* حفائر واكتشافات مصرية تفجر مفاجأة تدحض أكاذيب اليهود * موسوعة الاختراعات العظيمة العالمية تفخر بتمثال لأبو الهول اكتشف بسيناء ويكشف عن ترابط الهيروغليفية بسيناء
كتب على القماش
يبدو إننا لانتذكر سيناء إلا فى المناسبات مثل الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة او عند حدوث تفجيرات مثلما حدث فى دهب وشرم الشيخ ورفح.
والعدو الإسرائيلي المتربص بسيناء لم يتغير وان كان غير أسلوبه العسكري الذي قد لا يأتي بنتيجة مع مصر لأسباب مختلفة ، وبات من مصلحته الاكتفاء بالعمل على دوام تحييدها .. ولجأ إلى حروب بديلة أشد خطراً وأقل تكلفة على الأقل فى الأرواح والمعدات .. وهى الحروب الناعمة Soft War وهو اسم يطلق على برامج الكمبيوتر لأنه من أقوى سبل ووسائل الحروب وإن كان البعض لا يدرى!
أما الحروب الناعمة التي يخوضها العدو الإسرائيلي خاصة فى سيناء– والتي نقصدها فى هذا المجال– فهي تتعلق بتزوير التاريخ من خلال التلاعب فى النقوش الأثرية .. وهو أمر معتاد بالنسبة للصهاينة من تسخير كل إمكانياتهم الإعلامية والاقتصادية وما يعتبرونه أبحاثاً علمية من اجل خدمة أغراضهم السياسية ولو تحققت نتائجها بعد أجيال عديدة بحصولهم على تاريخ وأراضى لا حق لهم فيها .. وهم يستعينوا من أجل تحقيق هذا الهدف بعملاء يحملون ألقاباً علمية باسم البعثات الأثرية، ويجندون من بني جلدتنا من يؤيدهم بجهل أو بعلم .. ليكونوا الوكلاء المغفلين للصهيونية فى مصر .. وللحق نحمد الله أنه ما زال لدينا جنود يقظين لمثل هذا الخطر، ويعملون بجد وعلم على درءه بعيداً عن الصخب الإعلامي وتسطيح القضايا الجادة ..
سيناء استراتيجياً وجغرافياً هي همزة الوصل بين قارتي آسيا وأفريقيا وهى: سيناء الحد الفاصل ببين البحرين الأبيض والأحمر وهى بوابة مصر من الجهة الشرقية، وبجانب هذا الموقع الهام تزخر سيناء بثروات ضخمة وفريدة، ليست على مستوى الكنوز المادية فحسب، بل والمكانة الروحية لكافة الديانات السماوية ..
هذه الأهمية لسيناء فطن إليها قدماء المصريين منذ 4 آلاف سنة .. فقد كشفت النقوش الأثرية أن الملك اختيو الثالث فى نصائحه لابنه وولى عهده مريكا– رع .. أن يؤمَن حدوده الشرقية ويعمر سيناء بالبشر كي يزودوا عنها أي يدافعوا عنها .. وهو ما أكده د. جمال حمدان فى "عبقريته" (شخصية مصر) عن ارتباط الإنسان بالأرض فيدافع عنها ..
فهذا الموقع الفريد لسيناء جعل منها أهمية عسكرية عبر العصور .. فمنذ عهد الأسرة الأولى عام 4000 قبل الميلاد أقام الفراعنة بسيناء القلاع .. وكانت أول طريق حربي كبير وهو طريق (حورس).. وعبر سيناء غزا الهكسوس مصر فى عهد الدولة الوسطى .. كما عبر أيضاً أحمُس الثالث سيناء وهزم الأشوريين بفلسطين ..
وفى عام 1285 ق.م تحرك رمسيس الثاني عبر سيناء متجهاً إلى لبنان ليحارب هناك .. كما سلك سيناء أيضاً الغزاة من جيوش الأسكندر الأكبر والفرس والرومان والبيزنطيون والصليبيون والتتار .. وسلكها أيضاً الفاتح عمرو بن العاص عام 639م لدخول مصر .. وكذلك سلكها عبد الله بن أبى صالح فى طريقه لفتح أفريقيا (غزوة العبابدة) .. كما زحف الجيش المصري عبر سيناء بقيادة البطل صلاح الدين عام 1178 لمواجهة الفرنجة .. وفى عهد المماليك عبرت الجيوش سيناء بقيادة الظاهر بيبرس عام 1260م وحققت النصر .. ثم كانت الحروب بين مصر والدولة العثمانية بقيادة القائد إبراهيم عام 1832 حيث عبرت جيوش مصر وقضت على الدولة العثمانية بالشام .. وبعد ذلك شهدت سيناء فصولاً من الصراع المصري الإسرائيلي ابتداءاً من عام 1948 إلى العدوان الثلاثي عام 1956 ثم حرب 1967 والانتصار المجيد فى حرب أكتوبر 1973م ..
