جراح مناظير عام: مرضى السكري أكثر الأشخاص عرضه لتقرح القدم    خالد الغندور يثير الجدل قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    رئيس التمثيل التجاري: مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التكامل الصناعي مع الصين    34 مليون جنيه لتمويل 47 مشروعًا ضمن مبادرة «مشروعك» ببني سويف    تراجع أسعار سيارات شيري موديل 2024 في مصر.. اعرف القائمة الجديدة    فيديو.. جيش الاحتلال يعترف بإصابة 9 من قواته في اقتحام مخيم نور شمس    فريدة الشوباشي: الولايات المتحدة سبب خراب العالم    روسيا تعلن إنشاء مركز أبحاث وإنتاج للطائرات بدون طيار والأنظمة الروبوتية    استقبال 37 جريحا ومريضا فلسطينيا في معبر رفح البري    جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي 2024 الترم الثاني في محافظة الفيوم    بث مباشر مباراة الأهلي ومازيمبي (0-0) في دوري أبطال إفريقيا (لحظة بلحظة) | خطيرررررررررررررة رضا سليم    الزمالك والترجي في بطولة إفريقيا لكرة اليد.. موعد اللقاء والقنوات الناقلة    تحرير 11 محضرًا للمخابز خلال حملة تموينية بمركز أبوتشت بقنا    انتشال جثة شاب مجهول الهوية من نهر النيل بالقناطر الخيرية    دار الأوبرا تقيم احتفالية «نجوم المستقبل» لطلاب مركز تنمية المواهب    «التنورة والفلكلور الواحاتي» في ختام برنامج التوعية التثقيفية بالوادي الجديد    مدبولي يشهد تصدير شحنات كبيرة من مختلف القطاعات الإنتاجية    الصحة تكشف ضوابط وإجراءات أداء مناسك الحج    وصول 23 فلسطينيا من مصابي غزة للعلاج بمستشفيات جامعة أسيوط    غدًا، "حياة كريمة" تنظم قافلة طبية مجانية بقرى المنيرة بواحة الخارجة    كلاسيكو الأرض.. أنشيلوتي يعلن قائمة ريال مدريد لمواجهة برشلونة    اتحاد الكرة يستبعد إقامة ودية بين منتخبي مصر وفرنسا    رئيس فلسطين: المنطقة بأسرها ستكون في مهب الريح دون حل عادل لقضيتنا    مفتي الجمهورية: الاجتهاد الجماعي أصبح مبدأً لا يمكن الاستغناء عنه    وديعة البنك الأهلى.. كيف تحصل على عائد 2000 جنيه شهريًا؟    وزير الخارجية: جهود مكثفة من مصر لدعم غزة منذ اندلاع الحرب    مؤسس «أمهات مصر» تعلن مطالب أولياء الأمور بشأن امتحانات الثانوية العامة    المشدد 5 سنوات ل«تاجر مخدرات» والبراءة لمتهمين آخرين في المنيا    خطوات بسيطة للحصول على صحيفة الحالة الجنائية    «الداخلية» حملات لمكافحة جرائم السرقات تضبط 17 متهمًا ب 4 محافظات    رئيس الوزراء: التعاقد مع شركات عالمية لإدارة وتشغيل ميناء دمياط    للمرة الأولى.. معهد إعداد القادة يستضيف اجتماع المجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    للاطمئنان على صحة الأنبا أبوللو.. وزير الأوقاف يزور مطرانية سيناء الجنوبية|صور    شم النسيم 2024.. اعرف الموعد وسبب الاحتفال وقصة ارتباطه بعيد القيامة    بحضور ماجد المصري ورانيا منصور.. تامر حسني يوجه رسالة للطلاب في حفل «مهرجان المدارس»    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام عيد الفطر خلال 24 ساعة.. «شقو» في الصدارة    بعد شائعات سرقته.. «الآثار»: سرير والدة الأمير محمد علي تحت الترميم    حكم انفصال الزوجين بدون طلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    تفاصيل استضافة محافظة جنوب سيناء للمسابقة العالمية للقرآن يوليو القادم| خاص    وكيل «مطروح الأزهرية» يتفقد فعاليات البرنامج التدريبي للشؤون الوظيفية    صور.. حضور المئات من طلبة الثانوية العامة بالمراجعات النهائية المجانية    ميدو يوجه رسالة إلى إدارة توتنهام بشأن عمر مرموش    وزارة الشباب تنظم ندوة توعوية حول خطر المنشطات على صحة الرياضيين    كشف وعلاج ل1300 حالة في 6 تخصصات طبية ضمن حياة كريمة ببني سويف    مخاطرة بحرب إقليمية.. هآرتس تنتقد الهجوم الإسرائيلي على إيران    محافظ الغربية يتفقد 12 مشروعا لحياة كريمة ورصف القرى بزفتى    «يد الأهلي» يواجه أمل سكيكدة الجزائري بكأس الكؤوس    الحكومة: وقف تنفيذ قطع الكهرباء عن الكنائس خلال احتفالات العيد    سفيرة البحرين: زيارة الملك حمد لمصر تؤكد على التكامل الإستراتيجي بين البلدين    مشوفتش عشيقة المدير نهائيًا.. أقوال شاهدة في قضية رشوة أسوان الكبرى.. فيديو    «فرح» تعيد الابتسامة لأهالي الصف بعد 4 أيام اختفاء.. ما القصة؟    القابضة للمياه: تحديث المخطط العام حتى 2052 لمواكبة الاحتياجات المستقبلية    إياد نصار: بحب الناس بتناديني في الشارع ب «رشيد الطيار»    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عُقد الندى".. قصة بقلم حسام السقا
نشر في محيط يوم 04 - 08 - 2012

