلفة. وهناك بعض المرضى سواء النفيسيين او المرضى جسديا يلجئون للاضرحة لعلاج أمراضهم والاضرحة بالنسبة لهم تحل محل .
وأكد مصدر مسئول بوزارة الاوقاف ان هدم الاضرحة يكون بموجب الضرورة و المنفعة العامة ، و ذكر ان المحافظة تريد هدم ضريح "سيدي ابو الريش" و نقله الى علي زين العابدين في الصالة السماوية وذلك بسبب تعرض المنطقة بكاملها الى الاخلاء و نزع الملكية ، وهذا على ما تفعله بعض الجماعات السلفية المتشددة من هدم للاضرحة ، مشيرا الى ان الوزارة قامت بعمل محاضر ضدهم لقيام تلك الجماعات السلفية بهدم ضريح في المرج و هذا غير جائز شرعا.
فيما قال الشيخ مؤمن محمود وهو مدير المتابعة بالقاهرة : ان هناك فتاوى متشددة تدعو الى هدم الاضرحة و مساواتها بالارض عملا و فهما لقوله تعالى " لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه" و استنادا الى قول النبي صلى الله عليه و سلم " لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا من قبور انبياءهم واولياءهم مساجد " . ويرى آخرون ان اصحاب هذه القبور باستطاعتهم ان يقدموا لروادهم العون والمدد لذلك اشتهرت تعبيرات " مدد يا حسين ، مدد يا سيدة ، يا شيخ العرب " .
ويضيف ان هناك اتجاه ثالث وهو الوسطي والذي تسير عليه مصر قال اصحابه " ان العلة في تحريم الصلاة عند القبر تكون باتخاذ من في القبر اله او تقدم اليه العبادة من دون الله " و هذا لم يحدث في مصر ابدا ، والعلة الاخرى هي حدوث شيئ من عدم الطهارة من اثر الدفن في المقبرة و هذا غير متحقق ، وان القبر بعيد كل البعد عن محراب المسجد و بذلك الصلاة تكون لله و ليس لاحد غيره
واكد الشيخ ان وزارة الاوقاف قامت على مر العصور بالمشاركة مع وزارة الاثار بالمحافظة على الاثار واعداده ليكون في ابهى صوره و هو الحادث الان.
وشدد على ان من يتمسك بالقول الاول المتشدد ألا يصلي بالمساجد التي بها اضرحة ولا شيئ عليه لانه ليس مأمورا بحتمية الصلاة بها و يشترط الا يخطئ هؤلاء او يفسق من يؤدي الصلاة في هذه المساجد .. وبسؤاله متى يكون القبر اثرا ؟ رد قائلا ان القاعدة التي تسير عليها وزارة الاثار ونحن نلتزم بها ان اي مبنى مر علي بنائه مائة عام فهو أثرا ...
ومن جانبه حذر الطاهر الهاشمى امين عام اتحاد قوى آل البيت من المساس بأضرحة اهل البيت او احد من ذريتهم في مصر ( تحت أي مسمى سواء تجديد المسجد أو أي حجة أخرى )، وأن الأشراف والصوفية سيقدمون الشهادة للدفاع عن هذه الأضرحة
واشار الدكتور عبد الله العطار أستاذ الآثار الإسلامية الى أن هدم الأضرحة تعدى على التراث والحضارة الإسلامية وفقا للقانون رقم 117 لسنة 1983 و كل عقار أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان من عصر ما قبل التاريخ وخلال العصور التاريخية المتعاقبة حتى ما قبل مائه عام متى كانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية باعتباره مظهرا من مظاهر الحضارات المختلفة التى قامت على أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية .
ويؤكد على ان الاضرحة المرخصة و المسجلة بموجب هذا القانون لا يمكن المساس بها أو الاعتداء عليها و المجلس الاعلى للاثار الاسلامية والمسيحية غير مسئول عن الاضرحة الغير مسجلة و التي يقوم البعض ببنائها لنفسه .