وهكذا أعتبر حكام مصر عبر العصور سيناء القاعدة الأمامية لمواجهة التهديدات من الحيثيين والأشوريين والتتار والصليبين والعثمانيين والإسرائيليين .. هذه الحروب الممتدة عبر التاريخ تعنى أن أبناء مصر واصلوا ري سيناء بدمائهم دفاعاً عنها وتقديراً لمكانتها وأهميتها .. فالتاريخ يؤكد أن سيناء لم تكن يوماً جزءاً منفصلاً عن الوادي والدلتا منذ فجر التاريخ وعصر ما قبل الأسرات.
وقد أطلق المصريون على سيناء اسم "تامفكات" أي "أرض الفيروز" أو "خاست مفكات" أي "حقول الفيروز" .. أما اسم سيناء فهو مشتق من اسم الإله (سينى) إله القمر الذي كان يكرمه إنسان الصحراء ما قبل التاريخ ..
وهكذا سيناء تاريخنا وبشرياً جزءاً من مصر .. وتاريخ سيناء يواجه مؤامرة صهيونية بالتزييف .. وأهل سيناء وهم أهل مصر يواجهون نفس المحاولات الصهيونية التي تهدف إلى " التفتيت " أو الإدعاء بالزيف بأن أصولهم عبرية !
أما عن أطماع إسرائيل (اليهود تاريخياً فقد بدأت قديماً مع دخول العثمانيين عام 1517م إلى أن وضع اليهود بسيناء صوب أعينهم فى مؤتمر بازل عام 1897 إلى أن حدث وعد بلفور عام 1917 وتم تقسيم الدول العربية تحت الوصايا والاحتلال الأجنبي، إلى أن قام الكيان الصهيوني بالتواطؤ الأجنبي عام 1948 .. وجاء اعتداء عدوان 1956 على سيناء .. وفى عام 1959 أعلن بن جوريون عن آماله بضم سيناء .. التي يعتبرها أرض الأجداد– إلى إسرائيل، وبعد حرب 1967 أعلن ليفي اشكول وزير الخارجية الإسرائيلية أن إسرائيل باتت مستقرة بالاستيلاء على سيناء ..
وجاءت حرب أكتوبر لتحرير سيناء، وان كانت لم تمنع أطماع إسرائيل من النيل إلى الفرات وأول هذه الأطماع فى سيناء، حيث ذكر استطلاع المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن نسبة 89% من الإسرائيليين تؤيد احتلال سيناء كلياً أو جزئياً!..
أما المستوى البشرى فإن كانت الدراسات الأنثربولوجية أكدت أن أهالي سيناء هم أبناء مصر .. فقد أكد أبناء سيناء على هذه الوطنية عبر مواقف عديدة بتصديهم للمحاولات الإسرائيلية ..
ومن مواقف أبناء سيناء التي تؤكد اعتزازهم بمصر والهوية المصرية، انه بعد تثبيت العلامات الحدودية بين مصر وفلسطين عام 1906 .. وعلى الرغم من تواجد القبائل فى الطرفين (سيناء وفلسطين) ألا أنهم منعوا أي تلاعب بتلك الحدود، وعندما أزال الجنود الأتراك عمودي رفح ابلغ أبناء سيناء اللجنة المصرية فى ذلك الوقت بمكان العمودين، إضافة إلى كشف تحريك اليهود عام 1948 للعلاقات أرقام 91- 88- 87- 86- 85 وتصدوا له، واحتفظوا بمكان العلاقات لتكون دليلاً للحكومة المصرية وهى تحت الاحتلال البريطاني ..
ورغم الإغراءات الإسرائيلية لأهل سيناء بعد حرب 1967 إلا أنهم ظلوا على هويتهم ووطنيتهم .. وفى عام 1968 أعدت إسرائيل مؤتمر الحسنة (منطقة قرب العريش بشمال سيناء) بهدف تدويل سيناء، وأحضروا شيوخ القبائل لكي يعلنوا ذلك أمام العالم فما كان منهم إلا أن فاجئوا العدو بأنهم متمسكين بالرئيس جمال عبد الناصر وأن سيناء مصرية لا تفريط فيها ..
وتكللت وطنيتهم بنصر أكتوبر المجيد 1973 ، ومشاركتهم البطولات بكافة الصور والتضحيات .. هذا العرض التاريخي يفرض علينا أن نحافظ على سيناء وأن نتفحص العدد المتربص بنا .. والمدخل الأول للعدد هو تزييف التاريخ من خلال التلاعب فى الآثار والدلالات التاريخية ..
وليس سراً أن إسرائيل تتابع كل البعثات الأجنبية التي تنقب عن الآثار فى سيناء وتتابع ما ينشرونه بدقة وتحفز ومن البديهي أن يكون لهم أعوان حتى لو كانوا مستترين أو يعاونوهم بحسن نية ..