فى زمن بعيد .. و تحت سماء زرقاء كصفحة البحر لا تخلو من سحب بيضاء كحليب منثور بغير عناية ...كانت هذه الأرض البراح التى يفترشها الخضار ممتدة ما أن امتد النظر وطال ..
تلالها يكسو قمتها باقات الزهور كفراء دببة ناعسة ..وجبالها شماخة تناطح قمامها السحاب ... يكسوها الثلج كقطن فى موسم حصاده ..
ترتع الخلائق بمختلف ألوانها على فراشها الأخضر المنبسط تسرح وتمرح بغير بال بين اللهو و التقاط طعامها وكان هذا حالها ...
جداول الماء الصخرية .. تنضح بماء ساخن يتدفق من باطن الارض اللاهاب فتنبت ازهار بين حمرة الشفق و اصفرار الغروب و بيضاء كقمر فى اواسط السماء ...
تتغير ألوانها مع تغير مواضع الضياء فى سمائها ....
ترتشف الحيوانات ما يحلو لها إلى ماشاء الله ..
طنين النحل ناهلا من رحيق الأزهار ما يتثنى له فى دورة لا تنتهى بين زهرة وأخرى...
يتهادى النسيم الرطب على أوراق الزهور فتتلاحم حبات الندى لتشكل مع اشعة الشمس المتسللة خفية بين اغصان الاشجار مشهدا اخاذا لا يفارق ذهن بشر ... تتألق الألوان وتتوهج بين منشورية القطرات و بين ألوان الأزهار غير أن رياح هادئة تهب محملة برحيق الأزهار و عطرها ..
تتصايح فتاة تطلب المزيد ...
لكن عجز ما احاطوا بها عن تلبية رغبتها ...
- هل لى بعقد من حبات الندى .. أزين بها عنقى ..؟
فستانها المنفوش كمظلة هبطت لتوها يعيقها ان تسلق درجة ركامية تنبت عليها زهرة الزنبق و قد تدلى من كأسها قطرات الندى تسرى الى غير حساب ..
فتنادى على خادمها ان يقطفها لها ..
فاوقفه هنا امير القصر .. و تدخل للمعونة .. قفزة فى رشاقة و احتضن الزهرة برفق
وقطفها حرسا على ما بها من ماء الندى ...
فصاحت الاميرة ...
- كم احبك ...
كانت الاميرة لوسيا .. فى فترة نقاوة من مرضها و حركتها يخشى عليها الحكماء منها عليها ... فيحيطون بها بمعية ابيها الملك( فيل هيل بيل) .....
ببشرتها الشمعية و بياض لونها وصفاء عينها التى تزينها اهداب ناعسة و جفون دافئة و شعرها البنى المستقرعلى راسها يزينه تاج تتألف الونه بمزيج لا تغفله عينك ابدا ... كانت فاتنة جذابة .. يخشى عليها ابيها من مرضها ....
لكن رغم ما يحيطها من ماتشاء و ماترغبه النفس
الا ان ما عكر صفو مزاجها انها تريد عقدا من حبات الندى كما تتزين به الزهور فى الصباح .....
حتى انها باتت الليل فى وسط حديقة قصرها تراقب كيف تتجمع قطرات الندى لكن ما من جدوى ...
ورغم حبها لاميرها الفارس المحارب الا انها طلبت منه ان يدفع ما بوسعه كى يصنع لها ماترغب ...
فيجمع شتات حكماءه من بقاع مملكته فمنهم من كان على سفر و ارسل فى طلبة على و جه النجدة ...
ومنهم من رحل الى تخوم الاحراش و الادغال ليزهد فى متاع الدنيا و ما بها من ملاذات و اثام ....فارسل له من يأتى به ...
لكن كان جوابهم واحدا ...
- وكيف لنا ان نضفر عقدا من حبات الندى ...؟؟ انه لدرب من المستحيل ....
فمال الامير الى الارهاق بعد ان طاله الجد و مشاقة البحث ...
الى صباح احد الايام فى جو صحو شمسه قوية و نسائمه عليلة تلقى ما تلقى من لقاح الازهار و عطرها فى الارجاء و الانحاء فطالعه وجه البستانى الشيخ الذى عكف على تفقد النباتات الضارة تجاور اليافعة و تاخذ من مأخذ طعامها و سمادها .. فيقطعها و يلقى بها ...
فجلس الامير يراقبه الى ان جاء اليه ..
- كيف ارضى طلب اميرتى و محبوبتى .. الا ترى حلا ... ؟
مط الرجل شفته على غير بال وتابع ما كان عليه .
فاثار هذا الامير فقال بحدة ..
- الم يعلمك شيبك هذا خبرة فيما تصنع .. كما ترك اثره عليك و احنى ظهرك ...
فرد الشيخ بهدوء ..
- أأدلك على طريق تسلكه ...؟
فمال اليه الامير ...
- هات ما عندك ....
- هناك فى اعلى الجبل يستقر جمبالا الحكيم
- جمبالا الحكيم ....!!!!
فلم يرد الشيخ فاوقفه الامير بيده
- و ما الذى يعرفه جمبالا الحكيم و لا يعرفه حكمائى .. ؟
اشار الرجل الى السماء ..
- يعرف مالا يعرفه احد ..... طريقك شائك يامولاى ......