فإسرائيل التي تتربص بآثار سيناء أنشأت تخصصاً للآثار التوارنية للبحث عن ما جاء فى التلمود والعمل على تحقيقه .. والمؤسسات اليهودية والصهيونية فى تل أبيب وغيرها على استعداد للتمويل!
وهناك محاولات غير منظورة مثل الإدعاءات فى طريق خروج إسرائيل من سيناء، أو مزاعم طريق الحج اليهودي بسيناء، أو وجود أماكن أثرية تخصهم، وحسناً أن لدينا من العلماء والأثريين والباحثين ممن يتصدون لهذه المزاعم .. ومنها ما نشره الأثري عبد الرحيم ريحان مدير منطقة نويبع .. وقد وصلت الصفاقة "والبجاحة" بالإسرائيليين بوضع نصب تذكاري بشمال سيناء بزعم انه رمز إسرائيلي ليكون مزاراً على غرار "أبو حصيرة" أو مسمار جحا .. وحسناً أن تمت إزالته وإزالة موضع آخر فى شمال سيناء إقامة الصهاينة بحجة انه كان موقع لموتاهم إسرائيليين .. كما تركوا موضع آخر بمنطقة صعده والتي تقع بين مدينتي دهب ونوبيع زعم الإسرائيليون انه كان موقع "كنيس" أي معبد يهودي صغير، وأن المهندس اليهودي الذي يمهد الطريق لإعادة إبراز الموقع انقلبت سيارته وقتل فى الحادث فوضعوا أجزاء من سيارته أعلى "التبه" التي بها الموقع للذكرى !..
على جانب آخر نهبت إسرائيل مقابر وادي فيران الأثرية ، ففي عام 1978– قبل معاهدة كامب ديفيد– قامت بعثة آثار إسرائيلية برئاسة افينير جوريون وهى بعثة تابعة لجامعة تل أبيب بأعمال مسح أثرى لعدد 1166 مقبرة بوادي فيران، وهى مقابر فردية وعائلية، وبجانب سرقتهم كل ما فيها من بعض المقتنيات الموضوعة مع المتوفين مثل الصلبان الموجودة مع الرهبان وأساور وغيرها . قام فريق متخصص فى الأنثربولوجيا من جامعة تل أبيب فى إجراء بحوث على 72 من "الرفات" الموجودة بالمقابر فى محاولة خبيثة لإثبات مزاعمهم بأن بدو سيناء أصولهم عبرية أو أن قاطني سيناء من أصول غير مصرية ..
ورغم أنهم لم يعلنوا أية نتائج عن هذه الفحوصات إلا أن ما أكده الباحثين المتخصصين فى الإنثربولوجيا ومن بينهم د. صالح خيري .. أكدوا أن أصول بدو سيناء مصرية عربية بدون أدنى شك، ولا علاقة لهم بالأصول العبرية ..
هذا وقد ردت الاكتشافات الأثرية المتتالية على ادعاءات الصهاينة وأكدت أن سيناء مصرية لم تكن يوماً جزءاً منفصلاً عن الوادي والدلتا حيث بدأ نشاط سكان الدلتا فى سيناء منذ عصر ما قبل الأسرات ..
وأنه فى أواخر الألف الرابعة وبدايات الألف الثالثة قبل الميلاد اتجه المصريون فى عصر الأسرة الأولى إلى دمج سيناء مع الدلتا والوادي فى ذلك الكيان السياسي الواحد والثابت عبر التاريخ .. وأن قبائل سيناء جزءاً من التكوين المصري .. وتم الكشف عن آثار عديدة فى سيناء ترجع إلى عصر الأسرتين الأولى والثانية ..
وترجع أقدم الآثار المكتشفة فى سيناء إلى عام 5290 قبل الميلاد، أي من عصور قبل الأسرات، كما تم الكشف عن آثار عديدة ترجع إلى عصر الأسرتين الأولى والثانية، كما وردت إشارات إلى شخصيات مصرية فى مناطق الحدود بين مصر وفلسطين فى الآثار المكتشفة بالقرب من أبيدوس فى صعيد مصر حيث كان مقر حكام الأسرات الأولى وهو ما يؤكد ارتباط سيناءبالوادي والدلتا منذ فجر التاريخ، وتحفل مناطق سيناء– خاصة منطقتا سرابيت الخادم ووادي المغارة– بجنوب سيناء بالآثار التي ترجع إلى أقدم عصور الأسرات، ومنها نقش جداري للملك سمر خت سابع ملوك الدولة الأولى، ونقش آخر للملك زوسر صاحب الهرم المدرج بسقارة وهو من ملوك الأسرة الثالثة، ونقش آخر للملك سنفرو والد الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر .. وغيرها وغيرها من النقوش إلى تؤكد مصرية سيناء وعدم انفصالها عن دلتا مصر .