**
الى آخر جدول الماء .. يستقر قصر امير اكثر قوة و اشد بأسا .. يهيم بالاميرة لوسيا عشقا .. يعلم برغبتها .. فما منه الا ان اذاع الامر بين العامة و لم يأته جواب ...
تحت فراء مرقط و حرملة من حرير و ثوب طويل .. كان الامير العاشق يزرع بهو قصره حيرة و تفكير ...
الى ان جاء اليه احد الرجال يسعى ...
- سيدى .. سيدى ...
فنظر الية الامير اليسندرو .. بعين ثاقبة حادة قاطعة تخترق الاشياء كعين ساحر مقلوبة .... بشعره الاصفر الفاقع و عيناه الخضروان الدكانتان و شفتاه الحمروين يأثر هذا الامير كل من يراه .. و الناس على ذلك شهود ...
الا ان الاميرة ما مالت الية و لا استمال قلبها نحوه فهى فى هوى اميرها المندو اسيرة ذائبة هائمة ......
لكن ما رد هذا السيندروا خطوة واحدة ... بل دفع بكل ما يملك لكسب ودها و تحقيق طلبها ...
- ما خطبك ..؟
انحنى الرجل امامه و قال متلعثما ..
- سيدى .. سجن المدينة ..
- ما به ؟
- سيدة ...
امسك به الامير و جذبه بقوة ...
- اسمع .. ان لا احتمل غفوة السفهاء و لعثمة الاغبياء اسرد ما تعرف جملة و احدة ..
- عثر صاحب السجن على سيدة تعرف ما نبحث عنه ...
- و اين هى ... ؟؟
قال الرجل محذرا ..
- ان سحرها لاسود ... و تعرف ما لا يعرفه حكمائنا و لها اتصال بالاسفل و الاعلى و تشير الى السماء بعلامات دالة .. و انها على مطلبنا لقادرة ...
- ارسل فى طلبها الى بهو قصرى الان ...
قالها اليسندروا مزمجرا .. فهب الرجل مغادرا ....
فجلس الامير على عرشه ينظر الى زهرة اوركيد كبيرة ترتسم عليها قطرات ندى شفافة ..
- حين احقق مطلبك .. املك قلبك لوسيا ........
و سحق الزهرة بين راحته ....

***

جبل صخرى على تخوم مملكة المندو فاصل بينه و بين مُلك اليسندرو...
على قمته الوعرة يقع كهف جمبالا الحكيم المعتكف الى مجاهدة نفسه و ترويضها على زهد المطالب و البعد عن الشكاوى ...
برد قارس يضرب الانحاء بشدة ..
و الامير و خيالته يتقدمون حملته الى حيث الحكيم الراهب ...
الى ان نفخ احد حراسه بوقا ..
- يارجال .. الحذر واجب فالطريق عثر و الطقس عدو يتربص بنا ...احذروا خطواتكم و باشروا اعمالكم على مهل ..
كان الطريق منحنى و حافته سحيقة هاوية الى سفح الجبل الذى لا يبدو بلا قرار ....
فمال احد معاونى الامير
- ما ادرانا صحة قول البستانى يامولاى .... كم فى هذا الامر من غفلة ما عسانا ان نفعل و نحن بعدين عن ديارنا و اهلنا .. ونلقى بنفسنا فى شر محدق بنا ..
- انا لا املك على نفسى شئ الا حب لوسيا .. كم اتوق الى ارضاء مطلبها و تحقيق امنيتها ..
- اما كان الذهب و الياقوت و الزمرد كافين لحل معضلة مطلبها هذا ..؟
لم يرد الامير فقد اشار العسس بيده الى الافق وصاح ....
- سيدى الامير اعتقد اننا وصلنا الى مقصدنا ....
هناك وسط الغيوم .. كهف عميق يربض على مدخله فرس صغير ........
***
طالعها بعينه الثاقبة ونفذ اليها واستشف ما بها فعبث بوجه و اشار الى حرسه بالابتعاد ...
- لكن ياسيدى ان شرها لخطير و ما تفعله قد يتجاوز ما ندركه .....
- لا بأس .. اتركها لى ....
باسنان نخرة و عين تتلون بحمرة الياقوت و زرقة الحصى .... و اخرى ثابتة لاتتحرك ... و شعر ناعم رمادى متقصفة اطرافه و يدين نحيلتين واظافر طويلة مدببة غير مشذبة .. وقفت امام الامير المستقر على عرشه بثبات غير عابئ بمشهدها فتقدمت اليه حين اشار اليها ....
- ماذا تعرفى و كيف لك ان تساعدينى ...؟
استغرقها الوقت قبل ان تقول ...
-وهل تحل لى عقدتى.... ؟
اقترب منها حافظ سر الامير ..
- اسمعى يا امراة الامير لا يساوم فهو يطاع و لا يرد له طلب ..
اشاح الامير بيده
- تعالى .. اقتربى ...
تحركت المراة وكأنها على بساط عائم ...
فصارت همهمة بين حرس الامير و شددت ايديهم على سيوفهم و حرابهم ...
لكن الامير لم يبالى .. فتحفز الحرس اكثر حين دارت دورة حول عرش الامير الذى لم يلتفت اليها بل ظل صامتا هادئ حتى استقرت عينها المتقلبة امام عينه ...
- عينك مالوفة لى ... كأنى رايتها من قبل ....
لم يرد الامير بل ظلت عينه ثابتة بلا طرفة و احدة فتابعت المراة .....
- عقد الندى ليس بالمطلب السهل .. لكن اعرف من اين لك به ......
- هل اتبعت خطواتى .؟؟؟؟

***
غلف عقل الامير الدهشة حين رد الجواد الصغير ذو الغرة الناعمة المنسدلة بمنتصف راسه و الشعر الغزير يكسوا اسفل قوائمه الاربع القصار ....
- لقد رحل الحكيم جمبالا منذ زمن بعيد ...
- الى اين
قالها الامير و هو غير مصدق ان مجيبه جوادا ...
- لا اعلم ..
- وما دعوتك فى البقاء هنا ..؟ اتحرس له كهفه ..؟
- ربما ...
فصاح الامير ..
- اسمع ايها الجواد .. انا فى مازق وقد اشار على احدهم ان الحكيم جمبالا لهو القادر على المساعدة ... فهل ساعدتنى .. و لك ما تطلب ....
ضرب الجواد بذيله مجددا ...
- انا لا اطلب شيئ .. انا خارج دائرة االتمنى او الطلب او التدرع لنظر شكواى .... انا حامل جمبالا الحكيم ... قضاء حاجته مطلبى و غرض اسعى اليه .. اما انتم بين التمنى و الشكوى و طلب الاغاثة و النجدة تقضون حياتكم ....
ضاق الامير بهذا الكلام ..
- حسنا .. ليكن .. هل لك ان تساعدنى ....
تبدلت عين الجواد ثم قال ..
- ليكن ...
- حسنا .. كيف اصل الى الحكيم جمبالا ..
- هل تعاهدنى ان اامن شرك ....؟
اوما الامير براسه ..
فضرب الجواد الهواء بذيله مجددا ...

***

كان المندو يعرف انه ليس وحده يسعى لتحقيق مطلب اميرته فالسندرو يدفع ما بوسعه لانجاز امر بات عسير على المندو لكنه الان بات بين قوسين او ادنى لالسندرو الذى تحرك بمعية ساحرته تقوده الى اكثر الاماكن وحشه ..
ممتطيا صهوة جواده الحديدى المدرع و برفقته خيالته .. و الساحرة تتحرك و كأنها على بساط ...
فاشارت بيدها
- هناك و تحديدا عند هذة البقعة الرمادية .. ستجد ما ترغب ..
فصهل حصانة و ضرب الارض بغير ارتياح و هكذا باقى الاحصنة عندما ارتفعت الساحرة عن الارض قيد قدمين او ثلاث ... فسأل الامير باعصاب جامدة ...
- وماذا اجد هناك .. انا مطلبى محدد وواضح ... انا اريد عقدا يزين رقبة الاميرة لوسيا ..
اقتربت منه و قلبت عينها بين الوان عدة .. و قالت بصوت كالفحيح
- انا لا البى مطالب احد لكن اساعد على انجازها لقاء ان .......
صهل جواده بشدة حين اقتربت منه
فسال الامير ..
- مقابل ماذا ..؟
صمتت هنيهة
- لقاء ان تتركنى لعملى بين الناس ...
انها لتجارة بخسة .. اهذا ما تطلبيه .. لك ما شئت ... لكن اوصفى لى بالتحديد ما على فعله والا نالك من الاذى مالم يناله احد قط ....
نظرت فى عينه مجددا
- لك هذا
غابت الشمس و حل الليل سريعا .. بات القمر مرشدهم بلونه الازرق الشاحب و باتت الاشياء اكثر شباحية و الضباب بدا يغلف الاشياء ..
بقع رمادية تلقى بظلال سوداء على طريق كان مجرى قديم لعين تدفقت هناك منذ زمن .. فنحتت اثارها على جوانب المجرى رسوم و خطوط شتى .. تحسستها الساحرة بيدها و هى تواكب حملة الامير السندرو التى بدت من بعيد ككومة مظلمة تتحرك فى عتمة الليل ...
الى ان اشارت الساحرة بالتوقف و قالت بانزعاج استدعى السندرو للحاق بها ..
- اللعنة .. يبدو ان احدهم قد سبقق يامولاى ..
و اشارت الى احد خطوط المجرى ...
- هذا ليس اثر جريان المياه ... جمبالا مر من هنا ....
قالتها و هى تتحسس حواف الخطوط ...
قال الامير السيندرو من فوق حصانه
- وما جمبالا هذا ... ؟؟
صهلت الاحصنة و ضربت الارض بحوافرها حين ارتفعت الساحرة و قلبت عينها
- انه اكثر العقبات التى تواجهنا ... طريقنا بات اكثر خطورة

***
كانت مشاعلهم ترشدهم و ايضا تثير فى نفوسهم الشجاعة و الاقدام ....
جواد صغير حر بلا راكب يتوسط رفقة من الخيالية الملكية ... تسير على مهل يتقدمهم الامير الشاب
الى ان توقف الجواد على حافة و طلب من الامير المندو ان يتبعه .. ففعل ...
- هنا .. هنا تحديدا .. ستجدماتسعى اليه ....
دار الجواد فمال الامير محاولا فهم ما سيستطرده الجواد ..... فقال
- لكن هناك بعض الصعاب ..
- صعاب .. وانا لها مستعد ....
قالها الامير و هو يتحسس مغمد سيفه
فقال الجواد
- ليست هذا النوع من الصعاب .. بل ادق و اخطر
- ما هى ..
قالها الامير مقطبا ..
فرد الجواد
- ان تترفع عن الكذب مهما بات مخرجك من مازقك ...
ان لا تتسارع على رغبة او منفذ شهوة ...
الا تزهق روحا فى سبيل غايتك ......
و الا فلن تحظى بما اتيت فى طلبه ...
نظر الامير الى حيث يقف فطالعه منحدر عميق تتخلله الوديان ومخرات سيول الامطار فسال الجواد ..
- و بما يميز هذا المكان انه حتى خالى من الاثارة و لا يوحى بشيئ ....
فجاوره الجواد ...
- انظر .. انظر هناك اسفل هذا التل ستجد ما يسر نظرك ....
هناك .. مساحة من الماء تتألق تحت ضوء القمر الفضى تتراقص على سطحها حشرات مضيئة بالوان شتى ... تحفها اشجار و اعشاب تتلون فى خفوت ..!!!
- هناك ايها الامير ستجد ما يبهرك ويذهب عقلك ... ولاتنسى ما اخبرتك به سيكون لك خير زاد ... لانى لن اقدم على خطوة اخرى بعد الان .....
قطب الامير حاجبيه
- و لما ...؟ ثم انك لم ترشدنى الى الحكيم جمبالا ... صحيح انك..........
قاطعه الجواد و قد تقلبت عينه ..
- حسبتك اكثر فطنة ايها الامير ... انا جمبالا الحكيم .......... و الى هنا تنتهى رحلتى تذكر .. ما اخبرتك به ..... كم اشفق عليك ....
***

انتصف الليل ..و شدت الرياح عزمها تطلق صفيرها بين الارجاء .. و الساحرة
( اريند يرا ) تلقى ما بكيسها القماشى و تنثره على الارض لتقتفى اثر من سبقهم ...
هنا قالت بعد ان تقدمت الخيالة ..
- اسمعوا .. لعل فى احد الامكنة خطر قد يداهمنا و يحدق بنا .. عليكم التوخى و الحذر ..
فقال الامير وقد نزل من على صهوة جواده
- فيما قلقك يا ارينديرا ...
توقف الجميع و عند مساحة فضاء غمرها ضوء القمر جمعت ارينديرا ما نثرته و غمغمت بشفتيها الرفعيتين فصهلت الاحصنة مجددا لما اخذت بلورات ما نثرته ارينديرا تتشكل امامها على هيئة كرة لا تلقى بظلال على الارض بل تشع نورا باهتا و قالت و هى مغمضة عينا ...
- اليسندرو .. هناك من يسلك طريقك و سبقك الى حيث تنوى الوصول الية .. خيول
.. جنود .. و امير يحمل فى قلبه حبا لا ميرتك .... و جمبالا
تقدم منها الامير
- اذن ستكون هناك مواجهة ...
اشاحت بيدها
- ليس بالضرورى ..
واعتلى صوت غمغمتها باهازيج و ترانيم فتبدل لون الكرة و تشكلت علامات عليها
فقالت كم يخاطب الارواح
- سنقابل اهولا ... و شرا مستطيرا لا يرحم ...
فوقفت بمواجهة الامير مباشرة
- اسمع ..
ليكن قلبك قاسى كالصخر .. مشاعرك من زجاج .. سيفك يسبق قولك .. ابرز ما فى نفسك من سجية .............
لتكن من المنتصرين ... و الا لتكون من الخاسرين ...
هنا صاح احد الجند
- سيدى الامير .. قطيعا او فصيلا من الذئاب على مدخل مجرى النهر ..
فامسكت بذراعه ارينديرا قبل ان ان يمتطى حصانه ..
- عجل .. و لا تتاخر هذا اول الغيث ....
و اطلقت ضحكة ساخرة شامتة مكتومة ......

***

مشهد قلما رأه انسان ... مسطح هادئ من الماء ينعكس قاعة بخضرة و زرقة اردوازية , شاطئه من العاج ...!! رماله كحب منثور تخاف السير عليه ... اعشابه بنفسجية و ارجوانية كمرجان ماء مالح ...
الا ان احد الجند مد بقربته ليسقى حصانه .. و فعل الباقية ... هنا قال قائد الخيالة
- اعتقد انه علينا ان نلقى بمخيمنا هنا يامولاى هذة الليلة ...
اوما المندو براسه موافقا .. فنصب الرجال خيامهم مجاورين البحيرة التى اشار جمبالا اليها و قال ان بها محل مطلب الامير و ايضا حذره منها
انتصف القمر فى كبد السماء و باتت السماء اكثر صفوان و عامدت اضاءته منتصف البحيرة ..
حينها لم يبلغ الامير به النوم بل ظل محدقا فى النار التى استعر لهيبها يراقب افراد جنده الياقظين للحراسة و للنوبات الخفر على مخيمه ....
فما ان طاله الملل فصار الى محاذاة البحيرة يتأمل مائها و يفكر فى كلام جمبالا .. ما بها ؟ و كيف ان تكون مكمن مطلبه داعب اعشابها و انبهر بالوانها رغم ظلمة المكان الا ما تثنى من ضوء القمر و انصت الى هسهسة رمال شاطئها البكر وهو يطئه بقدمه و كأن لم تمسسسه قدم اوتلوثه يد .... فجاءة .............
تناهى الى مسمعه ان احد يناديه .. يخاطبه باسمه ..
التفت يمينا و يسارا لم يلقى الا الصمت اقترب الى المياة اغترف منها و شرب لم يألف عليها كونها هادئة لا تموج مع حركة يده ..
اتاه الصوت مجددا لكن هذة المرة اكثر وضوحا ...
التفت لكن ما من شيئ غير عادى ...
تردد الصوت كالف مخاطب له ..
فتراجع الا ان ان شاطئها العاحى تغير لونه و حبات رمالها تالق بخفوت منذر بحدوث خطب ما ...
لم يصدق ان دارت بمنتصف البحيرة دوامة دار لها الماء كله فخرج منها لؤلؤة شمعية اللون زهرية الظل واستقرت على سطح الماء ما ان عادت البحيرة الى صورتها الاولى ...
دهش الامير من منظرها و ضرب التحرق قلبه فى ملامستها ..
عاده الصوت
- انزل الى .. اشرب .. انعم بى
القى الامير نظرة على جنده من بعيد غافلين عما يصنع فخلع ردائه و قلع حذائه و القى بنفسه الى الماء سابحا ....
يرفس الماء بيده و قدمه لكن ابدا لم تقترب اللؤلؤة الشمعية ...
حاول و جاهد .... حتى اصابه الاعياء
- اشرب ...
صوت اخترق عقله مباشرة فوجد نفسه ينهل من ماء البحيرة بغير حساب و بشغف كمن يشرب عسلا من شمع نحل صنعه لتوه .....!!! لكن ما اقتربت اللؤلؤة قط .. بل غاصت به غاص الامير بغير ان تتلاحق انفاسه بل شعر باريحة استثنائية .. حتى صدمة مشهد قاع البحيرة ..
احجار كريمة تفرش قاعها بالوانها ولؤلؤات منثورة حبست انفاس الامير من فرط الدهشة .. سبح الى حيث قاع اللؤلؤة اذ بنساء كالجنيات مجنحات جميلات مشرقات اخذ بمنظرهم مرتكزين على صخرة هائلة تقبع بمنتصف البحيرة كالقمر تشع لونها على قاع البحيرة ..
- اقترب .. اقترب ايها الامير ... تعالى .. تعالى ..
اشارات ايديهم تدعوة لمجالستهم .. افتتن بشدة جمالهن فما ان لمس احدهن .. حتى انتفض كمن ضربته صاعقة من السماء اطاحت به بعيدا ... هنا شعر بانفاسه تختنق وان صعوده لسطح لواجب رفس الماء بقدمه فخرج الى حيث كان ... لاتزال اللؤلؤة ساكنة على سطح ماء البحيرة ... و ما ان سبح نحو الشاطئ حتى دارت الدوامة مجددا و عادت الللؤلؤة الى قاع بحيرتها ...
ارتدى الامير ثيابه وقد ضربه الهواء البارد فاقشعر بدنه و رعشة ما صارت عليه ..
دخل الى خيمته خلسة يراجع ذاكرته ...

***

سبع جيف لذئاب نافقة قتلها الامير اليسندرو وحده ....!!!
حتى القى الاعجاب بروح جنده ... فاشارت ارينديرا عليه ان ينزع لها اسنانها و انيابها ففعل جنده بما امرت ..
- انك لشجاع مقدام .. سبع ذئاب صارعتها بسيفك .. كم انا سعيدة انك بت تعرف الطريق الى ما تسعى اليه ..
رد الامير و هو يبدل ثيابه التى الم بها اثار القتال ...
- ليس هذا بمشكلة .. المهم انى اشعر اننا لا نتقدم ... و الصباح بات وشيك ان يبلغنا و لعل الاخرون ظفروا بما اطمح اليه ....
- لا تقلق .. بعد صراعك الضارى هذا اثق فى انك الرابح ...
بعدها استأنفوا المسير الى حيث نهاية مجرى النهر .. و نثرت ارينديرا اوراقا ملونة بالهواء .. فاذهبها الهواء و اختفت ..!! فقالت
- اخبار سارة بتنا على قيد خطوات من مقصدنا ... ارسل جندك الى اعلى هذا التل
- حسنا ......
تقدم العسس يترقب ما الطريق فوق تل صغير ... و لحقه الامير بنفسه بمعية ارينديرا
بعيدا .. اسفل التل كانت البحيرة .... و مخيم الامير المندو .....

***
اشرق الصبح ببصيص ضوئه متسلل من خلف التلال مضئ الافق بلون ازرق باهت هنا كان الجمع الاول لجند الامير المندو... خرج الامير متدثرا بمعطف من الفرو و الاعياء بادى عليه ..
ادرك المندو ان الرحيل و اجب و ان ما عاشه ليلة البارحه .. لهو مقصده ففى الصباح و عند انبلاج الفجر احتشد الندى بين راحتى الامير .. يشكل منه ما يشاء وطالع من بعيد البحيرة الاسكنة .. لم يود ان يبلغ احدا .. بما فعل ليلة امس .. حتى جاءه مساعده
- مولاى الامير .. وجد احد الجند حرملتك و قد طالها ماء البحيرة .. اتسأل كيف وصلت الى شاطئ البحيرة اصلا ....
ارتبك الامير حين راى حرماته فتدارك موقفه
- لا عليك .. ربما سقطت او علقت منى باحد الاغصان هناك ...
قال مساعده مشككا ..
- و هل سرت بمحاذاة البحيرة ... ؟
- هه ... ابدا .. لا لم افعل طيلة الليل جلست افكر فيما علينا فعله اليوم .. و الان اعد الرجال للرحيل ...
تركه الرجل مناديا فى جنوده .. شعر المندو انه ارتكب احد المحرمات التى حذره منها جمبالا .... لكن لا يزال تتجمع حبات الندى على راحته وقتما شاء ...
من بعيد ... كان المشهد لا تخطئه عين .. خيالة اليسندرو تقترب من البحيرة برتابة و انتظام غير عابئة بقوة المندو ... فصاح العسس
- سيدى الامير... ان جند مدجج السلاح و خيالة مدرعة على مقربة منا .. فما علينا فعله ....؟؟
باتت المواجهة حاسمة ... اليسندرو بعينه الثاقبة و خطواته الواثقة .. يتحرك الى حيث هدفه بقوة و ثقة لا تراها الا على الواثقين بنصرهم .... توقفت خيالة اليسدروا على مقربة من مخيم المندو و بمواجهتهم ...
كان المندو لا يريد ان يرتكب اى حماقة كل ما يسعى اليه هو الرحيل دون مواجهة .. لو حدثت مواجهة فلن يكون الامر على ما يرام ابدا ...
كانت خطوات اليسندروا قد اقتربت من مدخل مخيم المندو الذى تقدم بموجة من الترحاب ..
- الامير اليسندروا انه لخطب عظيم ان تزور مخيمنا .. اننا فى رحلة استكشاف ..
غمر راحته عرق بارد فقد كذب للمرة الثانية .. لكن ليس هذا المهم , المهم الا يقع فى شباك المواجهة الدامية ...
فمد يده بالمصافحة ... الا ان اليسندرو اشهر سيفه بوجه المندو الذى تحفزت رجاله و كذلك رجال اليسندرو فاشاح المندو بيده لرجاله وقال و هو يقلع حزام سيفه ..
- ايها الامير ارتكاب المحقات قد يجر الويلات على ممالكنا و هذا ليس بالامر الهين
اسمع انا انزع فتيل الصراع ....
قال اليسندروا و عينه مثبته على المندو..
- اين العقد .. ؟
قال المندو مصطنع عدم الفهم ...
- اى عقد ؟
ادار اليسندرو سيفه فى الهواء بحركات بهلوانية مهارة خطرة
و اغمد سيفه مكانه
و قال
- اسمع ليس لدى وقت لاضيعه .. انا اعلم انك هنا من اجل مطلب الاميرة لوسيا ..و ان عقد الندى .. هنا ..و الان ان حللت اولا فالبتاكيد تعرف مكانه ان لم تأخذه اصلا ..
اعطينى ايها و اتركك و رجالك فى سلام ....
ضحك المندو بسخرية ..
- اى عقد .. و اى ندى .. انت رجل ناضج عقد من الندى ...! يالك من معتوه
انا لا اعرف ما تقصده و لا اعرف ما تعنيه .. و على كل حال لك ان تختار ما تشاء اما ان تتركنى و اما ان تتركنا ..
لم تعجب هذة الكلمات اليسندرو... الذى احدث جرحا بكتف المندو الذى ترجع متفاديا الضربة التالية التى كانت ستودى بروحه ....
هنا اظهر اليسندرو حقيقته ...
كمن يسلخ جلده كثعبان على غصن شجرة .. تحت جلده ظهرت تقيحات و الوان عدة كشيطان خارج من الجحيم لتوه حتى وجه اصبح اكثر اتساعا كرأس ماشية ... لكن بقيت عينه كما هى خضروان ثاقبتان و جسده بات اكثر تفصيلا مع عضلات هائلة الضخامة كحيوان اسطورى على قائمين اثنين ....
فاشهر سيفه بسرعة كبيرة بوجه المندو الذى تدرع بدرع احد جنوده ... لكن الدرع لم يحتمل هول الضربات التى اولها اليسندرو فتكسر فاستعان المندو بغيره ...
سيف كبير بيد وحش كاسر يتصرف كمارد من الجن .... و المندو يفكر فى الفرار دون ان يثقل كاهله بخطيئة الاثم و ارتكاب الحماقة الكبرى ...
ففكر فى الندى و حباته و اميرته لوسيا .... فتغزرت يده بحبات الندى ... فانزلق الدرع عن يده من اثر الضربات المتكررة من اليسندرو الذى اخذ يزئر كاسد فى البرارى .... حتى بات المندو عاريا بلا درع او سيف ..
وبينه وبين اليسندرو متر او يزيد فادار اليسندرو سيفه بحركاته البهلونية مستعرضا قوته ................ و هوى على المندو ...........

***

كانت الشمس انتصفت و تعامدت على قصر الملك ( فيل هيل بيل ) .. حين اجتمع مع حكمائه لمعرفة سبب انتكاسة ابنته التى اعياها التفكير باميرها و عقدها .....
- لربما اصابة مكروة يا ابت .... ارسل من يطلع على امره ...
طالعها وجه ابيها الذى تآسى على حالها .. وهى تهزى بكلمات دون تفسير الا قليل ..
حتى جاء رجل يسعى
- مولاى .. مولاى سمو الملك .... خيالة الامير المندو على مقربة من بوابة القصر .
احتشد الحرس الملكى لا ستقبال الامير البطل .. بعد ان سبقت حكايته اسمه وكان الملك فى استقباله ... كاستقبال الابطال ...
وحين سأل عن العقد ...........
قال و قد اثخنته الجراح ....
- على ما يبدو انى لم اوفق ...
فقد ارتكبت ثلاث محرمات كلها دفعة واحدة لغرض ما بدا لى عزيز على قلبى ....
لكن غايتى لم تبرر وسيلتى .... ففقد ما املكه ....
فقالت لوسيا التى افاقت حين بلغها قدوم اميرها ..
- انا لا افهم ما تعنى .. ماذا تقصد ؟
قال الامير و يتجول بمعية اميرته بحديقتها الغناء ...
- كان على لبلوغ مرأبى .. ان اكبح شهوتى و ان اغلب الصدق على الكذب و ان لا ادفع بروح للهلاك ... لكن هذا حدث دفعة واحدة ..... فنهلت من ماء البحيرة التى ما تذوقت مثلها قط و لا ارى ما يناسبها من كلمات لوصفها و كذبت على مساعدى وحتى اليسندرو الذى قتله احد جنودى حين ارشقه بسهم قاتل ....
- لكن لست الداعى لقتله
مط الامير شفته ..
- احسب انه كان على تفادى ازهاق روحا
ذابت عينها حبا ...
- المندوا كم احبك ..... لم اتخيل ابدا انك خاطرت بنفسك لاجلى كم احبك
قالتها و هى تداعب كؤوس الازهار ... و حبات الندى تتراقص عليها ....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.